أخبار

إنقسام حول الخيارات الإدارة الأميركية في سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: تداعيات وانعكاسات الثورة السورية خطيرة للغاية، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل لمنطقة الشرق الأوسط ككل، حيث امتد الصراع السوري إلى الدول المجاورة.

وفي مناقشة في معهد ماكين في واشنطن، تحدث محللون إقليميون في العناصر الإنسانية، الديبلوماسية والاستراتيجية للأزمة السورية. فقال روبرت كاغان، زميل بارز في معهد بروكينغز إنه "مما لا شك فيه أن سوريا هي محور التقاء القضايا الإنسانية ومصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية"، داعياً إلى دور أكبر للولايات المتحدة في الصراع.

واعتبر كاغان أنه إلى جانب تقديم المساعدات الإنسانية، على الولايات المتحدة أن تسلح الثوار وتفرض منطقة حظر طيران لتحويل مسار الحرب حول العاصمة السورية، دمشق، مضيفاً: "ونظراً للمخاطر التي يفرضها الصراع السوري، فإن أثمان التدخل الأميركي لن تكون باهظة للغاية مقارنة بالمصالح الاستراتيجية".

وهذا الأسبوع، أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة ستقدم مبلغ 100 مليون دولار أميركي إضافي على شكل مساعدات إنسانية للشعب السوري. وقال أوباما في مقابلة انه يتصارع مع قرار بشأن ما إذا كان على الولايات المتحدة أن تتدخل في مجريات الأزمة أم لا.

قال ليون يسلتير في المناقشة يوم الاربعاء "الحقيقة هي أن كل ما حذر أوباما من حدوثة في حال تدخت الولايات المتحدة في سوريا قد حدث بالفعل، لكن ذلك لأنها لم تتدخل وليس لأنها تدخلت".

وقتل أكثر من 60 ألف شخصاً، معظمهم من المدنيين، في الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفقا للأمم المتحدة. وقال الأخضر الإبراهيمي، مبعوث جامعة الدول العربية والامم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي هذا الاسبوع ان سوريا غرقت في "مستويات غير مسبوقة من الرعب".

في الوقت نفسه، قال نشطاء المعارضة السورية انهم وجدوا أكثر من 65 شخصاً، من بينهم أولاد صغار، مقيدين ومقتولين بأسلوب الاعدام في مدينة حلب شمال غرب البلاد يوم الثلاثاء. وتم انتشال الجثث من القناة فيما لم يتضح من المسؤول عن عمليات القتل. واتهم نظام الأسد جبهة النصرة بتنفيذ الإعدام الجماعي، وهي جماعة اسلامية متمردة تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية.

وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، ان على الولايات المتحدة ألا تتدخل في سوريا، واصفاً الصراع بـ "حرب عرقية لا يستطيع أحداً سوى السوريين وضع حد لها"، مضيفاً: "شعب سوريا فقط يستطيع إنقاذ سوريا".

واعتبر أن الولايات المتحدة تعتقد أنها ستقف في منتصف الطريق وتقرر من الفائز، وتستثمر مليارات الدولارات في الصراع، "لكن من الصعب جداً حل هذه المشكلة الإنسانية، فمجرد التفكير بأن لدى أميركا القدرة على إنقاذ سوريا هو غباء وفكر فاشل".

وقال ارون ديفيد ميلر، وهو مستشار سابق لأمناء مجلس الجمهوريين والديمقراطيين بشأن المفاوضات العربية الإسرائيلية، إن نهاية الصراع السوري وما سينتج عنه ما زال لغزاً غامضاً يصعب كشفه.

"في نهاية الأمر، ثورات الربيع العربي أصيلة وشرعية لأنها تعطي العرب، قرارهم السياسي الخاص، سواء أكانت النتيجة سيئة أم جيدة" قال ميلر، وهو باحث متميز في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين.

وترك الصراع أكثر من 4 ملايين شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 2 مليون سوري فروا من ديارهم إلى مناطق أخرى داخل البلاد، إلى جانب 630 ألف لاجئ تدفقوا على لبنان والأردن والعراق وتركيا ومصر، معظمهم من النساء والأطفال.

وتوقع كاغان ان إدارة أوباما لن تستجيب بقوة للصراع السوري، إلا في حال استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية. وأضاف: "كل من يعتقد أن الأسد سوف يسقط من دون استخدام كل أسلحته أعتبره بمثابة غبي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف