أخبار

المسيحيون في باكستان يحتفلون بعيد الميلاد بحزن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيشاور: يستعد الناجون من هجوم ضد المسيحيين كان الاكثر دموية في تاريخ باكستان، للاحتفال باول عيد ميلاد من دون آبائهم وامهاتهم واولادهم الذين قتلوا في نهاية الصيف في اعتداء انتحاري مزدوج نفذته طالبان على كنيستهم.

ولا تزال كاتدرائية جميع القديسين في بيشارو المدينة الواقعة شمال غرب البلاد قرب افغانستان، تحمل آثار الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي نفذه في ايلول/سبتمبر انتحاريان تسللا الى حرم المبنى لدى خروج المصلين من قداس الاحد. وعلى واجهة المبنى وفي باحة الكنيسة آثار العبوة الناسفة واضحة. وفي الداخل توقف الزمن عند الساعة 11,43 عندما قام الانتحاريان بقتل 82 شخصا وتركا آثارا لا تمحى من ذاكرة الناجين. ويتذكر انور خوخار الحادثة بوضوح وكأنها حصلت بالامس. ففي ذلك اليوم فقد ستة افراد من اسرته بينهم ثلاثة من اشقائه. ومع اقتراب الميلاد، فترة الفرح والامل لمسيحيي باكستان الاربعة ملايين تختلجه مشاعر الحزن والاسى. وقال خلال اخر قداس احد قبل الميلاد "كلما اقترب الميلاد كلما اشتاق اليهم. اشتاق اليهم بشكل لا يمكنني وصفه". وخلال عظة الاحد حاول القس اجاز جيل مواساة الاسر المسيحية في بيشاور التي فقدت فردا من اسرتها او اكثر في هذا الاعتداء المزدوج ودعا المؤمنين الى التواصل الروحي بين "الضحايا والناجين على الارض". لكن الجروح لم تلتئم بعد. وبعد القداس اجتمعت نساء للبكاء في الباحة الداخلية للكنيسة التي علقت فيها صور الضحايا ال82. وحملت امرأة تجهش بالبكاء صورة ابنتها التي قضت في الهجوم. وقالت نسرين انور التي فقدت ابنتها التي كانت في ال14 من العمر واصيبت ابنتها الثانية وعمرها تسع سنوات بجروح في المعدة "فقدت كل اسرة (على الاقل) فردا او اثنين. كيف يمكننا الاحتفال بالميلاد؟ لن يكون هناك فرح هذه السنة". وغالبا ما تسند الى المسيحيين الذين ينتمي معظمهم الى الطبقات الفقيرة في الهند، الوظائف الحقيرة في باكستان او توجه اليهم تهم مختلفة. وفي السنوات الاخيرة تصدرت اخبار المسيحيين الصفحات الاولى في الصحف بعد ان اتهموا بالاساءة الى النبي محمد او تدنيس القرآن وهي جريمة عقوبتها السجن المؤبد او الاعدام. وكانت هذه الاتهامات سممت العلاقات بين الاقلية المسيحية وقسم من الاغلبية المسلمة. لكن بعد اعتداء بيشاور تظاهر مسلمون وحتى اعضاء في الاحزاب الاسلامية في شوارع البلاد الى جانب المسيحيين للتنديد بهذا الهجوم والمطالبة بحماية الاقليات بشكل افضل. وقالت نسرين "الجميع يشعر معنا بالحزن. اتى مسلمون الى منازلنا لمواساتنا". ويفترض ان تخضع ابنتها التي نجت من الاعتداء لعملية جراحية في نهاية العام. وقال القس جيل "منذ وقوع الاعتداء اتحدنا ليس فقط مسيحيي بيشاور بل المسيحيين في كافة انحاء باكستان والعالم اجمع. لقد اكد لنا الجميع تضامنهم معنا". كما تم تشديد الاجراءات الامنية عند مدخل هذه الكنيسة البروتستانتية التي تم بناؤها في نهاية القرن ال19 خلال الاستعمار البريطاني، فقد نشرت امامها الاسلاك الشائكة وعناصر امنية. ولا يزال اتباع الكنيسة ينتظرون مبلغ المليون روبيه (6800 يورو) الذي وعدت به الحكومة لترميم هذا المبنى التاريخي الذي لن يساهم ابدا في بلسمة الجراح التي خلفها الانتحاريان في ذلك اليوم المشؤوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف