أخبار

الجيش الحر يحاول القتال على جبهتين

بعد إسقاط الأسد: سوريا تنتظرها حرب أخرى ضد القاعدة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل تنامي قدرات تنظيم القاعدة، ومحاولة الجيش الحر القتال على جبهتين، يعتقد محللون أن سوريا تنتظرها حرب أخرى بعد سقوط الأسد.

أخذ قادة المعارضة الوطنية السورية يبدون اهتمامًا جديدًا بالتسوية السياسية للحرب الأهلية الطاحنة بعد ما أفاد تقرير لاستخبارات الجيش الحر بأن الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة تريد "بسط سيطرتها الكاملة على المناطق المحررة". لكنّ محللين حذروا من أن أي تسوية سياسية قد تكون مقدمة لحرب جديدة تخوضها فصائل المعارضة هذه المرة ضد الجماعات الجهادية.

وكان البحث عن سبل الانتقال السياسي في سوريا جمع دولاً ذات مواقف متباينة من الأزمة السورية في اجتماع عُقد الشهر الماضي في جنيف بعيدًا عن الأضواء لبحث توفير مساعدات انسانية لعشرات آلاف المدنيين السوريين الذين يواجهون خطر الموت جوعًا هذا الشتاء.

وتركزت المحادثات التي جرت بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والعربية السعودية وإيران، من بين دول أخرى، على إغاثة المدنيين المحاصرين في ثلاث مناطق هي مدينة حمص القديمة وسط سوريا وبلدة داريا جنوب غرب دمشق وبلدة معضمية الشام التي تبعد نحو 13 كلم جنوب غرب العاصمة السورية.

شروط ادريس

وقال اللواء سليم ادريس رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر في اتصال هاتفي مع صحيفة واشنطن بوست إنه مستعد لحضور مؤتمر جنيف ـ 2 المقرر عقده في جنيف في 21 كانون الثاني/يناير المقبل إذا وافق النظام السوري على اتخاذ اجراءات لبناء الثقة مثل فتح ممر لإيصال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة.

ولم يطالب اللواء ادريس بتنحي الرئيس بشار الأسد قبل بدء المفاوضات بل قال إن رحيله يجب أن يكون "في نهاية المفاوضات"، بحسب صحيفة واشنطن بوست مؤكدة أن هذا الموقف كرره ايضًا المتحدث باسم الائتلاف الوطني للمعارضة السورية منذر آقبيق.

وشدد اللواء ادريس في حديثه على التهديد الذي تشكله الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"، التي قال "إنها بالغة الخطر على مستقبل سوريا"، وأن الجيش السوري الحر سيكون، بعد رحيل الأسد، مستعدًا لضم قواه إلى الجيش النظامي السوري في محاربة هذه الجماعات.

صورة مخيفة

ويرسم التقرير الذي اعدته استخبارات الجيش السوري الحر وقدمته المعارضة إلى وزارة الخارجية الاميركية صورة "مخيفة" لتنامي "داعش". وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن التقرير أن "داعش" تضم الآن نحو 5500 مقاتل أجنبي "يشكلون العمود الفقري لداعش في عملياتها الحساسة".

وتتولى تجنيد هؤلاء المقاتلين من بلدانهم شبكة يقودها مقاتل معروف باسم ابو احمد العراقي. وحين يصل المقاتلون إلى سوريا توزع عليهم احزمة ناسفة يرتدونها طول الوقت مهددين كل من يجرؤ على مواجهتهم بتفجيرها، كما جاء في تقرير استخبارات الجيش الحر.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن التقرير "أن الأخطر والأشد همجية" بين مقاتلي القاعدة هؤلاء هم نحو 250 شيشانياً يتمركزون في ضواحي حلب وينسق نشاطهم عنصر معروف باسم ابو عمر الشيشاني.

وينضم إلى هذه النواة الصلبة من المقاتلين الأجانب نحو 2000 شاب جُندوا عقائديًا من شمال سوريا في الغالب. وهناك 15 الف مقاتل يدعمون الجماعة "خوفاً أو طمعاً"، على حد تعبير التقرير. وبين هؤلاء مقاتلون من 14 عشيرة في منطقة الرقة و8 عشائر من دير الزور، شمال شرقي سوريا.

سياسة الخطف

ويحذر الجيش السوري الحر في تقريره الاستخباراتي من "أن داعش تستخدم سياسة الخطف في المنطقة التي تنتشر فيها". وتضم سجون داعش أكثر من 35 صحافيًا أجنبيًا و60 ناشطًا سياسيًا سوريًا وأكثر من 100 مقاتل من الجيش السوري الحر. كما تسيطر داعش على مناطق استراتيجية على امتداد الحدود التركيةـ السورية حيث يتربص عناصرها بضحايا عمليات الخطف التي ينفذونها.

وقال اللواء ادريس إن الجيش السوري الحر يحاول القتال على جبهتين. مشيرًا إلى خوض مواجهات مع مسلحي تنظيم القاعدة في 24 موقعًا خلال الأشهر الستة الماضية إلى جانب القتال ضد جيش الأسد.

وحين سُئل اللواء ادريس عن تلقيه نصيحة من مستشارين عسكريين اميركيين بتنفيذ مزيد من العمليات على طريقة "اضرب واهرب" في حرب العصابات قال إنه اصدر توصيات إلى رجاله "بالقتال في مجموعات صغيرة وضرب الأهداف ثم التحرك دون أن يحاولوا السيطرة على الأرض".

ويرى مراقبون أن القتال والتفاوض سياسة صائبة ولكنها لم تحقق نتائج كبيرة على الأرض بسبب قدرات المعارضة المحدودة عسكريًا، لا سيما وأن الولايات المتحدة امتنعت عن تقديم القوة النارية الاضافية المطلوبة. وهناك الآن تأييد أوسع لمؤتمر جنيف ـ 2 ولكن تقرير الجيش السوري الحر يحذر من أن حرباً أخرى تنتظر سوريا ضد تنظيم القاعدة بعد رحيل الأسد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف