تشكيك حقوقي في تقرير رسمي حول وفاة معارض مصري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: شكك حقوقيون مصريون في صحة التقرير الرسمي للطب الشرعي الذي صدر أمس، وخلص إلى أن وفاة الناشط محمد الجندي، عضو "التيار الشعبي" المعارض، لم تحدث "جراء التعذيب".
وأثارت ملابسات وفاة الجندي جدلا واسعا في مصر وسط تخوف قوى معارضة من عودة ممارسات التعذيب من قبل أجهزة الأمن إلى الحال الذي كانت عليه في عهد نظام حسني مبارك السابق.
وقال للأناضول محمد زارع، مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي ( منظمة غير حكومية مقرها القاهرة): "هناك أدلة قوية وشهادات تلقيناها تؤكد تعرض الجندي للتعذيب البشع" من قبل عناصر الأمن؛ "ما تسبب في إصابات خطيرة في جسده".
واضاف أن الشهادات تتحدث أيضا عن أثار وجدت على رقبة الجندي تدل على أنه جرى خنقه بسلك.
ولفت زارع إلى أن المنظمة ستتقدم بما لديها من أدلة ومستندات إلى النيابة العامة.
وشدد على أن "محاولات خبير الطب الشرعي تغيير الحقيقة لن تغير من الحقائق شيئا"، واعتبر أن هذه المحاولات تشير إلى أن "الوضع في مصر سيء؛ "حيث يتم استخدام الجهات الرسمية لتغيير الحقائق"، على حد قوله.
من جانبه، قال طارق زغلول، المدير التنفيذي للمنظمة المصرية لحقوق الانسان (غير حكومية) "هناك روايتان؛ أحدهما من شهود عيان أخبروا أسرة الجندي بأنه تم تعذيبه، والأخرى جاءت في تقرير الطب الشرعي وقالت إن الناشط المعارض لم يتعرض للتعذيب".
وأضاف في تصريحات لمراسل الأناضول أنه "سيتم التقدم بتظلم لإعادة فحص جثة الجندي عن طريق لجنة ثلاثية لتحديد نوعية الإصابات كما حدث من قبل في قضية خالد سعيد"، وهو شاب أثار مقتله جراء ما قيل إنه بسبب تعذيب الأمن له موجة احتجاجات في مصر، اعتبرها البعض الشرارة الأولى لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
ولم يتسن لمراسل الأناضول الحصول على تعقيب فوري من دار التشريح المصرية بشان التشكيك في تقرير الطب الشرعي.
وكانت مصادر قضائية قد صرحت لوكالة الأناضول أمس أن المسعفين الذين نقلوا الجندي إلى مستشفى الهلال، بوسط القاهرة، يوم 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، قالوا في تحقيقات النيابة إن المتواجدين حول المصاب قالوا إن إحدى السيارات صدمته وفرت هاربة.
وأفاد أيضا تقرير الطب الشرعي، الذي صدر أمس، إن الجندي "أصيب بكسر وشرخ في الجمجمة وارتجاج بالمخ؛ نتيجة اصطدام رأسه بجسم صلب (في إشارة لحادث سيارة) أدي لنزيف حاد، ولا توجد بجسده أي مقذوفات نارية، كما لا توجد أية إشارات تعذيب أو خنق أو أي آثار للتعذيب بالكهرباء".
كما قال التقرير إنه لم تثبت أي آثار تعذيب على جثمان الناشط عمرو سعد، عضو آخر في التيار الشعبي، الذي لقى مصرعه خلال أعمال عنف احتجاجي وقعت مؤخرا أمام قصر الاتحادية الرئاسي، شرق القاهرة .
وأوضح التقرير أن نتيجة الكشف علي جثمان مسعد أثبتت أنه "أصيب بمقذوف خرطوش (نوع من الطلقات النارية) في الصدر والرأس"، وأن الطلقة أصابته من مسافة بعيدة.