جماعة الإخوان تعتبرها ثورة جديدة ضد الإنقلاب
جامعات مصر ساحات مواجهة بين الطلاب والشرطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعدت حدة الإحتجاجات في صفوف طلاب الجامعات المصرية، وتحولت ساحاتها إلى ما يشبه ميادين معارك بين الطلاب الذين يتعرضون لاعتقالات بشكل شبه يومي والشرطة. ويرد الطلاب بالإعتداء على المنشآت العامة وإحراق سيارات القوات الأمنية.
القاهرة: يتهم المراقبون السياسيون جماعة الإخوان المسلمين باستخدام الطلاب كوقود في حربها ضد النظام الموقت في مصر، والذي يقود المرحلة الإنتقالية، لا سيما قادة الجيش، وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فيما ترد الجماعة معلنة أن ما يحدث في ساحات الجامعات ما هو إلا ثورة شعبية، يقودها الشباب ضد ما تعتبره "إنقلاباً عسكرياً".
وبالإضافة إلى الطلاب المنتمين إلى الإخوان، تحتج مجموعة أخرى من الطلاب ليس لديها مطالب سياسية مرتبطة بـ "شرعية مرسي" بل مطالب عامة منها "إلغاء قانون التظاهر"، والإفراج عن المعتقلين، ومحاكمة وزير الداخلية ومسؤولي الشرطة، بسبب سقوط قتلى من بينهم في تظاهرات داخل الحرم الجامعي.
ونصب بعض هؤلاء الخيام للإعتصام في ساحة كلية الهندسة في جامعة القاهرة. وقال التحالف الوطني لـ"دعم الشرعية ورفض الإنقلاب"، وهو مجموعة من الأحزاب والحركات الإسلامية، إنه يحيي الحركة الطلابية الثورية.
وأضاف في بيان له، تلقت إيلاف نسخة منه: "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، يشد علي أيدي أبطال الوطن في الحركة الطلابية الأبية المناضلة"، مشيراً إلى أنها "تثبت كل يوم انها نبض الثورة وعمادها نحو الخلاص خاصة في جامعة الأزهر جامعة الشهداء وكل الكليات التي أعلنت العصيان والاضراب حتى القصاص أو التي واصلت ثورتها بكل إباء".
دعوة للتظاهر
ودعا التحالف المصريين إلى التظاهر غداً الثلاثاء "في مليونية حاشدة الثلاثاء تحت عنوان "الطلاب يقودون الثورة" دعما لصمود الحركة الطلابية ونضالها".
فيما اتهم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الشرطة بالإستخدام المفرط للقوة في مواجهة شباب الجامعات، وقال في بيان له: "لعبت الجامعات دورًا كبيرًا في رفض الانقلاب العسكري، وباتت الشرطة ومن ورائها قادة الانقلاب يواجهون كل يوم تحديًا جديدًا من طلاب الجامعات، ما أفقدهم صوابهم وجعلهم يشنون حرب إبادة ضد طلاب جامعة الأزهر الآن عقابا على ذلك".
وأضاف أن "التعامل الوحشي وشراسة قوات أمن الانقلاب في اطلاق الغاز والخرطوش بشكل عشوائي داخل حرم جامعة الأزهر ما أدى إلى استشهاد طالب واصابة أكثر من مائة آخرين منعت قوات أمن الانقلاب اسعافهم، لن يمنع إرادة المصريين من تجديد ثورة هذا الشعب العظيم في الخامس والعشرين من يناير، ليعود الثوار ويقتصوا من كل خائن وقاتل، ألا إن الخامس والعشرين من يناير بقريب".
وبعيداً عن المطالب والشعارات التي يرفعها طلاب الإخوان، ومنها عودة الرئيس السابق محمد مرسي، وإعادة العمل بدستور 2012، وإعادة مجلس الشورى، فإن ثمة مطالب أخرى للطلاب بشكل عام، منها ما عبر عنها أحمد ممتاز رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة القاهرة، وقال إن طلبة اتحاد كلية الهندسة تقدموا بطلبات محددة، موضحا أنها ثمانية مطالب تضمنت محاكمة القتلة وعلى رأسهم مدير أمن الجيزة والمشاركون من قوات الأمن المسؤولة عن أمن الجيزة وميدان النهضة وحبس وزير الداخلية محمد ابراهيم وسحب الثقة من رئيس اتحاد طلاب مصر واستقالة وزير التعليم العالي بسبب تصريحاته غير المسؤولة وإقالة رئيس الجامعة وإلغاء قانون التظاهر وإخراج الطلبة المعتقلين من السجون.
تهديد بالتصعيد
وأضاف لـ"إيلاف" أن الطلاب سيصعدون مواقفهم في حال تجاهل مطالبهم من جانب المسؤولين وأنهم مستمرون في الإعتصام لحين تنفيذ كافة المطالب، مشيرا إلى أنهمفي حال عدم استجابتهم فإنهم يفتحون الطريق لامتداد الغضب الطلابي لـ25 يناير القادم، مؤكدا أنه لا يعنيه الآن إلا المطالب الخاصة بحفظ كرامة الطلاب وحماية الحرم الجامعي من التدخلات الأمنية وقمع أجهزة الشرطة.
حسن سعيد عضو حركة طلاب ضد الإنقلاب كان مؤيدا لثورة 30 يونيو وشارك فيها، وكان يراها ثورة حقيقية في البداية، وقال لـ"إيلاف" إنه اكتشف أن الإجراءات التي تلتها أكدت بشكل لا يقبل الشك بأنها مؤامرة كبيرة لعسكرة الدولة وإعادتها إلى الإستبداد".
وأضاف أنه منذ 3 تموز (يوليو) الماضي، شهدت مصر موجة اعتقالات لم تشهد مثلها حتى في عهد مبارك، مشيراً إلى أنه في منتهى الحزن ويحس بخيبة أمل كبيرة جرّاء ما يحدث من تكميم الأفواه وحبس الصحافيين، ولفت إلى أن أكبر دليل على ذلك ما حدث لباسم يوسف وإيقاف برنامجه وهذا دليل دامغ على ان عهد مرسي كان العهد الذهبي للتعبير عن الحريات مؤكدا استمرار النضال الطلابي لاستعادة ثورة يناير من جديد.
شرارة ثورة جديدة؟
وأعرب شادي محمد عضو حركة طلاب ضد الإنقلاب عن سخطه من القمع للطلاب، وقال لـ"إيلاف" إن العديد من الطلاب اعتقلوا وسجنوا وأحيل بعضهم على التأديب وفصل آخرون من الجامعات، لمجرد المشاركة في التظاهرات الرافضة للإنقلاب العسكري، مشيراً إلى أنه ليس عضوا في جماعة الإخوان، ولكنه يشعر أن الدولة تحولت للإستبداد والقمع. واعتبر أن مقتل زميلهم في كلية الهندسة محمد رضا يعد شرارة أشعلت الثورة.
قال أحمد عبد الصمد الطالب في جامعة الأزهر، أن الغباء السياسي والقمع المفرط والاستبداد هي السمات الرئيسة في المسؤولين بالنظام الحالي، متوقعاً أن هذه السمات تؤشر على ان هذا النظام لن يستمر طويلاً.وأضاف لـ"إيلاف" أنهم مستمرون في التظاهرات والإعتصامات ولن يصابوا باليأس مهما حدث من تضييق أمني واعتقالات بل ان هذه الطريقة ستزيدهم إصرارا وتحديا أكبر لإزالة ما وصفه بـ"الاستبداد".
من جهته، قال الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، أن بعض الطلاب المسيسين، يقومون بأعمال تخريب في المنشآت، وأضاف لـ"إيلاف" أن بعض الطلاب يعتدون على المنشآت العامة داخل الجامعة، وعلى الأساتذة والموظفين وزملائهم الطلاب، ولفت إلى أن الجامعة اضطرت إلى استدعاء الشرطة للسيطرة على الأوضاع. ونوه بأن الشرطة تتولى عملية تأمين المنشآت الجامعية من الخارج. ودعا الطلاب إلى ضرورة الإنتباه إلى دروسهم، وعدم الإنسياق وراء دعوات التخريب والعنف.