أخبار

بطاريات باتريوت في تركيا لمواجهة صواريخ سوريا المتوسطة المدى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بينما تعتبر مدينة غازي عنتاب التركية، التي تقع على بعد 40 ميلاً من الحدود السورية، واحدة من المدن المزدهرة التي يقدر عدد سكانها بـ 1.3 مليون نسمة، إلا أنه ليس من الصعب العثور على الإشارات الدالة على احتدام الحرب في الجارة سوريا.

بدأ الاقتصاد التركي المحلي يفقد قدراً من بريقه، رغم أنه مازال يحظى بحالة من النشاط. وقد تقلصت الصادرات إلى سوريا بمقدار النصف منذ العام 2010، وها هي تواصل الانخفاض.

قبل بضعة أعوام، كان الكثير من السوريين الذين يقصدون غازي عنتاب من تجار حلب الأثرياء، حيث يصلون إلى هناك عبر السيارة في مدة تقلّ عن ساعتين. ومعظم الموجودين هناك الآن من اللاجئين، في وقت يفتقر فيه الآلاف منهم للقدرة أو للرغبة في الاستقرار في مخيمات تركية إلى جانب الحدود.

ربما يتذمر السكان المحليون في بعض الأحيان من تأثير تدفق السوريين على أسعار الإيجارات، وإن كان معظمهم يبقى متعاطفًا مع المواطنين السوريين، الذين يلوذون بالفرار من بطش نظام الأسد.

وهو التعاطف الذي أرجعته مجلة التايم الأميركية إلى أسباب عدة، منها العلاقات الأسرية والدينية، حيث إن غالبية السكان في غازي عنتاب من المسلمين السنة مثل الوافدين السوريين.

وقد تسبب نشر الناتو لبطاريات صواريخ باتريوت على طول حدود تركيا الممتدة على مسافة 560 ميلاً مع سوريا، خلال الأسابيع الأخيرة، رداً على طلب رسمي من جانب تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في إشعال تظاهرات غاضبة في كل أنحاء البلاد.

وبالنظر إلى عمق المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في تركيا، أوضحت التايم أنه لم يكن من المستغرب أن تنشب تظاهرات صغيرة كذلك في غازي عنتاب، حيث وصلت هناك مجموعة من صواريخ باتريوت الأميركية خلال الشهر الماضي. ومازال يحظى نشر تلك الصواريخ، في غازي عنتاب على الأقل، بموافقة صامتة.

قال في هذا الخصوص جوخان باسيك، وهو أستاذ في جامعة زيرف في غازي عنتاب، إنه ومنذ أن بدأت قذائف المدفعية السورية تضل طريقها إلى تركيا خلال فصل الخريف الماضي، لاسيما منذ هذا الهجوم الذي تسبب في مقتل خمسة أشخاص في بلدة أكاكالي الحدودية، وقد بدأت المخاوف تتزايد لدى السكان المحليين بشأن خطر شن هجوم على نطاق واسع.

تابع باسيك حديثه بالقول إن صواريخ باتريوت هذه تتم ملاحظتها هنا باعتبارها آلية لتهدئة تلك المخاوف. فيما أشار مسؤولو الناتو إلى أن البطاريات الست، التي أرسلتها ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة، ويتولى مهمتها ما يقرب من 1200 جندي تابعين لقوات الحلف، ستحمي 3.5 ملايين مواطن من أي تهديدات قذائف محتملة.

وقد تم الإعلان عن تشغيل البطاريات الهولندية والألمانية، التي تقع على بعد 100 ميل غرب و60 ميلاً شمال الحدود السورية، على الترتيب، في مطلع الأسبوع الماضي. فيما سيتم تشغيل صواريخ باتريوت الأميركية بكامل طاقتها بحلول الأسبوع المقبل.

مضت المجلة تنوه في الإطار ذاته بأن نشر تلك البطاريات ما هي إلا عملية رمزية عند أحد المستويات، خاصة وأن تركيا قد سبق لها دون جدوى من قبل أن حاولت إقناع الناتو بالتدخل على نحو أكثر قوة في سوريا، كالإقدام مثلاً على فرض منطقة حظر طيران لحماية المواطنين الذين يتعرّضون للقصف من جانب قوات نظام الأسد.

غير أن القوى الغربية تواصل رفضها الانخراط بشكل مباشر في الصراع. لكن هذا لا يعني أن قيمة صواريخ باتريوت قيمة خادعة. فهناك أقاويل تتحدث عن أن سوريا تمتلك مخزونًا ضخمًا من الصواريخ المتوسطة المدى، بما في ذلك صواريخ SS-21 وصواريخ سكود بي إس سوفيتية الصنع.

وطبقاً لتقارير خاصة بحلف الناتو، فقد أطقت قوات النظام بالفعل أكثر من 20 صاروخاً من مثل هذه الصواريخ على معاقل للثوار داخل الأراضي السورية خلال الشهر الماضي بمفرده. وعبّر المسؤولون الأتراك عن تخوفهم من أنه إذا وجد الأسد نفسه في خطر، فإنه قد يستخدم ترسانته ضد تركيا، التي تعتبر شريان الحياة الرئيس للثوار، الذين يناضلون من أجل إسقاط النظام. وسوف تلعب صواريخ باتريوت في مثل هذا السيناريو دوراً حيوياً في الدفاع عن البلاد.

وقال نيك دي لاريناغا من مجلة جينز ديفينس ويكلي: "لكن من غير الوارد حتى الآن أن تختار سوريا أو العناصر السورية المارقة شنّ هجوم مركز بالصواريخ الباليستية ضد تركيا، إلا إذا كانت لدى تركيا الجدية بخصوص التدخل في الصراع. ويبدو أن التهديد الأكثر عملية في تلك المرحلة يأتي من الصواريخ السورية التي تطلق على معاقل الثوار، وتكمل طريقها إلى تركيا". فيما أكد مسؤولون من حلف الناتو أن طبيعة عملية النشر التي يقومون بها للصواريخ ذات طبيعة دفاعية بشكل تام.

وأشار أنطوني كوردسمان، من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إلى أنه وفي الوقت الذي قد يكون فيه من الممكن من الناحية التقنية استخدام إمكانات صواريخ باتريوت في إسقاط الطائرات، فإن القيام بذلك سيتطلب نقل البطاريات إلى المناطق الحدودية. وأضاف كوردسمان أن النشر الحالي قد يجبر الطيارين السوريين على التفكير مرتين قبل الدخول في نطاق صواريخ باتريوت. فالردع ليس دوماً مسألة مواصفات وقدرات فنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أربيل، كردستان
نيشتمان كردستاني -

تبنى حزب التحرير الشعبي الثوري أو ما يعرف بـ"DHKP-C،" السبت، الهجوم الانتحاري الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أنقرة، قاتلا بذلك أحد الحراس الأتراك وجرح صحفي آخر. وجاء هذا التبني في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب، جاء فيه أن "استشهاد، أجاويد شانلي، جاء بعد قيامه بالعملية التي استهدفت السفارة الأمريكية بأنقرة." وألقى البيان الضوء على أن الحزب "سيبني المستقبل من خلال التضحيات." وبدورها استبقت السلطات التركية هذا الإعلان بإتهامها حزب "DHKP-C،" بتنفيذ الهجوم على السفارة الأمريكية في البلاد، في الوقت الذي لا تزال تعمل فيه على تحليل آثار الحمض النووي لتحديد هوية مرتكب هذا الهجوم. وكانت السلطات التركية تشتبه بضلوع، شانلي، أحد قدامى العناصر المنخرطة بمنظمة DHKP-C، حيث لا تزال تحقيقات الحمض النووي جارية للتوصل إلى هوية منفذ هذا الهجوم وبصورة قاطعة. وبينت الحكومة التركية أن شانلي تلقى تدريباته العسكرية وخصوصا تعلم كيفية صنع القنابل في مكان ما في أوروبا أواسط تسعينيات القرن الماضي، حيث عاد إلى تركيا في العام 1997 ليثبت ضلوعه في عدد من العمليات الإرهابية كتفجير مقر قيادة الشرطة التركية واستهداف شخصيات عسكرية تركية باستخدام أسلحة مضادة للدروع. وتشير التقارير إلى أن منظمة DHKP-C لها صلات مباشرة بمنظمة PKK والتي بدورها تعتبر مقربة من النظام السوري، باعتبار أن ثلثي مقاتليها هم من السوريين. أبرز العمليات التي أقدمت عليها منظمة DHKP-C كان اغتيال وزير العدل التركي السابق، محمد توباك، بالعام 1994 بالإضافة إلى قتل عدد من الشخصيات الرفيعة في السلك الأمني. وبحسب محللين فإن هذا الهجوم كان يُقصد من وراءه إرسال رسالتين إلى النظام التركي، الرسالة الأولي تهدف لإحراج السلطات التركية، في حين أن الرسالة الثانية تتمحور حول الرفض الشديد لوضع بطاريات الباتريوت الأمريكية على الأرض التركية بهدف الضغط على نظام بشار الأسد حيث أن هذه المنظمة تحوي العديد من الشخصيات المؤيدة للرئيس بشار الأسد.

أربيل، كردستان
نيشتمان كردستاني -

تبنى حزب التحرير الشعبي الثوري أو ما يعرف بـ"DHKP-C،" السبت، الهجوم الانتحاري الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في أنقرة، قاتلا بذلك أحد الحراس الأتراك وجرح صحفي آخر. وجاء هذا التبني في بيان نشر على الموقع الرسمي للحزب، جاء فيه أن "استشهاد، أجاويد شانلي، جاء بعد قيامه بالعملية التي استهدفت السفارة الأمريكية بأنقرة." وألقى البيان الضوء على أن الحزب "سيبني المستقبل من خلال التضحيات." وبدورها استبقت السلطات التركية هذا الإعلان بإتهامها حزب "DHKP-C،" بتنفيذ الهجوم على السفارة الأمريكية في البلاد، في الوقت الذي لا تزال تعمل فيه على تحليل آثار الحمض النووي لتحديد هوية مرتكب هذا الهجوم. وكانت السلطات التركية تشتبه بضلوع، شانلي، أحد قدامى العناصر المنخرطة بمنظمة DHKP-C، حيث لا تزال تحقيقات الحمض النووي جارية للتوصل إلى هوية منفذ هذا الهجوم وبصورة قاطعة. وبينت الحكومة التركية أن شانلي تلقى تدريباته العسكرية وخصوصا تعلم كيفية صنع القنابل في مكان ما في أوروبا أواسط تسعينيات القرن الماضي، حيث عاد إلى تركيا في العام 1997 ليثبت ضلوعه في عدد من العمليات الإرهابية كتفجير مقر قيادة الشرطة التركية واستهداف شخصيات عسكرية تركية باستخدام أسلحة مضادة للدروع. وتشير التقارير إلى أن منظمة DHKP-C لها صلات مباشرة بمنظمة PKK والتي بدورها تعتبر مقربة من النظام السوري، باعتبار أن ثلثي مقاتليها هم من السوريين. أبرز العمليات التي أقدمت عليها منظمة DHKP-C كان اغتيال وزير العدل التركي السابق، محمد توباك، بالعام 1994 بالإضافة إلى قتل عدد من الشخصيات الرفيعة في السلك الأمني. وبحسب محللين فإن هذا الهجوم كان يُقصد من وراءه إرسال رسالتين إلى النظام التركي، الرسالة الأولي تهدف لإحراج السلطات التركية، في حين أن الرسالة الثانية تتمحور حول الرفض الشديد لوضع بطاريات الباتريوت الأمريكية على الأرض التركية بهدف الضغط على نظام بشار الأسد حيث أن هذه المنظمة تحوي العديد من الشخصيات المؤيدة للرئيس بشار الأسد.

الباتريوت لم تأتي للتنزّه
ب. هكار -

ما حصل في سوريا من صراع بين الثوّار والنّظام الّذي خلّف أكثر من مئة ألف قتيل واضعاف مضاعفة من الجّرحى وأكثر من 3 ملايين مشرّد داخل سوريا وخارجها موزعين على اكثر من دولة والدّمار الّذي أصاب معظم مرافق الحياة لم تأت من فراغ, بل تحصيل حاصل لمعانات الشّعب السّوري من جهة والّتي شجّعت الدّوائر الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الامريكيّة صاحبة مشروع الشّرق أوسط الكبير والدّول الّتي تسير في فلكها من جهة أخرى والّتي دفعت الجّميع بوضع خطط من شأنها تحقيق النّصر, ونشر بطاريات الباتريوت على الاراضي التّركيّة المتاخمة للحدود السّوريّة لم تأت للتنزّه بل لغايات تخدم مصالح الدّول المهيمنة على العالم والّتي تتحكّم بمصائر الشّعوب, نعم الشّعوب الّتي تعاني من ظلم وجور حكام مستبدّين لا همّ لهم سوى البقاء في الحكم أطول مدة وسرقت ما يتيسّر من أموال الشّعب.

الباتريوت لم تأتي للتنزّه
ب. هكار -

ما حصل في سوريا من صراع بين الثوّار والنّظام الّذي خلّف أكثر من مئة ألف قتيل واضعاف مضاعفة من الجّرحى وأكثر من 3 ملايين مشرّد داخل سوريا وخارجها موزعين على اكثر من دولة والدّمار الّذي أصاب معظم مرافق الحياة لم تأت من فراغ, بل تحصيل حاصل لمعانات الشّعب السّوري من جهة والّتي شجّعت الدّوائر الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الامريكيّة صاحبة مشروع الشّرق أوسط الكبير والدّول الّتي تسير في فلكها من جهة أخرى والّتي دفعت الجّميع بوضع خطط من شأنها تحقيق النّصر, ونشر بطاريات الباتريوت على الاراضي التّركيّة المتاخمة للحدود السّوريّة لم تأت للتنزّه بل لغايات تخدم مصالح الدّول المهيمنة على العالم والّتي تتحكّم بمصائر الشّعوب, نعم الشّعوب الّتي تعاني من ظلم وجور حكام مستبدّين لا همّ لهم سوى البقاء في الحكم أطول مدة وسرقت ما يتيسّر من أموال الشّعب.