أخبار

نفوذ حركة طالبان يتسع والقوات الأفغانية عاجزة عن فعل شئ

كابيسا نموذج مرير لافغانستان بعد انسحاب الاطلسي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ستشكل ولاية كابيسا الاستراتيجية نموذجا مريرا لافغانستان مستقبلا، وقد ظهر الفراغ بشكل واضح بعد انسحاب القوات الفرنسية حيث أخذ نفوذ حركة طالبان بالاتساع، فكيف سيكون الحال عليه بعد أن تنسحب كامل قوات حلف شمال الأطلسي من البلاد؟.

محمود راقي (أفغانستان): تتكثف المعارك في مناطق نفوذ حركة طالبان لكنها تبقى بعيدة عن عاصمة ولاية كابيسا. فبعد عام على مغادرة الجنود الفرنسيين، تشكل ولاية كابيسا الاستراتيجية نموذجا مريرا لافغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي في 2014.ففي صباح شتائي في محمود راقي، يشرب رجال جالسون قرب مدفأة على الحطب، الشاي الاخضر الغامق في مقهى تخترقه اولى اشعاعات الشمس، ويناقشون مسائل سياسية ويأكلون قطعة لحم حشرت في رغيف ساخن، ثم يلقون التحية على هذا التجمع الصغير ويغادرون المقهى مطمئنين. وفي هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 50 الف نسمة على سفح جبال تكلل الثلوج قممها، تلازم الطالبات صفوفهن وينشط التجار في السوق المزدحم بالبضائع.وتتابع الحياة وتيرتها الطبيعية. فبعد عام على انسحاب الجنود الفرنسيين، لم تقع السماء على رؤوس سكان محمود راقي عاصمة كابيسا الولاية الاستراتيجية على مداخل كابول حيث تتعايش ابرز اتنيتين في البلاد، الطاجيك والباشتون. ما هي حصيلة الوجود الفرنسي؟ يبدو هذا السؤال تافها في نظر السكان المنهمكين في شؤون حياتهم اليومية ومستقبل البلاد والتسيب الامني في القطاعات التي تسلل اليها المتمردون، من طالبان وسواهم في الولاية مثل تغاب ووادي الاساي اللذين يشهدان اسوأ الاوضاع الامنية.وقال قلندار السائق الذي يتحدر من هذه المنطقة وهو جالس امام مقهى في محمود راقي ان "الوضع سيء جدا في 90% من تغاب". واضاف "ثمة مواجهات بين القبائل وبين العائلات وطالبان موجودون بكثافة فيها". ولم يأخد على الجنود الفرنسيين تقاعسهم عن تسوية هذه المشاكل المحلية العميقة. ومنذ انسحاب الفرنسيين، لم يحرز المتمردون اي تقدم في كابيسا، لكنهم كثفوا في المقابل هجوماتهم في مناطق مثل تغاب حيث تتمتع محاكم طالبان بشعبية تفوق شعبية المحاكم المدنية الفاشلة.وقال عزيز الرحمن تواب نائب حاكم الولاية "تدور معارك كثيفة اليوم". وخلافا للقوات الفرنسية من قبل "تفتقد القوات الافغانية الى مروحيات ولا تستطيع ان تعول على دعم جوي، مما يوفر لطالبان مزيدا من حرية التحرك لشن عمليات"، كما قال. وليست كابيسا حالة معزولة على ما يبدو. وفي مناطق نائية انسحبت منها قوات الحلف الاطلسي، يركز المتمردون هجماتهم على الجنود وعناصر الشرطة الافغان الذين لا يتمتعون او يتمتعون بدعم جوي طفيف. وتعتبر وزارة الدفاع الاميركية ان تمرد طالبان "يعزز" مواقعه في بعض المناطق النائية ويلحق مزيدا من الخسائر بالجيش والشرطة الافغانية، مشيرة في الآن نفسه الى تراجع عدد الهجمات هذه السنة في البلاد.وترى الامم المتحدة في المقابل ان "مستوى من اعمال العنف" ضد القوات الافغانية والدولية "لم يبلغ هذا الارتفاع منذ 2010". وحتى لو تدهور الوضع في المناطق النائية، لم تسقط بعد اي من المدن الرئيسية الاربع والثلاثين في ايدي المتمردين حتى الان. واعتبر غريمي سميث المحلل في مجموعة الازمات الدولية في كابول ان "في معظم الاماكن التي انسحبت منها قوات الحلف الاطلسي، تتصف المواجهات بمزيد من العنف ... اننا نترك بلدا يحترق". وقد توصل الى هذه الخلاصة على اثر تنقلاته الاخيرة في اربع ولايات.وكلما انكفأ الجنود الاجانب من حول كبرى المدن، تضاءلت بالتالي قدرتهم على جمع معلومات حول الهجمات التي يشنها متمردون في المناطق المحيطة بها والتي تصبح بالتالي "ثقوبا سوداء". وقال سميث ان "الحكومة ما زالت صامدة حتى الان ... لكن يجب ان تتأكد من الحصول على دعم جوي والسعي الى تأمين رواتب عناصر الشرطة والجنود".ويرفض الرئيس حميد كرزاي توقيع اتفاق امني ينظم بقاء الجنود الاجانب ولاسيما الاميركيون بعد 2014، ويمكن ان يؤمن دعما جويا افضل ل 350 الف عنصر من القوات الامنية الافغانية. والغت الولايات المتحدة، ابرز دافعي الاموال لكابول، طلبية لشراء مروحيات روسية ام-اي17 للقوات الافغانية. وفي كابيسا كما في مناطق افغانية اخرى انسحب منها حلف شمال الاطلسي، يواصل الغربيون دفع الاموال لبناء مستشفيات وتدريب الممرضات وايصال التيار الكهربائي الى مناطق نائية.وقال مصدر دبلوماسي غربي في كابول "نقوي السلطة المحلية بمشاريع تنمية، وهذا نوع من الاستقرار الذي يرمي الى احتواء المتمردين". لكن المنظمات غير الحكومية تقول انها تريد مساعدة الافغان من دون التقيد بالهدف السياسي الذي يقضي بالتوصل الى "الاستقرار" الذي تطرحه البلدان الغربية.وذكر رحمة الله عبيد في احدى قرى كابيسا "لم نكن نحب الجنود الفرنسيين ، لكننا نريد مشاريع تنمية. لكن لا يعرف احد ماذا سيحصل بعد انسحاب الحلف الاطلسي. كل شيء ممكن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف