أخبار

الحريري يتهم حزب الله من دون أن يسميه

اغتيال المستشار السياسي لسعد الحريري في بيروت

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قتل محمد شطح المستشار المقرب من رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سعد الحريري في انفجار بسيارة مفخخة استهدف موكبه. وكان شطح متوجهًا إلى منزل الحريري حيث كان من المقرر أن يعقد اجتماع لقوى 14 آذار.

بيروت: قتل الوزير السابق محمد شطح، السياسي المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والنافذ ضمن قوى 14 آذار المناهضة لدمشق، في انفجار سيارة مفخخة الجمعة في وسط بيروت اودى ايضا بحياة خمسة اشخاص آخرين.

ووجهت قوى 14 آذار الاتهام بالجريمة الى دمشق وحزب الله، حليفها اللبناني، وفيما تجنب الحزب التعليق على الاتهامات، داعيا الى مواقف مسؤولة، رفضت دمشق الاتهامات، واصفة اياها ب"الجزافية والعشوائية".

وأجمعت الردود على عملية الاغتيال، لا سيما على السنة الدبلوماسيين الغربيين الذين كانوا على علاقة وثيقة بشطح، مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الذي يرئسه الحريري، على وصف الرجل الراحل عن اثنين وستين عاما ب"رمز الاعتدال".

الاغتيال التاسع

ونتج الانفجار عن سيارة مفخخة قال مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ان زنة العبوة فيها تقدر "بما بين خمسين وستين كيلوغراما" من المتفجرات. وتسبب، بحسب وزارة الصحة، بمقتل ستة اشخاص بينهم شطح ومرافقه طارق بدر (26 عاما)، واصابة اكثر من خمسين آخرين بجروح، غادر معظمهم المستشفيات.

ووقع الانفجار في شارع "ستاركو"، وهو طريق رئيسي تتفرع منه اسواق بيروت المليئة بالمطاعم والمحال التجارية، ويوصل الى منزل سعد الحريري.

كما توجد في مبنى "الستاركو" وابنية مجاورة وزارات ومؤسسات ادارية عامة.

وشطح هو الشخصية التاسعة من قوى 14 آذار التي تتعرض للقتل منذ العام 2005، تاريخ مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والد سعد الحريري، في انفجار ضخم اودى ايضا بحياة 22 شخصا آخرين، ووقع على بعد مئات الامتار من مكان انفجار الجمعة.

الحريري يتهم حزب الله

اتهم سعد الحريري الموجود خارج لبنان منذ حوالى سنتين ونصف سنة بسبب "مخاطر امنية" على حياته، بحسب ما يقول مقربون منه، حزب الله المتحالف مع دمشق، من دون ان يسميه، بالجريمة. ووجهت قوى 14 آذار اتهاما مماثلا شمل ايضا النظام السوري.

وقال الحريري في بيان "المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني".

وتتهم المحكمة الخاصة بلبنان التي تتخذ من لايدشندام قرب لاهاي مقرا والمكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري خمسة عناصر من حزب الله، بالتورط في الجريمة. والمتهمون الخمسة متوارون عن الانظار. ورفض حزب الله تسليمهم الى المحكمة التي يعتبرها "اداة اسرائيلية اميركية" لاستهدافه.

ويشارك حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري داخل سوريا.

القاتل هو ذاته !

وجاء في بيان نعي تلاه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة المنتمي الى تيار المستقبل برئاسة الحريري بعد اجتماع لقيادات في قوى 14 آذار "القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني. (...) القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا الى حلب، الى دمشق، الى كل سوريا".

وطالبت قوى 14 آذار "بضرورة تحويل ملف" جريمة اغتيال شطح الى المحكمة الخاصة بلبنان.

وتفتتح المحكمة الدولية جلساتها في 16 كانون الثاني/يناير. وهي مكلفة النظر في اغتيال الحريري والتفجيرات التي تلت اذا تبين وجود رابط بينها وبين اغتيال الحريري.

وبعد ساعات على اغتيال شطح، اعلنت وزارة المالية انها حولت حصة لبنان في تمويل المحكمة الدولية للعام 2013 "والبالغة 29 مليون يورو".

وشكلت مساهمة لبنان خلال السنتين الماضيتين محور جدل بين الاطراف اللبنانية. اذ يرفض حزب الله تمويل المحكمة التي يعتبرها "منحازة"، بينما يصر فريق 14 آذار على تنفيذ لبنان تعهداته لكي تقوم المحكمة باحقاق العدالة.

وينص نظام المحكمة على ان يساهم لبنان في تمويل المحكمة الخاصة بنسبة 49 في المئة. وتدفع دول مانحة ما تبقى من المبلغ.

حزب الله ودمشق يدينان

تجنب حزب الله الرد على الاتهامات الموجهة اليه، وقال في بيان ان "هذه الجريمة البشعة (...) محاولة آثمة لإستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية".

في المقابل، رفضت دمشق الاتهامات "الجزافية والعشوائية" الموجهة لها، معتبرة انها تغطية لضلوع من اطلقها في دعم الارهاب وتمويله في لبنان وسوريا.

ومحمد شطح وزير مالية سابق، وسفير سابق للبنان في واشنطن، ومستشار سابق في صندوق النقد الدولي.

وكان معروفا بخطابه الهادىء وثقافته الواسعة وانفتاحه.

ادانة عربية وغربية واسعة

واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان المجتمع الدولي مصمم على الدفاع عن "امن واستقرار" لبنان بعد اغتيال شطح.

وادان الامين العام "باقصى العبارات" هذا الاعتداء، معتبرا ان مقتل شطح "يشكل خسارة رهيبة للبنان".

ودانت السفارة الاميركية ب"أشد العبارات الهجوم الإرهابي"، لافتة إلى ان "للوزير شطح تاريخا طويلا في مجال تعزيز استقرار لبنان والمبادىء الديموقراطية في لبنان والخارج".

وقال السفير البريطاني طوم فلتشر في تغريدة له على موقع "تويتر" ان محمد شطح كان "حكيما ومتسامحا ومواطنا ذكيا"، مضيفا ان "شجاعته لا تكمن في انه كان مدركا للاخطار، انما في ايمانه بان لبنان يستحق منه ان يواجه هذه الاخطار".

وعبر السفير الفرنسي باتريس باولي "عن حزنه الشخصي" "وحزن كل الفرنسيين العميق لهذه الخسارة الكبيرة"، واصفا الجريمة ب"الارهابية"، وشطح بانه "صديق شخصي"، ومضيفا "كنا نقدره لأنه رمز التسامح والاعتدال والبحث عن الحلول".

وتلّقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للتعزية والتضامن.

كما دانت ممثلة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهورست وممثل الامين العام للامم المتحدة ايريك بلامبلي الجريمة، واصفين شطح برجل الاعتدال والحوار.

وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن إدانتها "بشدة مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تتناقض مع كل القيم الإنسانية، والتي من شأنها جر المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار".

واستنكرت المملكة العربية السعودية "العمل الإجرامي الجبان". ودعت "كافة الأطراف اللبنانية الى الاستماع إلى لغة العقل والمنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة". واكدت على "ضرورة بسط سلطة الدولة وجيشها على الأراضي اللبنانية لإيقاف هذا العبث بأمن لبنان واللبنانيين".

وجددت السفارتان السعودية والكويتية "نظرا لتردي الأوضاع الأمنية في لبنان"، تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام في الاردن والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، ان "هذه التفجيرات الارهابية التي استهدفت امن واستقرار لبنان من أخطر التهديدات للامن والسلم الاقليمي والدولي".

كما استنكرت دول عربية عديدة اخرى الجريمة.

وندّد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ب"الجريمة الارهابية"، ووصف شطح بانه "شخصية حوارية معتدلة"، معتبرا "ان هذا العمل الجبان ومهما كانت الرسائل التي يحملها ويوجهها لن تزيد اللبنانيين الا اصراراً على الحفاظ على بلدهم واحة سلام واستقرار وحوار في وجه الارهابيين".

وشطح من مواليد طرابلس في شمال لبنان، متزوج وله ولدان.

وسيشيع الاحد في وسط بيروت ويدفن قرب مسجد محمد الامين الى جانب رفيق الحريري والوزير السابق باسل فليحان الذي قتل مع الحريري والمسؤول الامني الكبير اللواء وسام الحسن الذي قتل في تشرين الاول/اكتوبر 2012.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف