أخبار

على أنقاض مديرية أمن المنصورة

غضب مصري عارم واتهام مباشر للإخوان بالإرهاب

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رفع المصريون الصوت عاليًا بعبارات غاضبة متهمين الاخوان المسلمين بتنفيذ انفجار مديرية امن المنصورة، وبكل الإرهاب الذي يضرب مصر اليوم.

وسط ركام من قطع الزجاج المهشم وكتل الاسمنت المبعثرة والسيارات المحترقة، أمام مديرية أمن المنصورة، جراء التفجير الذي استهدفها الثلاثاء، تجمع عشرات من أهالي المدينة واطلقوا العنان لغضبهم من الاخوان المسلمين، فهتف بعضهم: "الشعب يريد اعدام الاخوان".

واسفر التفجير الذي قال مسؤولون أمنيون إنه تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات عن سقوط 14 قتيلًا واكثر من 105 جرحى، معظمهم من رجال شرطة مديرية أمن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بحسب مصادر طبية.

ولو بالدم!

منذ مطلع تموز (يوليو)، انقسمت مصر بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين، الذي عزله الجيش إثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، ومؤيدي السلطات الجديدة التي يقودها عمليًا الجيش، والتي شنت خلال الشهور الاخيرة حملة واسعة ضد الجماعة اسفرت عن مقتل قرابة ألف شخص وتوقيف عدة آلاف آخرين.

ووسط ركام من قطع الزجاج وكتل الاسمنت التي غطت الشوارع المحيطة بمبني مديرية أمن الدقهلية في مدينة المنصورة، وجه وائل حمدي (50 عامًا) الاتهام إلى الاخوان، قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية: "الاخوان مسؤولون عن هذا، يريدون العودة للحكم ولو بالدم والقوة والدمار".

وظهرت آثار التفجير، الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترًا، على مبنى مديرية الأمن الذي انهارت واجهته، وعلى عدد من المباني المجاورة التي تصدعت أجزاء منها، ومن بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد. ومثل حمدي، توافد عشرات الاشخاص إلى موقع التفجير، وظلوا يتابعون طوال الليل ما يجري خلف سياج أمني اقامته الشرطة حول مقر مديرية الأمن.

أشد العبارات

وكان بعض الاهالي يرفعون صورًا يظهر فيها الرئيس المعزول بملابس الاعدام الحمراء ويرددون هتافات "لا اله الله، الشهيد حبيب الله"، في اشارة إلى الضحايا الذين سقطوا بينما كان البعض الاخر يهتفون "الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة".

ورغم أن جماعة الاخوان دانت بأشد العبارات تفجير المنصورة، الذي لا يملك أحد بعد معلومات عمن يقف وراءه، فإن اهالي المدينة الذين اهتزت منازلهم ليلًا يعتقدون أن الامر لا يحتاج إلى تحقق، فالفاعل معروف، وهم يتوعدون الاخوان بالانتقام، ويهتفون بالعامية المصرية: "حنعلمهم الادب، حنوريهم الغضب".

وقالت المحامية ميرفت سعيد (45 عامًا): "لا مصلحة لأحد في مثل هذه الاعمال الا الاخوان المسلمين، فهم ينتقمون من الشعب ومن الشرطة". وبانفعال صاحت سيدة تدعى هانم حسن: "كل واحد يعرف حد اخواني لا بد أن يبلغ السلطات عنه، ما يقومون به هو ارهاب".

اما المدرس حمادة عرفات (35 عامًا)، وأصيب ابن شقيقته الشرطي في التفجير، فقال بغضب: "الاخوان تنظيم ارهابي دولي مسؤول عما حدث في المنصورة وكل البلاد، لا يهمه الحق أو البشر، وبدأنا الآن نرى أن الاخوان يتبعون نفس تكتيكات القاعدة".

أصحاب المحال الواقعة في محيط مديرية الأمن بدوا من جانبهم في حالة وجوم، ووقفوا ينظرون بحسرة إلى متاجرهم التي هشمت واجهاتها، بينما تحكمت محتوياتها وتناثرت على الارض.

ورأى رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي أن التفجير يستهدف عرقلة خارطة الطريق. وجاء هذا الانفجار، وهو واحد من اكثر الاعتداءات دموية منذ عزل مرسي في تموز (يوليو) الماضي، قبل ثلاثة اسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 كانون الثاني (يناير) المقبلين.

ويعد هذا الاستفتاء الخطوة الاولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري، والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع، من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في الاشهر الستة المقبلة. وكانت تقارير مصرية رسمية نقلت عن شريف شوقي، المتحدث باسم رئاسة الوزراء، قوله: "إن رئيس الوزراء أعلن جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية". إلا أن هذه التقارير بثت تصريحًا لاحقًا للببلاوي لا يتضمن اي اتهام مباشر لجماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء الاعتداء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف