المحرّض الأول على قرار تقليص المساعدات الأميركية لمصر
رايس... مهندس إسقاط القذافي ومحامي "الإخوان" بالبيت الأبيض
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وضعت مستشار الأمن القومي الأميركي، سوازن رايس، 3 ملفات فقط على جدول أولويات بلادها في الشرق الأوسط، هي الملف الإيراني، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمة السورية، وأفادت معطيات إن رايس هي التي أقنعت اوباما بتقليص المساعدات لمصر، وإسقاط رأس النظام الليبي السابق، والمدافع الأول عن الإخوان المسلمين.
القاهرة: منذ اليوم الأول الذي تولت سوزان رايس منصب مستشار اوباما لشؤون الأمن القومي، آلت على نفسها تحديد أولويات جديدة لسياسة بلادها الخارجية، وفي حين وضعت في مقدمتها تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي مع دول الشرق الأدنى، اقتصرت أجندتها في الشرق الأوسط على ثلاث قضايا محورية، أولها: التوصل لاتفاق تاريخي مع حكومة طهران حول الملف النووي الإيراني، ثانياً: إحراز تسوية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، ثالثاً: التوصل إلى حل دبلوماسي، ينهي الصراع الدموي الدائر في سوريا. السيدة الأقوى نفوذا على باراك اوباما وبحسب تقرير مطول نشره موقع "والاّ" العبري، احتل الملفان المصري والعراقي مركزاً متأخراً في أجندة رايس الجديدة بمنطقة الشرق الأوسط، إذ ترى مستشارة الأمن القومي الأميركي: "إن مصالح الولايات المتحدة كثيرة ومتعددة، ولا ينبغي اقتصارها على منطقة بعينها دون مناطق أخرى". ورغم أن دور رايس يقتصر على تقديم الوصايا أو الآراء وربما التقديرات للرئيس باراك اوباما، ليقرر الأخير ما يراه مناسباً، إلا أن واقع الحال في البيت الأبيض، يؤكد وفقاً لتقرير الموقع العبري، إن رايس باتت السيدة الأقوى نفوذاً على رئيس الإدارة الأميركية، وربما يؤكد ذلك قدرتها على إقناعه بضرورة تقليص المساعدات الأميركية السنوية الممنوحة لمصر. وفي السياق عينه نقل تقرير "والاّ" عن دوائر أمنية وسياسية في تل أبيب، قولها: "اعترضت إسرائيل بشدة على قرار الإدارة الأميركية تقليص مساعداتها العسكرية لمصر، لاسيما أن الجيش المصري يعكف على مكافحة الإرهاب في سيناء، وفي غيرها من المناطق المصرية منذ أن أطاحت ثورة الثلاثين من حزيران (يونيو) بنظام الرئيس محمد مرسي". محامي الإخوان المسلمين بالبيت الأبيض سفير إسرائيل الأسبق لدى الولايات المتحدة "دان كيرتسر"، الذي يُعد من أكثر الدوائر الدبلوماسية في تل أبيب تأييداً لسياسة اوباما، قال: "إن قرار اوباما الرامي إلى تقليص المعونات عن مصر، قرار خاطئ جداً، خاصة إن إسرائيل تتعاون مع الجيش المصري، وينعكس هذا التعاون بإيجاب على المصالح الأميركية في مصر وإسرائيل وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، كما أن المعونات تمنح إسرائيل صلاحيات لإدارة حوار مع الجيش المصري". لكن رايس تعاملت مع ما يجري في مصر على انه انقلاب عسكري، ورأت انه لا يجوز للإدارة الأميركية منح أية مساعدات لأنظمة انقلابية في مختلف دول العالم، وليس في مصر فقط". ولم يواجه قرار الرئيس الأميركي تقليص المساعدات الممنوحة لمصر اعتراضاً من إسرائيل فقط، وإنما انضمت له سلسلة اعتراضات من داخل البيت الأبيض، لكن رايس المعروفة بالشخصية الفولاذية، قبلت التحدي ووقفت أمام الحملة الشعواء المناهضة لقرارها، وتمكنت من إقناع اوباما في نهاية المطاف بتمرير القرار، ما منحها لقب "محامي الإخوان المسلمين في البيت الأبيض"، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي زعمت في المقابل أن نظام الرئيس مرسي كان نظاماً ديمقراطياً، واختاره المصريون عبر انتخابات حرة ونزيهة، ولا ينبغي تقديم مساعدات للمناهضين له. وبين إصرار رايس على قطع المعونات عن مصر، ومعارضة فيلق كبير داخل وخارج الإدارة الأميركية للقرار، اضطر اوباما الموازنة بين الفريقين، حينما قرر تقليص المساعدات العسكرية لمصر بنسبة 30% تقريباً. تباين في وجهات النظر مع جون كيري ويرى المراقبون في اسرائيل أن وجهات نظر سوزان رايس تباينت مع رؤية وزير الخارجية جون كيري، فيما يتعلق بالملف المصري وانعكاساته على مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إذ يرى كيري أن النظام المصري بعد ثورة الثلاثين من حزيران (يونيو)، يمكن التعويل عليه كثيراً في نجاح المفاوضات، في مقابل تعزيز الإخوان المسلمين لوضعية حماس في قطاع غزة. على المستوى عينه، قال مصدر إسرائيلي: "إذا كانت رايس مهتمة بحقوق الإنسان المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، فلماذا لم تقنع اوباما بالتدخل الفوري والجاد لمساندة حقوق الإنسان في سوريا؟". بينما يرى صحافي أميركي معني بتغطية أنباء مجلس الأمن القومي الأميركي، انه لا يوجد خلاف بين رايس وكيري وأي من الدوائر السياسية والأمنية في البيت الأبيض حول يما يتعلق بالمساعدات الأميركية لمصر، وتم اتخاذ القرار بناء على تشاور مع الجميع، ويسعى كيري في الوقت الراهن لتهدئة الخواطر بين واشنطن والقاهرة. سوزان رايس لم تكن موفقة فقط في إقناع اوباما بتقليص مساعدات بلاده للقاهرة، وإنما كان لها دور فاعل في التأثير على الرئيس الأميركي، لاتخاذ قرار حاسم يقضي بإسقاط الرئيس الليبي السابق مُعمّر القذافي، والمشاركة بقوات أميركية كبيرة ضمن القوات الدولية لقصف مؤسسات النظام الليبي في إطار ما يُعرف بالربيع العربي، ودعم الشعوب الثائرة. اغتيال السفير الأميركي في بنغازي عفوياً وبعد سقوط النظام الليبي بزغ نجم رايس لدرجة كبيرة، لكنه أفل حينما اشتعلت موجات العمليات الإرهابية في هذا البلد، وعاثت التنظيمات الراديكالية فساداً في ليبيا، وأسفرت عملياتها في نهاية المطاف عن اغتيال السفير الأميركي في بنغازي أيلول (سبتمبر) 2012، وربما زاد من أفول نجم رايس ذلة لسانها، التي اعتبرت فيها أن اغتيال السفير الأميركي كان عفوياً، وليس نتيجة لعمل إرهابي مدبّر. وحينما فاز اوباما بفترة ولايته الرئاسية الثانية، كانت رايس التي شاركت بقوة في حملته الانتخابية تنتظر مكافأة كبيرة من الرئيس الذي يكبرها بثلاثة أعوام (رايس 49 عاماً، اوباما 52 عاماً)، واغلب الظن وفقاً للتقديرات أنها كانت تأمل في الحصول على حقيبة الخارجية، لكن اوباما كان يعلم أن الكونغرس سيعارض هذا التعيين ولن يصوت لصالحه، فقرر تعيين جون كيري في المنصب، وتفادياً لموقف الكونغرس من رايس قرر اوباما تعيينها في منصب مستشار الأمن القومي، وهو التعيين الذي لا يجوز للكونغرس التصويت عليه. ويبدو أن رايس فطنت بعد هدوءها لما فعله اوباما، فقبلت المنصب بكل ارتياح. امرأة واحدة فقط سبقت سوزان رايس لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي، هى كوندوليزا رايس في إدارة جورج بوش الابن، ولا يجمع بين المرأتين أية صلات عائلية، نظراً للاسم الأخير الذي يجمع بينهما، كما انه لا توجد أيدلوجية مشتركة بينهما، لكن عدة مراقبين في واشنطن يرون أن الأرضية المشتركة التي تقف عليها السيدتان، هي الإصرار، التحدي، صلابة المواقف، والميل لاستخدام كلمات وعبارات غير دبلوماسية. ووفقاً لدبلوماسي إسرائيلي عمل بالقرب من سوزان رايس: "تميل سوزان رايس للعبارات التلقائية من دون أن تفكر في ما تقوله، فتقول ما يخطر في بالها بعفوية كبيرة، أقول ذلك من باب المجاملة وليس ذماً". تولي المنصب في فترة بالغة التعقيد وتولت سوزان رايس منصب مستشار الأمن القومي الأميركي خلال فترة عصيبة وبالغة التعقيد، إذ أن ذلك تزامن مع مرور أسبوعين فقط على تولي حسن روحاني الرئاسة خلفاً للرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد، وقبل ثلاثة أسابيع من نجاح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باستئناف العملية التفاوضية فيما بينهما، بالإضافة إلى تزامن تعيينها في المنصب مع ظهور العديد من الشواهد على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين من أبناء شعبه. في الرابعة عشرة من عمرها، زارت سوزان رايس إسرائيل للمرة الأولى من حياتها، وكان ذلك عام 1978، إذ قرر والدها ووالدتها زيارة إسرائيل، ورغم أن الأخيرة لم تكن مقصداً سياحياً في حينه، إلا أن زيارة أسرة رايس كانت بغرض التضامن مع إسرائيل ومصر بعد توقيعهما على اتفاقية السلام (كامب ديفيد)، وبعد أيام من زيارة إسرائيل انتقلت أسرة رايس لزيارة القاهرة لنفس الغرض، ومنذ هذا التاريخ تروي مستشار الأمن القومي الأميركي لكل من تراه إعجابها بالزيارة، وكان آخر من روت لهم القصة تساحي هانجبي زعيم المعارضة، رئيس حزب العمل الإسرائيلي، حينما التقاها الأسبوع الماضي بمكتبها في واشنطن. وقالت في معرض حديثها عن تلك الزيارة: "كانت الأجواء بين البلدين ايجابية للغاية، وشعرنا بأننا شهود على هذا التطور لاسيما فيما يتعلق بمستقبل إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط. وتشير معطيات التقرير العبري الى أن رايس ستلتقي في غضون الأيام القليلة المقبلة بمكتبها في واشنطن ضيفاً إسرائيلياً آخر، هو "يوسي كوهين" مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، المعارض رقم واحد للاتفاق النووي المبرم مع إيران مؤخراً، وفي المقابل ستمثل رايس خلال اللقاء المرتقب الداعم رقم واحد في الولايات المتحدة لسياسة اوباما الخارجية وفي طليعتها التقارب مع حكومة طهران، وما ينطوي عليه من توقيع للاتفاق النووي الذي يدور الحديث عنه.التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف