أزمة ثقة بين السعودية والولايات المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
المنامة: بعد ان اهتزت بسبب الازمة السورية، تمر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بازمة ثقة اثر الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وايران، بحسب شخصيات سعودية شاركت في منتدى حوار المنامة المخصص للامن الاقليمي.
وحاول وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل خلال المنتدى ان يطمئن دول الخليج مؤكدا استمرار الوجود الاميركي في المنطقة بالرغم من الاتفاق مع ايران. الا ان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني اكد انه يتعين على دول الخليج الا تعتمد على الآخرين لضمان امنها في اشارة الى الولايات المتحدة.
وقال مدني خلال المؤتمر ان "دول المنطقة عليها ان تعي ان امنها وسلامها لا يقومان على الاعتماد على الآخرين". واضاف "الامن الوحيد المضمون هو الناجم عن التكامل والتوحد بينها". وبحسب مدني، فان "جميع الامم ادركت ان التبعية العمياء لاي قوى عالمية لم تعد مبررة او مقبولة ... ومن الواجب ان تكون دول الخليج هي من ترسم مستقبلها بايديها".
وكان هيغل اكد السبت في المنامة ان الولايات المتحدة متمسكة بالتزاماتها حيال حلفائها في المنطقة وهي ستبقي على انتشار "اكثر من 35 الف عسكري في منطقة الخليج وفي المناطق المتاخمة لها". ولم يعد هناك اي قاعدة اميركية في السعودية منذ العام 2003.
من جهته، دعا العضو البارز في الاسرة الحاكمة السعودية الامير تركي الفيصل الاحد الى اشراك دول مجلس التعاون الخليجي مستقبلا في المفاوضات مع ايران حول ملفها النووي الى جانب الدول الكبرى.
وقال الامير تركي الذي عمل في السابق سفيرا لبلاده في لندن وواشنطن ومديرا للمخابرات "اقترح الا تقتصر المفاوضات حول ايران على مجموعة الدول الست بل ان تضاف اليها مجموعة مجلس التعاون الخليجي لكي يكون هناك جمع كامل للدول المعنية في هذا الشان".
وشدد الامير تركي خلال منتدى للامن الاقليمي في المنامة على ان "ايران تقع على الخليج واي مجهود عسكري او غيره سيؤثر علينا كلنا ناهيك عن الاعتبارات البيئية التي تواجهنا جميعا من اي منظومة نووية" في ايران.
وعن محاولات ايران المعلنة للتقرب من دول الخليج، اشار الامير تركي الى وجود ما يعتبره توزيعا للادوار بين طهران وحلفائها الاقليميين. وقال في هذا السياق "لا شك اننا نواجه الابتسامة العريضة للقيادة الايرانية في توجهها في الخليج لكن في نفس الوقت رجل ايران في لبنان (الامين العام لحزب الله حسن نصرالله) يتهم السعودية بتفجير السفارة الايرانية في بيروت".
واعتبر الامير السعودي البارز انه "لا بد ان تتخذ ايران اجراءات قبل ان نحكم هل هي تبتسم ام تكشر عن انيابها، واهم الاجراءات عدم التدخل في شؤون الغير". واعطى مثالا على ذلك "اغلاق محطات تلفزيونية واذاعية تبث من ايران وهي موجهة للبحرين" حيث تدور احتجاجات يقودها الشيعة ضد الحكم.
وكانت العلاقات السعودية الاميركية اهتزت بسبب الازمة السورية اذ ترى السعودية التي تعد من الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية ان واشنطن لا تتعامل بالحزم الكافي مع نظام دمشق. وقال مسؤول في المعارضة السورية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "الولايات المتحدة تضع فيتو على السلاح الثقيل والنوعي مثل المضادات الجوية وهذا يعطي بشار الاسد التفوق لانه يملك القوة الجوية".
وقال تركي الفيصل في هذا السياق "بالنسبة لسوريا، المطلوب اعطاء المعارضة الوسائل الضرورية للدفاع عن نفسها لكن الاميركيين لم يقوموا بذلك". كما اعتبر الامير تركي ان "ايران لا يحق لها المشاركة" في مؤتمر جنيف 2 الشهر المقبل.
لكن بالنسبة لتركي الفيصل، فان هذه الازمة ليست نهاية للحلف الذي تاسس بين المملكة والولايات المتحدة منذ العام 1945 على متن السفينة كوينسي خلال اللقاء بين الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز.
وبموجب الاتفاق الاميركي السعودي غير المكتوب فان المملكة تؤمن النفط لامداد الاقتصاد الاميركي مقابل ضمان واشنطن الامن للمملكة. لكن واشنطن ستصبح في 2015 اكبر منتج للنفط في العالم خصوصا بفضل النفط الصخري.
وقال الامير تركي الفيصل لوكالة فرانس برس ان الاتفاق الاميركي السعودي في 1945 "لم ينته". واضاف "في الماضي اختلفنا على فلسطين والان نختلف على اشياء ونتفق على اشياء اخرى".