أخبار

المنظمات غير الحكومية تصل أخيرًا إلى سوريا "المتمردة"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وصلت أخيرًا شحنة تضم نحو ألفي مدفأة تعمل بالوقود إلى آلاف النازحين السوريين، الذين يواجهون الشتاء في خيامهم وسط الوحول في مخيمات عشوائية تخضع لسيطرة المقاتلين المعارضين في شمال غرب سوريا.

أطمة: سيتم خلال ايام توزيع هذه المدافئ المنتظرة التي نقلتها شاحنات من العراق عبر تركيا الى اربعة مخيمات تمتد على طول الحدود التركية بوساطة منظمة غير حكومية غربية.

يفضل العاملون في هذه المنظمة عدم الكشف عن اسمها "لاسباب سياسية وامنية"، رغم انها مناسبة جيدة لتسليط الضوء على مساعدة انسانية تصل بندرة الى هذه الاراضي "المحررة".

يتساءل احد النازحين "ماذا تنتظرون لمساعدتنا؟". وهو يعيش في مخيم اطمة وسط الوحول تحت اشجار الزيتون مع نحو 15 الف شخص على بعد امتار من الاسلاك الشائكة الممتدة على طول الحدود التركية. وتشكو ربة منزل بدا الاجهاد على تعابير وجهها "نحن نشعر بالبرد، ونفتقر الى كل شيء". ويقول مدير المخيم زياد عرعور الذي كان يعمل في السابق مدرسًا "تصل بعض المساعدات، وهي اقل بكثير من ان تسد حاجاتنا".

وبدأت المنظمات غير الحكومية الغربية البارزة بالظهور بعد المنظمات السورية والهيئات الاسلامية "الا ان وعودها تتاخر حتى الان في التحقق" يضيف عرعور متأسفًا. ويضيف "ان ممثليهم يقومون بزيارة المخيم ويلتقطون الصور ويقضون بضع ساعات هنا قبل ان يمضوا الى تركيا، ينتابنا احساس انهم يقومون بجولة سياحية".

كما يتاخر قدوم الامم المتحدة التي لم توزع سوى بعض الخيم في مخيم الكرامة المجاور، ولكن "مساعدات الامم المتحدة الاساسية تذهب الى نظام بشار الاسد"، حسب ما اكد مدير المخيم.

يتماهى هذا الاتهام مع اعتراض تقدمت به أخيرًا منظمة "اطباء بلا حدود" (المتواجدة منذ نحو تسعة اشهر في شمال غرب سوريا) قالت فيه ان المساعدات الانسانية في سوريا تعاني من "عدم توازن حاد" لمصلحة "المناطق الواقعة تحت السيطرة الحكومية" على حساب "مناطق المتمردين".

يعود هذا الوضع الى صعوبة اجراء عمليات من وراء الحدود وبخاصة من تركيا، اضافة الى الوضع غير الشرعي الذي تعمل في نطاقه المنظمات غير الحكومية. وتعمل نحو ست منظمات غير حكومية الان في شمال غرب سوريا لمساعدة نحو 20 الف نازح موزعين على اربعة مخيمات بعيدة نوعا ما عن مرمى مدافع النظام.

وتتساهل تركيا حول تواجد هذه المنظمات في منطقة هاتاي، الا انها لا تحظى بالاعتراف الرسمي. كما تغضّ النظر على ذهاب العاملين فيها وايابهم غير الشرعيين نحو سوريا "الحرة". ويسعى ناشطون في المجال الانساني إلى العمل بتكتم تحت اسماء سورية احيانا، من دون ان تنطلي الحيلة على كثيرين كحال عاملين غربيين تابعين لمنظمة غير حكومية انكليزية كانا يوزعان الملابس في مخيم قح.

وعمد العاملان اللذان فوجئا بحضور صحافي وكالة فرانس برس الى الادعاء بانهما يعملان لدى منظمة سورية. وقال احدهما وهو سيدة ايطالية ثلاثينية "نحن نعمل لحساب منظمة سورية"، الا انها لم تتمكن حتى من لفظ اسم هذه المنظمة بشكل مفهوم.

ويقول احد الموظفين المحليين "ان المنظمات الحكومية بدات بالتوافد خلال الفترة الاخيرة الا انها خائفة"، مضيفا "ان المنظمات تشعر بالخوف من القصف اليومي الذي تقوم به القوات النظامية، كما تخاف من الجهاديين الذين نلتقي بهم على مفارق الطرق في هذه المنطقة، كما تخشى من اثارة غضب دمشق" حيث تعمل مئات المنظمات والوكالات الاممية في المناطق الخاضعة للنظام.

ويشير احد المغتربين الى "الغموض الذي يخيم على الجهات المانحة"، حيث لا يزال التزامها "محدودا". ولفت الى ان هذه الجهات "تندد علنا بالمصير الذي آل اليه النازحون، الا انها نادرا ما تموّل المنظمات غير الحكومية في المناطق الخاضعة للمقاتلين المعارضين، معتبرة ان الوضع في المخيمات ليس على هذا القدر من الفظاعة".

وعلى الرغم من الدعم الذي تعلن عنه الدول الغربية للمعارضة السورية، "الا ان الجهات المانحة تخشى اثارة غضب دمشق" كما يقول متحسرا احد العاملين السوريين في المجال الانساني. ويضيف "انهم ايضا يتخوفون عند تحويلهم الاموال من المساهمة بزيادة تدفق النازحين ما قد يحرج تركيا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف