بوتين يشطب (نوفوستي) العريقة من الوجود

ألغى الرئيس الروسي في مرسوم رئاسي وكالة "ريا نوفوستي" التي تعتبر الأقدم وذلك في إعادة شاملة للإعلام الحكومي، وإنشاء وكالة دولية باسم "روسيا اليوم".

نشر الكرملين مرسوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقعه تحت عنوان "إجراءات معينة لزيادة فاعلية عمليات وسائل الإعلام الحكومية".

ووفقاً للمرسوم الرئاسي سيتم تصفية "ريا نوفوستي"، وهي واحدة من ضمن وكالتين حكوميتين بجانب "إيتار تاس"، ونقل حقوقها وملكيتها إلى وكالة "روسيا اليوم"، وطبقاً للقرار، فإن النشاط الرئيس للوكالة الجديدة سيكون "تغطية السياسة الحكومية للاتحاد الروسي ومستجدات البلاد للخارج".

كما سيتم تصفية شركة البث الإذاعي (صوت روسيا) وكل ملحقاتها وممتلكاتها مع نقلها للوكالة الجديدة، فيما ستظل "إيتار تاس" تمارس أعمالها.

وعين بوتين الثلاثاء، ديمتري كيسليوف وهو إعلامي ومذيع تلفزيوني (59 عاماً) مديراً عاماً للوكالة الجديدة، وكان يشغل حتى الآن منصب نائب مدير الإذاعة والتلفزيون الروسي الحكومي ويقدم برنامج (أخبار الأسبوع).

تاريخ بعيد

ويشار إلى أن تاريخ "ريا نوفوستي" في 24 حزيران (يونيو) العام 1941 عندما صدر عن مجلس الوزراء واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم قرار بشأن إنشاء مكتب إعلامي في الاتحاد السوفياتي ليتولى تغطية أحداث العالم وما يجري في جبهة القتال وداخل البلاد إعلاميا، وانتقل المكتب الإعلامي السوفياتي من العاصمة إلى مدينة كويبيشيف في الفترة من 14 أكتوبر 1941 إلى 3 مارس 1942.

وتركزت مهمة المكتب في إعداد تقارير إخبارية عن الوضع في جبهة القتال وفي البلاد ومقاومة الاحتلال لتستفيد منها المحطات الإذاعية والصحف والمجلات.

وأدار المكتب عمل اللجنة السلافية ولجنة النساء السوفيتيات المناهضة للفاشية ولجنة الشباب السوفيات المناهضة للفاشية ولجنة العلماء السوفيات المناهضة للفاشية واللجنة اليهودية المناهضة للفاشية.

مكتب أجنبي

وكان أنشئ في المكتب العام 1944 مكتب يتخصص في التعامل مع البلدان الأجنبية حيث قام المكتب الإعلامي السوفياتي بإطلاع الناس هناك على وقائع حرب الشعب السوفياتي ضد الفاشية والسياسة الداخلية والخارجية السوفياتية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية من خلال 1171 صحيفة و523 مجلة و18 محطة إذاعية في 23 بلدا من بلدان العالم، والسفارات السوفياتية وجمعيات الصداقة والنقابات ومنظمات المرأة والشباب ومؤسسات البحث العلمي.

وتولى إدارة المكتب الإعلامي السوفياتي أ. شيرباكوف (1941 - 1945) وس. لوزوفسكي (1945 - 1948) ويا. خافينسون ود. بوليكاربوف. وفي عام 1961 تحول المكتب الإعلامي السوفياتي إلى وكالة للصحافة تعرف باسم "نوفوستي". وكانت الوكالة تنطق بلسان المنظمات الاجتماعية السوفياتية.

وعقدت الجمعية التأسيسية للوكالة في 21 شباط (فبراير) 1961 بمشاركة ممثلي المنظمات الاجتماعية السوفياتية. وكان مجلس المؤسسين أعلى سلطة للوكالة التي أسسها اتحاد الصحافيين السوفيات واتحاد الكتاب السوفيات واتحاد جمعيات الصداقة والاتصالات الثقافية مع البلدان الأجنبية وجمعية "المعرفة".

مهمات نوفوستي

وحددت مهمة الوكالة وفقا لميثاقها الذي صدر في 3 نيسان (أبريل) 1961 في الآتي: المساهمة في تعزيز التفاهم والثقة والصداقة بين الشعوب من خلال نشر معلومات صادقة عن الاتحاد السوفياتي في الخارج وتعريف الرأي العام السوفياتي بحياة شعوب البلدان الأجنبية.

وتواجدت مكاتب الوكالة التي سعت إلى نشر المعلومات التي تخدم قضايا السلام والصداقة بين الشعوب، في ما يزيد عن 120 بلدا من بلدان العالم، وكانت الوكالة تصدر 60 صحيفة ومجلة مصورة بـ45 لغة بلغ عدد نسخها 3ر4 ملايين نسخة.

وأصدرت الوكالة بالتعاون مع اتحاد جمعيات الصداقة صحيفة "أنباء موسكو" التي أصبحت مطبوعة دورية مستقلة في سبتمبر 1990. وكانت وكالة "نوفوستي" تصدر أكثر من 200 كتاب وكتيب بلغ إجمالي عدد نسخها حوالى 20 مليون نسخة في السنة. وأصبح للوكالة في عام 1989 مركز التلفزيون الذي تحول في ما بعد إلى شركة تي في نوفوستي.

وتولى إدارة وكالة "نوفوستي" للصحافة بوريس بوركوف (1961 - 1970) وإيفان اودالتسوف (1970 - 1975) وليف تولكونوف (1975 - 1983) وبافل ناؤوموف (1983 - 1986) وفالنتين فالين (1986 - 1988) والبرت فلاسوف (1988 - 1990).

مرحلة البرويستروكا

وفي مرحلة البرويسترويكا أصدر آخر رئيس سوفياتي ميخائيل غورباتشوف في 27 يونيو (يوليو) 1990 قرارا بشأن إنشاء وكالة أنباء تحل محل وكالة "نوفوستي" للصحافة لتقوم بتغطية سياسة الاتحاد السوفيتي على الصعيدين الداخلي والخارجي إعلاميا تمشيا مع الاتجاه إلى دمقرطة وسائل الإعلام.

وظلت مهمة وكالة "نوفوستي" للأنباء كما هي في الواقع العملي أي إعداد التقارير الإعلامية وتقديمها إلى وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وتنظيم استطلاعات للرأي العام الداخلي والخارجي حول سياسة الاتحاد السوفياتي الخارجية والداخلية. وأنشئ فيها بنك للمعلومات. وكان البنك يحتوي في البداية على ما يزيد عن 250 ألف وثيقة. وبدأت الوكالة بنشر أخبار عاجلة في عام 1991.

وتواجدت مكاتب وكالة "نوفوستي" للأنباء في 120 بلدا. وكانت وكالة "نوفوستي" للأنباء تصدر 13 صحيفة ومجلة مصورة، وتولى إدارتها البرت فلاسوف.

مرحلة روسيا الإتحادية

وفي أيلول (سبتمبر)1991 تحولت وكالة "نوفوستي" إلى وكالة أنباء لروسيا تعرف باسم "ريا نوفوستي". واتبعت الوكالة لوزارة الصحافة والإعلام وفقا لقرار أصدره الرئيس الروسي في 22 آب (أغسطس)1991.

وكان للوكالة حوالى 80 مكتبا في بلدان العالم وأكثر من 1500 مشترك في الساحة السوفيتية سابقا وحوالى 100 مشترك خارج الساحة السوفياتية سابقا. وأصبحت الوكالة وكالة إعلامية رسمية في روسيا الاتحادية وفقا لقرار أصدره الرئيس الروسي في 15 سبتمبر 1993. وأصبحت لها محطة إذاعية في عام 1996.

واتخذت قناة "نوفوستي" التلفزيونية أساسا لإنشاء قناة الثقافة في التلفزيون الروسي في أغسطس 1997. وانضمت الوكالة إلى مؤسسة التلفزيون والإذاعة الحكومية في روسيا بموجب مرسوم رئاسي بشأن تطوير عمل وسائل الإعلام المرئي والمسموع الحكومية.

وفي ايار (مايو)1998 أطلق على الوكالة اسم "فيستي" ولكنها ظلت تعرف باسم "نوفوستي" في الأوساط الإعلامية. كما ظلت الوكالة تحرص على سرعة نقل الخبر بموضوعية ودون تحيز، وتتمتع باستقلالية في رأيها بغض النظر عن تقلبات الوضع السياسي.

وتحولت وكالة "فيستي" إلى وكالة روسية رسمية للإعلام الدولي (ريا نوفوستي باختصار) وذلك بموجب تعديل الوثائق الخاصة بتأسيس وكالة "فيستي" في 1/4/2004.