أخبار

هلع ويأس بعد انفجار بيروت

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: خلف انفجار السيارة المفخخة في وسط بيروت مشهد دمار وحالة هلع بين مواطنين شعروا بانه "لم يعد هناك اي مكان آمن" في لبنان.

ووقع الانفجار الذي اودى بحياة سياسي بارز في قوى 14 آذار المناهضة لدمشق، في وسط العاصمة الجديد الذي اعيد بناؤه بعد الحرب الاهلية (1975-1990) والذي يعتبر منطقة آمنة وتنتشر فيها الادارات والمراكز والقوى الامنية.وقال علي عون، وهو عامل نظافة كان في الشارع يقوم بعمله عندما دوى الانفجار على مقربة منه، "كان صوت الانفجار قويا الى درجة ان كل الابنية اهتزت من حولي. لا اصدق انني مازلت على قيد الحياة".على الارض قرب مكان الانفجار وفي قطر واسع من شوارع العاصمة المجاورة، تناثرت شظايا الزجاج.وتسبب الانفجار الذي اسفر عن مقتل ستة اشخاص، واصابة اكثر من خمسين بجروح، باضرار بالغة في الابنية المجاورة واحتراق عدد من السيارات. وكان شطح مستشارا مقربا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، نجل الراحل رفيق الحريري الذي اشرف على اعادة بناء بيروت، لا سيما منطقة الوسط، في التسعينات. ولا تزال هناك ورش عديدة في المنطقة لابنية قيد الانشاء.ووقع الانفجار على بعد مئات الامتار من منزل سعد الحريري المعروف ب"بيت الوسط" الذي كان شطح متوجها اليه لحضور اجتماع لقيادات قوى 14 آذار، وايضا على بعد مئات الامتار من المكان الذي قتل فيه رفيق الحريري و21 شخصا آخر في حادث تفجير ضخم في شباط/فبراير 2005 قرب فندق سان جورج.وقال زياد، رجل اعمال رفض الكشف عن اسم عائلته، "هذه المنطقة يفترض انها آمنة، او لعلها الاكثر امنا في كل البلد"، مضيفا "لم يعد هناك مكان آمن. ليتني استطيع ان آخذ زوجتي واولادي وارحل الى اي مكان".وفور وقوع الانفجار، ارتفعت غيمة رمادية ضخمة في سماء المنطقة، بينما اندلعت النيران في عدد من السيارات، وتضررت عشرة ابنية على الاقل تضم مقاهي ومحالا تجارية ومكاتب.وامكن رؤية شظايا الزجاج وبقع الدماء متناثرة هنا وهناك في منطقة تكون عادة شديدة النظافة اذ تعتبر الواجهة الجميلة لبيروت وتضم العديد من الوزارات والمقار الرسمية والمصارف والفنادق. ورأى حاتم، وهو حارس مبنى كان يقف على بعد امتار من مكان الانفجار، "هذا الاعتداء هو رسالة الى الجميع في لبنان مفادها: اي كان يمكن ان يقتل في اي وقت في اي مكان. البلاد تتجه نحو الخراب".واضاف "اسوأ شعور هو الشعور بانعدام الامن. انفجار سيارة مفخخة يمكن ان يطال ايا كان في اي مكان، لا يمكن التنبؤ به او اخذ احتياطات".وعبرت جويل، وهي موظفة في احد المكاتب، عن خوفها قائلة "اشعر بالرعب. كنت في مقر عملي. واصيب عدد من زملائي بجروح علما انهم كانوا داخل مكاتبهم. ماذا يعني هذا؟ أن لا نستطيع حتى الذهاب الى العمل؟".وتابعت "لا احد يستحق ان يموت بهذه الطريقة".وقال رجل اعمال كويتي وصل لتوه الى لبنان، ان ما حصل "مأسوي" و"سيؤثر سلبا على الاقتصاد اللبناني". واضاف رافضا الكشف عن اسمه "هذا يعني ان احدا لن يجرؤ بعد اليوم على المجيء الى لبنان للقيام باعمال".وقال ذو الفقار، وهو لبناني كان يرافقه، "الناس يأتون الى وسط العاصمة ليلا للسهر، والى العمل في وسط العاصمة كل يوم. انا مصدوم".وشاهد مصورون في وكالة فرانس برس عددا من السياح الاجانب يحملون امتعتهم ويغادرون فندقين في وسط العاصمة بعد وقت قصير من الانفجار.في محيط الوزير السابق محمد شطح، امتعت العائلة عن الكلام مع وسائل الاعلام. وقال الصحافيون العائلة في "حالة حزن وغضب شديد".وربط مسؤولون ومواطنون من انصار قوى 14 آذار بين الانفجار وقرب بدء نظر قضية اغتيال رفيق الحريري امام المحكمة الدولية في لايدشندام، قرب لاهاي، في 16 كانون الثاني/يناير.وقالت سيدة قريبة من شطح رفضت الكشف عن اسمها لوكالة فرانس برس وهي تجهش بالبكاء "انها رسالة. هم يقولون لنا. تريدون عدالة؟ خذوا هذه العدالة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف