قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدت لنا قاعة مجلس الأمة الكويتي مهيبة من الخارج، حين وصلت، رفقة "كتيبة الدكاترة": أحمد عبد الملك، وسعيد حارب، وأحمد باتميره، وحسن مدن، إلى مقر المجلس للقاء رأسه ورئيسه، الشاب، مرزوق الغانم. الكويت: في حديث في مكتبه الواسع، المضاء بنور الشمس، والنجفات الضوئية البيضاء القوية، تحدث الغانم عن أحلام المستقبل، والشكل الذي يتخيل فيه بلاده، وكل ما يهمه هو أن تعود الكويت إلى سابق عهدها. هذا ما شدد عليه، وهذا ما كان مدخلا لحديثنا، نحن الذين رأينا أن الكويت هدأت حركتها التنموية، وقد كانت لا تهدأ أبداً. ليس سرّا أن هذا المجلس الذي يرأسه الغانم، أول المتهمين في تعطيل التنمية الكويتية، وعملية البناء الداخلي، خلال أهم سبع سنوات في تاريخها النفطي، بما وفرته من فوائض مليارية، قد تجعل هذه الإمارة الصغيرة، واحدة من دول العالم الأول الحقيقي، لا الثالث الضائع في غيبوبة التأخر، والفساد. لكنه يسمع هذا الرأي بصراحة ثم يوضح: "أنصح الشعوب جميعًا والاحباء في دول الخليج بالعمل من اجل الديمقراطية، والاهم الاستفادة من تجربة الكويت في سلبياتها وإيجابياتها. المشكلة ليست في مجلس الأمة او المؤسسة التشريعية بل في طريقة التعامل معها. عندما كانت الكويت متقدمة في كافة المجالات كان لدينا ديمقراطية أيضا". وتسبب صراع نواب البرلمان مع الحكومة بأن تعيش الكويت سنوات داخل دوامة صراع، تسبب بتعطيل التنمية، وتم تغيير ست حكومات، وحل المجلس سبع مرات، منذ عام 2006، فضلا عن الخلاف العميق بين أصحاب المقامات العليا، حتى أعلنت المحكمة الدستورية حكمها مؤيدة قرار الأمير في حل البرلمان. ملخص ما فهمناه من الغانم عن الاحتقان الديمقراطي في بلاده، أن المجلس، وما يمثله كونه من أبرز وجوه الديمقراطية الكويتية، هي أسلحة ليست مضرة بسبب كونها مجرد أسلحة، بل الضرر في طريقة استخدامها، فيمكن أن تستخدم سلاحا تقتل به شخصاً بريئاُ، ويمكن أن تستخدم سلاحاً تدافع به عن نفسك.
المشكلة ليست في السلاح أبداً، أي أن المشكلة ليست في الديمقراطية. يقول لنا عن ذلك: "نحن في هذا المجلس لدينا اتجاه في تقويم الاعوجاج السابق في الممارسة السياسية. في اول جلسة 12 نوفمبر انتصرنا لدستور دولة الكويت وقومنا الممارسة السياسية. نحن فعلنا الدستور، وهو ان الاستجواب طالما في إطار الدستور فلابد من قيامه، اما إذا كان خارج الدستور فسيتم التصدي له". باختصار يبدو هذا الشاب متحمساً للعمل، رغم أن ظلال خاله السياسي الكبير جاسم الخرافي، تحوم حوله، وحواليه، وإن كانت عنصراً دافعاً لكسب ولاءات حواريي الخرافي، وهم كثر، إلا أنها ربما تضغط على نفس الشاب مستقبلاً، حين تتردد مقولات أنه ليس سوى الظل الظليل للشجرة الكبيرة.
هل قلت متحمساً للعمل؟ نعم، لأن متابعة المراقبين تقول إن حركة المجلس سريعة بشكل مفاجئ، حتى فسر لنا سبب ذلك: "المجلس يسير بسرعة قوية لأنه يريد ان ينجز، ولكن الإنجاز يحتاج الى استقرار والاستقرار بحاجة الى ممارسة سياسية سليمة. نحن نريد ان نعمل... نحن لم ننتخب من اجل الاستجوابات فقط رغم انها حق دستوري، لكن نريد العمل لنهضة الكويت". وعلى الرغم من الجو المشحون سياسيا، في هذه الإمارة النفطية المثيرة للإعجاب بفضل مؤسساتها الديمقراطية الراسخة، إلا أن البعد التنموي كان الحاضر الأبرز في كافة المطالبات الشعبية لمجلس الأمة الجديد.
كيف عرف الغانم هذه الأولويات الشعبية؟ -"حين بدأنا قمنا بعمل استطلاع شعبي ليس لمعرفة مشاكل الناس لأننا نعرفها، لكن كي نعرف الأولويات التي لابد ان نبدأ بها. لو كل مجلس امة سابق ركز على قضية واحدة ونجح في حلها لكان أفضل. أسبوعيا يذهب النواب في جولة ميدانية لرؤية طريقة المشاريع وعملها".
ويأخذنا الحديث إلى أن نصل إلى المجلس الجديد: -"المجلس اغلبية من الشباب نحو سبعين في المئة، نريد ان نعيد الكويت في مجال التنمية، لأننا نعتقد انها قد تأخرت. نفكر أن نخصص للاستجوابات جلسات خاصة تختلف عن الجلسات العادية او الاعمال البرلمانية الأخرى، لابد من التعاون والتلاحم وهذا ما هو موجود في المادة خمسين من الدستور. لابد من التعاون بين الجميع".
وأخيرا، نسأل هل يمثل مجلس الأمة الحالي الكويت؟ يجيبنا الغانم، عاشق مباريات كرة القدم التي لا تختلف عن السياسة، بكل ثقة: "المجلس الحالي يمثل 95 من الشعب الكويتي، ربما المجلس السابق كان أقل تمثيلا للشعب الكويتي، لكن هذا المجلس يمثل الغالبية الساحقة".