أوكرانيا تعتبر حركة الاحتجاج "خارجة عن السيطرة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كييف: يطوق متظاهرو المعارضة الأوكرانية الاثنين مقر الحكومة بهدف ارغام السلطة على الرحيل بعد القمع العنيف في نهاية الاسبوع للتظاهرات التي تنظم احتجاجا على قرار الحكومة التراجع عن توقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي ما اغرق البلاد في اسوأ ازمة سياسية تشهدها منذ عقد.
واعتبر رئيس الوزراء الأوكراني ان التظاهرات "غير مشروعة وخارجة عن السيطرة". وقال ميكولا ازاروف ان "رجال السياسة الذين انضموا الى هذه التحركات زادوا من توتر الوضع الذي اصبح خارجا عن السيطرة".
وأضاف "يتم استخدام أساليب غير مشروعة، ويتم إرسال اشخاص لمهاجمة أجهزة السلطة". وندد الإتحاد الأوروبي باعمال العنف الاخيرة ودعا كييف الى ضبط النفس فيما دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد علاقات اقرب مع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بالتظاهرات المناهضة للحكومة.
وقطع اكثر من الفي متظاهر من المعارضة صباح الاثنين الطرق المؤدية الى مقر الحكومة في وسط كييف عملا بتعليمات صدرت الاحد بهدف ارغام الحكومة على الاستقالة. وتجمع المتظاهرون وبينهم بطل العالم في الملاكمة سابقا فيتالي كليتشكو حول مقر الحكومة قادمين من ساحة الاستقلال الواقعة على مسافة بضع مئات الامتار وحيث قضى الالاف منهم الليل بعد تظاهرة مؤيدة للاتحاد الاوروبي ومناهضة للسلطة شارك فيها ما لا يقل عن مئة الف شخص الاحد.
كما جرت تظاهرات في مدن اخرى ما يجعل حركة التعبئة حاليا الاكبر منذ الثورة البرتقالية عام 2004. وقطع مؤيدون للمعارضة بسياراتهم الطرقات في محيط مقر الحكومة. وردد المتظاهرون "ازاروف الى السجن" في اشارة الى رئيس الوزراء الأوكراني و "لتحيا أوكرانيا" قبل ان يؤدوا النشيد الوطني.
واعلنت السلطات ان 190 شخصا اصيبوا بجروح بينهم عناصر من الشرطة ومتظاهرون واكثر من 40 صحافيا. وقال ايفان فيليبوفيتش (51 عاما) وهو صاحب احدى السيارات التي كانت تغلق المداخل المؤدية الى مقر الحكومة "لقد سئمنا من حكومة العصابات وقطاع الطرق هذه. كلهم فاسدون".
واضاف "نريد التقارب مع دول عادية، وليس مع روسيا"، ورفع على سيارته علم أوكرانيا والاتحاد الاوروبي. وكان المتظاهرون يوزعون المشروبات الساخنة على المتواجدين تحت الثلوج. وكان عدد من الشرطيين يتولون حراسة الطرق المؤدية الى مقر الحكومة صباح الاثنين فيما شاهدت مراسلة وكالة فرانس برس بالقرب من المكان اربع شاحنات لقوات مكافحة الشغب الخاصة.
ودعا قادة المعارضة مساء الاحد الى احتلال الحي الحكومي في وسط كييف حتى استقالة الحكومة والرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ودخل المتظاهرون الاحد مقر بلدية كييف ومقر النقابات، المبنى الرسمي الاخر الواقع في وسط المدينة.
وكان الرئيس يانوكوفيتش يعقد في الوقت نفسه اجتماعا طارئا في منزله في ضواحي كييف مع وزير الداخلية الأوكراني فيتالي زكارتشنكو. ونفى الناطق باسم رئيس الوزراء فيتالي لوكيانينكو الاثنين الشائعات التي تحدثت عن احتمال فرض حالة الطوارىء. وقال كما نقلت عنه وكالة انترفاكس "لم يتم التطرق الى هذه المسالة".
واعلنت المعارضة التعبئة بعدما بدلت السلطة الأوكرانية الاسبوع الماضي موقفها فعلقت توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي للتقرب اكثر من روسيا. ودعت يوليا تيموشنكو رئيسة الوزراء السابقة التي تقضي عقوبة سجن حاليا ويطالب الاتحاد الاوروبي بدون جدوى بالافراج عنها، الى "الاطاحة" بالسلطة الحالية عبر النزول الى الشوارع.
ودعا الاتحاد الاوروبي الاثنين السلطات والمعارضة الى الهدوء بعد اعمال العنف التي شهدتها كييف في نهاية الاسبوع. وقالت مايا كوسيانسيتش الناطقة باسم كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "نطالب كل اطراف المجتمع الأوكراني بحل خلافاتها بشكل سلمي". وأضافت أن "التظاهرات يجب ان تجري في جو سلمي" مطالبة ايضا مجددا السلطات الأوكرانية بابداء "ضبط النفس" حيال المتظاهرين.
وفي برلين، اعتبرت الحكومة الالمانية الاثنين ان التظاهرات المناهضة للحكومة في كييف تثبت ان الشعب الأوكراني "يميل الى اوروبا". ونقل المتحدث باسم الخارجية الالمانية عن الوزير غيدو فسترفيلي قوله خلال مؤتمر صحافي "اثبتت التظاهرات الالتزام الراسخ الداعم لاوروبا لالاف الأوكرانيين".
وكان المسؤولون الاوروبيون عبروا عن استيائهم الاسبوع الماضي من روسيا التي وضعت كل ثقلها لمنع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة من التقارب مع اوروبا. من جهته دان الرئيس الروسي اثناء زيارته يريفان الاثنين التظاهرات معتبرا انها "لا تشبه ثورة" واشار الى انها غير مرتبطة كثيرا "بالعلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الاوروبي".
لكن يانوكوفيتش الذي ابقى على برنامج زيارته الى الصين المرتقبة من 3 الى 6 كانون الاول (ديسمبر)، يعتزم زيارة موسكو بعد ذلك لتوقيع "خارطة طريق للتعاون" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والادارة الأوكرانية التي حرصت على التاكيد انها ستبقي على توجهها الاوروبي رغم تعليق عملية الشراكة، اعلنت ايضا انها سترسل وفدا الى بروكسل هذا الاسبوع لبحث التعاون الاقتصادي.