أخبار

رئيسة وزراء تايلاند تلتقي زعيم المعارضين من دون اتفاق

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بانكوك: اعلن القيادي التايلاندي المعارض سوثيب توغسوبان انه التقى الاحد رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا من دون التوصل الى اي اتفاق يضع حدًا للتظاهرات ولاحتلال مقار عامة.

وصرح سوثيب للتلفزيون، بعدما حاول انصاره الاحد احتلال مقر الحكومة من دون جدوى، "لم ترد ينغلوك على شيء (...) خططنا مستمرة. الامر سينتهي خلال يومين". واضاف النائب السابق لرئيسة الوزراء، الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه بعدما قاد حركة لاحتلال وزارة المال، "انها المرة الاولى والاخيرة التي التقي فيها ينغلوك".

وكانت الشرطة التايلاندية استخدمت الاحد الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، الذين يهددون بحصار مقر الحكومة في بانكوك، بعد اعمال عنف، تخللت التظاهرات، واوقعت اربعة قتلى وعشرات الجرحى.

ويجمع بين المتظاهرين، الذين يشكلون خليطا متنوعا من البورجوازية المحافظة المقربة من الحزب الديموقراطي، حزب المعارضة الرئيس، ومجموعات صغيرة من الموالين للملكية، كراهية شديدة لشقيق رئيسة الوزراء ينغلوك، الملياردير تاكسين شيناوترا المقيم في المنفى.

ويتهم المتظاهرون، الذين قدرت الشرطة عددهم الاحد بـ35 الفا في كل انحاء بانكوك مقابل نحو 180 الفا قبل اسبوع، تاكسين شيناوترا رئيس الحكومة السابق، الذي اطيح بانقلاب عسكري في 2006، بانه لا يزال صاحب القرار الفعلي في سياسة الحكومة منذ ان سلك طريق المنفى الى دبي. وقد برز الاحد وجهان للحراك الاحتجاجي.

فامام احد مداخل مقر الحكومة، حاول مئات المتظاهرين القيام بعمليات اقتحام متكررة من خلال ازاحة الكتل الاسمنتية وقطع الاسلاك الشائكة، لكن تم صدهم بوساطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وامام مدخل اخر نظم اعتصام سلمي، فيما كتبت عبارة "جدار برلين في بانكوك" بأحرف ملونة على الكتل الاسمنتية.

وقال سوثيب ثوغسوبان، وهو وجه بارز في المعارضة "ان عمليتنا اليوم يجب ان تكون سلمية، لاعنفية". ودعا الموظفين الى الاضراب اعتبارا من غد الاثنين. وسرت شائعات سرعان ما نفتها السلطات عن رحيل رئيسة الوزراء الى الخارج من دون ان يسجل اي ظهور لها الاحد.

من جانبه، نصح نائب رئيسة الوزراء براشا برومنوغ السكان بعدم الخروج من منازلهم بين الساعة 22,00 والساعة 5,00 لاسباب امنية، واعدا بعودة الوضع الى "طبيعته في اسرع وقت".

وبعد احتلال وحصار وزارات وادارات مدنية وعسكرية هذا الاسبوع، غضت السلطات الطرف عنها تخوفا من تأجيج التوتر، سمح للمتظاهرين الاحد بدخول حرم وزارة الداخلية. لكنهم لم يسيطروا حتى الان على محطات تلفزيونية خلافا لتهديداتهم.

قبل ذلك دعا قادة "القمصان الحمر" المؤيدين للحكومة والمتجمعين بعشرات الالاف في احد ملاعب بانكوك انصارهم الى التفرق خشية وقوع اعمال عنف. وقالت تيدا تافورنسيث، وهي من قادة القمصان الحمر، من على منصة الملعب، حيث امضى المؤيدون للحكومة ليلتهم، "بغية عدم تعقيد مهمة الحكومة بشكل اكبر قررنا ترك الناس يعودون الى منازلهم".

واندلعت اعمال العنف الاولى السبت قرب الملعب. فقد هاجم معارضون بالحجارة حافلة مليئة بمتظاهرين من "القمصان الحمر". وسقط اول ضحية في الازمة مع مقتل شاب في الحادية والعشرين من عمره على اثر اصابته بالرصاص في ظروف لا تزال غامضة.

وقتل ثلاثة اشخاص اخرين واصيب 57 اخرون بجروح بحسب اجهزة الاسعاف. وفي عداد الضحايا اثنان من القمصان الحمر بحسب الشرطة. وقد دعا قادة الحركة الى جهد اخير الاحد لتحقيق "النصر" قبل عيد مولد الملك بوميبول في الخامس من كانون الاول/ديسمبر، وهي احتفالات لا يمكن التفكير بالتظاهر خلالها في مجتمع تايلاندي محافظ جدا ومتمسك بملكه.

وتصاعدت حدة التوتر منذ شهر، واتخذت السبت منحى عنيفا مع سقوط اول قتيل، ما يثير المخاوف من الاسوأ في بلد قابل للاشتعال بسرعة. وتم اغلاق عدد من المراكز التجارية الكبرى، تم احراق احدها اثناء ازمة 2010. ففي ربيع العام 2010 احتل حوالى مئة الف من "القمصان الحمر" وسط بانكوك للمطالبة بسقوط الحكومة في تلك الاونة قبل هجوم للجيش.

وسلطت تلك الازمة التي خلفت حوالى تسعين قتيلا و1900 جريح، الضوء على الانقسامات العميقة في المجتمع بين جماهير الارياف والمدن الفقيرة المؤيدة لتاكسين في شمال وشمال شرق البلاد، ونخب العاصمة التي تدور في فلك القصر الملكي وترى فيه خطرا على الملكية.

وقد تسبب بالحراك الحالي الغاضب مشروع قانون عفو اعتبرت المعارضة انه اعد خصيصًا للسماح بعودة تاكسين الذي اختار المنفى للهرب من حكم عليه بالسجن بتهمة اختلاس مالي. ورفض النص في مجلس الشيوخ لم يؤد الى تهدئة المتظاهرين.

وفي بلد شهد 18 انقلابا عسكريا او محاولة انقلابية منذ قيام النظام الملكي الدستوري في العام 1932، دعا الجيش الذي طلبت منه الشرطة ارسال تعزيزات، المتظاهرين الى عدم مطالبته بالتحيز الى اي طرف. لكن ذلك لم يحل دون بروز خلافات. وقال قائد سلاح البر الجنرال برايوت تشان-او-تشا، الذي يتمتع بنفوذ كبير، لوكالة فرانس برس، "اتصلت بقائد الشرطة الوطنية لاطلب منه التوقف عن استخدام الغاز المسيل للدموع". واضاف "ان على الطرفين التوقف الان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف