أخبار

تدهور الأمن كابوس يؤرق بنغازي بعد الثورة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يتهاوى الأمن في بنغازي، المدينة الشرقية الليبية، حيث قتل أربعة أميركيين في 11 ايلول/سبتمبر الماضي في هجوم إرهابي على القنصلية الأميركية، لدرجة دفعت الغربيين إلى الفرار هرباً من أعمال العنف والاغتيالات وعمليات الخطف، فيما يشعر السكان بالقلق من أن هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية على أهداف جهادية صارت وشيكة.

يعتبر سكان مدينة بنغازي أن التدهور الأمني الممنهج بمثابة قنبلة موقوتة لا يُعرف متى متى ستنفجر، كما إنهم يخشون التجول إلا في حالات الضرورة القصوى خوفاً من أن تطالهم أعمال العنف.

بعد مرور 15 شهراً على الإطاحة بالديكتاتور معمّر القذافي وقتله، تحاصر أعمال العنف مدينة بنغازي، والكثير منها ناجم من تصفية الحسابات بين الميليشيات المدججة بالسلاح التي تتحكم في المدينة وبين الموالين للقذافي أو الذين وقفوا في صفه خلال الثورة.

"شهدت المدينة سلسلة من عمليات الخطف والهجمات والاغتيالات"، قال وليام لورانس، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، لصحيفة "واشنطن تايمز"، مشيراً إلى أن "الوضع العام في ليبيا لا يزال سيئاً، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى ضعف البنية التحتية الأمنية التي كانت موجودة قبل القذافي وبعده".

في يناير /كانون الثاني حثت بريطانيا وهولندا وألمانيا وكندا مواطنيها على مغادرة بنغازي. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها على علم بـ "تهديد محدد وشيك على الغربيين في بنغازي"، كما إن العديد من المنظمات غير الحكومية غادر البلاد خوفاً من أعمال العنف.

خلال العام الماضي، هاجم مسلحون في بنغازي موكب السفير البريطاني، ومكاتب الصليب الأحمر الدولي، والقنصلية الأميركية وأكبر مسؤول ديبلوماسي إيطالي في ليبيا. وأدت هجمات 11 أيلول/سبتمبر على القنصلية الأميركية إلى وفاة سفير الولايات المتحدة كريستوفر ستيفنز، ومسؤول في وزارة الخارجية شون سميث وضباط البحرية غلين دوهرتي وتايرون وودز.

لكن الغربيين ليسوا الأهداف الوحيدة لأعمال العنف، فقد قتل ما لا يقلّ عن عشرين عنصراً من ضباط الأمن، بينهم قائد شرطة بنغازي، خلال العام الماضي. كما إن رئيس قسم التحقيق الجنائي، الذي كان يحقق في وفاة قائد الشرطة، اختطف ومازال مفقوداً حتى اللحظة.

قلق إقليمي
الحكومة الليبية ضعيفة، وقوات الشرطة أو السلطة القضائية في البلاد لم تفعل شيئاً لاعتقال أو محاكمة المسؤولين عن هذه الهجمات. وقال كريم ميرزان، من مركز رفيق الحريري في المجلس الأطلسي لمنطقة الشرق الأوسط: "إن الحكومة الليبية ليست لديها قوة لمعالجة هذه المشكلة. لقد شُلت الحكومة، مما سمح للجماعات الجهادية بإقامة معسكرات لها في الجنوب والشرق".

زاد الصراع في مالي من المخاوف الأمنية في ليبيا. ويخشى مسؤولون غربيون وليبيون من أن المتشددين الإسلاميين الفارّين من هجوم الجيش الفرنسي قد يتمكنوا من عبور الحدود الجزائرية، التي يسهل اختراقها سعياً إلى ملاذات آمنة في ليبيا.

بدورها، تتبع الولايات المتحدة الجهاديين باستخدام طائرات الاستطلاع بدون طيار. وقد كثفت الرحلات على طول الأجزاء الشرقية والجنوبية من ليبيا، ويشعر المقيمون في بنغازي بالقلق من أن هجمات الطائرات بدون طيار ستكون وشيكة في بلادهم.

"القلق من هجمات الطائرات بدون طيار يجمع بين الليبيين من المشارب السياسية المختلفة، الذين لا يوافقون على قضايا أخرى"، قال لورانس، مشيراً إلى أن هذا القلق يسيطر على الناس الذين يعتبرون أنه مسألة وقت فقط.

وقال مصدر ليبي، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إن "توقيت التحذيرات الأوروبية لرعاياها في ليبيا رفع من منسوب الخوف، فالناس يعتقدون أن الأوروبيين يغادرون خوفاً من أن تطالهم أعمال الانتقام لضربة طائرة بدون طيار وشيكة".

لا يوجد سبب للقلق
يقول مسؤولون ليبيون إنهم فوجئوا بتحذيرات الدول الغربية لمواطنيها، فيقول أسامة الشريف، المتحدث باسم المجلس المحلي في بنغازي: "كنا شركاء في زمن الحرب ضد القذافي، والآن نحن نسعى إلى بناء شراكة حقيقية".

بدوره، اعترف إبراهيم صهد، الذي يمثل بنغازي في المؤتمر الوطني الليبي، أن هناك "قضايا أمنية" في المدينة، لكنه قال إنه "لا يوجد مبرر لتحذيرات الدول الغربية". وأضاف: "ربما كانوا يعرفون شيئاً لا نعرفه، لكنني لا أرى أي سبب للقلق".

تمكنت الميليشيات والكتائب، التي قاتلت ضد القذافي، من ملء الفراغ الأمني في البلاد. وتعمل المجموعات المسلحة وغير المنضبطة في كثير من الأحيان كما لو أنها فوق القانون، وفقاً لمراقبي حقوق الإنسان، الذين يعتبرون أن الحكومة الليبية فشلت في كبح جماح الميليشيات أو وضع الآلية المناسبة لإصلاح الأمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ramasser les armes
jamal -

Aprés l''établissement d''une constitution laique qui adoptera tous les avis il faut constituer une armée bien armée ,une police et tout ce que exige la sécurité du pays dialoguer avec les milices pour restiruer leurs armes si elles n''acceptent pas on les force à les rendre c invivable de laisser ces gens armés