أشهر مجلة للمثليين جنسيًا تمنح البابا لقب شخصية العام

حاز بابا الفاتيكان على لقب شخصية العام 2013 من اكبر مجلات المثليين جنسياً في واشنطن، ورغم موقف البابا الرافض لزواج المثليين، إلا أنه تقارب معهم عبر تصريحات ناعمة، بما يخالف لغة التواصل بين تلك الفئة وسابقي فرانسيس الأول في الفاتيكان، الأمر الذي منحه إشادة من المثليين الكاثوليك.

القاهرة: اختارت أوسع مجلات المثليين جنسيًا انتشاراً في الولايات المتحدة The Advocate بابا الفاتيكان فرانسيس الأول ليكون شخصية العام 2013، ورغم أن البابا عارض في السابق زواج المثليين جنسيًا، إلا أنه أدلى بتصريحات في شهر تموز (يوليو) الماضي لاقت استحساناً لدى المثليين في الولايات المتحدة. وبحسب معلومات نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، فقد اطلقت المجلة التي يدور الحديث عنها، اللقب على بابا الفاتيكان رغم أن مواقفه من زواج المثليين كانت واضحة، إذ قال في وقت سابق: "لا يحق لي منح المثليين رخصة بالزواج، لاسيما أن زواج الرجل من الرجل أو المرأة من المرأة مرفوض تماماً". حساسية بين الكنيسة والجماهير الكاثوليكية ولم يكن موقف فرانسيس الأول من تلك القضية مختلفاً عن سابقيه في الجلوس على الكرسي البابوي، وإنما سبقه إليه البابا يوحنا بولس الثاني، وكذلك بينديكتوس السادس عشر، ولعل فرانسيس الأول، كان حريصاً منذ اليوم الأول لتوليه المنصب على تحديد موقفه من تلك القضية، خاصة أنه يعلم منذ فترة ليست بالقصيرة مدى ما تمثله تلك الإشكالية من حساسية بين الكنيسة الكاثوليكية والجماهير من جهة، وبين الأولى ومنظمات حقوق الإنسان من جهة أخرى. موقف البابا فرانسيس الأول، وردود الفعل المناوئة له اختلفت كثيراً، حينما اظهر موقفاً مرناً في التعاطي مع المثليين جنسياً، ففي شهر تموز (يوليو) الماضي، رد البابا على سؤال لأحد الصحافيين حول موقفه من المثليين جنسياً، وعن وجود مجموعة كبيرة منهم في الكنيسة الكاثوليكية، فقال: "إذا كان هناك شخص مثلي الجنس في الكنيسة، فهو في نهاية المطاف عبد للرب، ونفسه زكية، فمن أنا حتى أحاكمه على خلفية ميوله الجنسية. فالمشكلة ليست في الأشخاص الذين ينحون هذا المنحى، وإنما تكمن في أنه يجب علينا جميعاً أن نتعايش، وأن نكون أخوة". وأشارت مجلة The Advocate إلى أن منظمة المثليين جنسياً الكاثوليكية " Equally Blessed"، ثمنت غالياً تصريحات البابا فرانسيس الأول، وقالت في بيان لها نشرته في المجلة: "إن كلمات البابا الرقيقة سابقة هي الأولى من نوعها، وشجعت المثليين جنسياً والسحاقيات على التعلق بأهداب الأمل من اجل الحصول على حقوقهم". ميول المثليين جنسياً ليست خطيئة وحينما أدلى فرانسيس الأول بتلك التصريحات، أوضح الفاتيكان أن تصريحات البابا لن تغيّر مواقف الكنيسة الكاثوليكية حيال إشكالية زواج المثليين جنسياً، وأضافت: "إن ميول المثليين الجنسية ليست خطيئة في حد ذاتها، لكن إقامة علاقات جنسية مثلية هي الخطيئة الحقيقية". وكانت مجلة "التايم" واسعة الانتشار منحت الأسبوع الماضي البابا فرانسيس الأول لقب رجل العام 2013، تقديراً لقدرته على تغيير لغة الكنيسة، وتخفيف حدة هجوم الكنيسة على المثليين جنسياً، ما ترتب عليه أجواء حميمية بين الكنيسة وتلك الشريحة من المجتمع الكاثوليكي، ولعل ذلك بحسب مجلة The Advocate كان سبباً مباشراً في استحواذ البابا على ود ومحبة الجميع. بابا للشعب أكثر من بابوية الكنيسة البابا فرانسيس الأول الذي تولى منصبه البابوي في آذار (مارس) العام الجاري 2013، تمكن من تجميع الكل حوله، نظراً لرؤيته وكياسته في التعامل مع كافة القضايا التي كانت تثير في الماضي اجواءً من السخط لدى الفاتيكان، وخلال احتفاله بعيد ميلاده السابع والسبعين، تناول وجبة الإفطار مع عدد من الأشخاص الذين يعيشون بلا مأوى "هوملس"، وكان سباقاً في دعوتهم على الإفطار عبر وسيط كلفه هو شخصياً بتلك المهمة، لاسيما أن هذا الوسيط معني بشؤون الصدقات داخل الكنيسة، وخلال تناول وجبة الإفطار علم البابا أن الأربعة الذين لبوا دعوته يقيمون في الشوارع المحيطة بحاضرة الفاتيكان. ويعلم الجميع عن البابا فرانسيس الأول، انه منذ اليوم الأول الذي تولى فيه منصبه البابوي، بذل قصارى جهده لكي يتعامل معه الجميع على أنه بابا الشعب، وهو ما يغاير ما كان عليه سابقوه، الذين تبنوا في كثير من الأحيان مواقف صلبة ومتشددة جداً، باعدت بينهم نسبياً وبين مسيحيين ليبراليين. وعلى سبيل المثال لا الحصر، التقطت وسائل الإعلام أكثر من مرة صوراً للبابا فرانسيس الأول وهو يداعب الأطفال، وصوراً أخرى وهو يحمل شعار نادي كرة القدم الأرجنتيني الذي يشجعه، لاسيما أن الأرجنتين هي وطنه الأم.