سوريا غائبة عن القمة الإسلامية في مصر وأزمتها حاضرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طالب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الإسلامية في مصر بالعمل على القضاء على الجنوح والتطرف واستخدام السلاح باسم الدين. ويعتبر الوضع في سوريا التي تم تعليق عضويتها، الملف الساخن على جدول أعمال القمة.
القاهرة: يجتمع قادة منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء والخميس في القاهرة لمناقشة الأزمات الإقليمية وخصوصا مالي، حيث تدخلت فرنسا عسكريا، وسوريا التي تشهد حربًا أهلية دامية.
وقال الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلو في افتتاح الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة الاثنين "اننا ندعم جهود الحكومة الانتقالية الرسمية في مالي لاستعادة الاراضي التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة".
وطالب في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للاجتماع، الدول الاعضاء "بالعمل على القضاء على الجنوح والتطرف واستخدام السلاح باسم الدين". وينتظر وصول رؤساء دول وحكومات قرابة 26 دولة، من اجمالي 57 عضوا في منظمة التعاون الاسلامي، إلى القاهرة للمشاركة في هذه القمة، بحسب المنظمين. وسلمت السنغال رئاسة المنظمة إلى مصر.
وقال الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو إن "هذه القمة التي كان مقررا اصلا عقدها في القاهرة في 2011 وارجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسة في العالم الاسلامي" سواء في الشرق الاوسط او افريقيا او اسيا.
تنسيق المواقف
واذا كانت الدول الاعضاء تبنت مواقف متباينة ازاء التدخل العسكري الفرنسي في مالي او الازمة السورية، فان قمة القاهرة ستكون مناسبة لـ"تنسيق المواقف ودعم سيادة واستقلال الدول وتقديم الحل السياسي على الحل العسكري"، بحسب اوغلو.
وقال أوغلو، الذي سيغادر المنظمة في نهاية 2013 بعد أن أمضي ولايتين مدتهما ثماني سنوات "شخصيا، انا قلق جدا من انتشار ظاهرة العنف والغلو الديني في بعض البلدان الاسلامية التي تعاني مشاكل اقتصادية وفسادا سياسيا، وما يحدث في مالي هو نتيجة ذلك".
وشدد أوغلو على "اهمية احترام الحدود القائمة بين الدول الافريقية ووحدتها الترابية". واعتبر ان "قبول انفصال جنوب السودان على اساس عرقي وديني فتح الباب لحركات تريد الاستقلال في بلدان اخرى".
وأصبح جنوب السودان الذي تقطنه غالبية من السود المسيحيين، دولة مستقلة في تموز (يوليو) 2011 بعد انفصاله عن السودان العربي المسلم. وفي ما يتعلق بمالي، اعلن الرئيس المصري محمد مرسي معارضته للتدخل العسكري الفرنسي في مالي بينما تعاونت دول اخرى مع فرنسا مثل الجزائر وتشاد.
سوريا... الملف الساخن
ويعتبر الوضع في سوريا التي تم تعليق عضويتها في منظمة التعاون الاسلامي في اب (اغسطس) 2012، ملفا اخر ساخنا على جدول اعمال القمة التي ينتظر ان يشارك فيها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وتعد طهران الحليف الاقليمي الرئيس لنظام بشار الأسد في سوريا. ويتهم نظام احمدي نجاد، وهو اول رئيس ايراني يزور مصر منذ العام 1980، المملكة السعودية وقطر بدعم التمرد ضد الأسد سياسيا وعسكريا.
وقال أوغلو إن "الوضع في سوريا يتدهور ولا يمكن السكوت عليه كما لا يمكن السكوت على عجز المجتمع الدولي عن وقف سفك الدماء وتدمير البنية التحتية وتحويل السوريين إلى لاجئين داخل وخارج بلادهم".
وتابع "نحن نؤيد مساعي المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي وندعو إلى الحوار والحل السلمي، فلابد من الحوار السلمي لتحقيق الانتقال الديمقراطي". وقال رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب هذا الاسبوع انه على استعداد لبدء حوار مع النظام، باستثناء القادة "الملطخة ايديهم بالدماء".
وينتظر ان تدعو قمة القاهرة، وفقا لمشروع البيان الذي تم اعداده وبثته وكالة انباء الشرق الاوسط، إلى "حوار جاد" بين المعارضة السورية و"القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من اشكال القمع وافساح المجال امام عملية انتقالية تمكن ابناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للاصلاح الديمقراطي والتغيير".
ووفقا لجدول اعمال القمة، فان القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وهو موضوع يدرج تقليديا في اجتماعات منظمة التعاون الاسلامي منذ تأسيسها عام 1969.
الاسلاموفوبيا على جدول أعمال القمة
ويشمل جدول اعمال القمة عدة قضايا اخرى بينها "الاسلاموفوبيا" والاقليات المسلمة في العالم وخصوصا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الاسلامي وهي سوق كبيرة اذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه يرجح ان يتولى السعودي اياد مدني منصب الامين العام للمنظمة خلفا لاوغلو مطلع 2014 بعد انسحاب ثلاثة مرشحين افارقة.
وأضاف المصدر أن السعودية التي تطرح للمرة الأولى مرشحًا لهذا المنصب والتي تستضيف مقر المنظمة وتعد ممولها الاول، تريد "استعادة زمام المبادرة في مواجهة مصر التي يقودها الاخوان المسلمون والتي تتولى رئاسة المنظمة".