قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
النصر الذي تغنت فيه فرنسا في مالي ربما لن يدوم طويلا بسبب الصحراء التي قد توفر ملاذا آمنا للمتمردين الإسلاميين الذين أحكموا سيطرتهم حتى وقت قريب على شمال مالي. كانت العملية التي قامت بها قوات حلف الناتو بدعم من الولايات المتحدة في ليبيا خلال شهر آذار/ مارس عام 2011 هي المحفز الذي أدى لزعزعة استقرار مالي وزيادة الجرأة لدى الإسلاميين في كافة أنحاء منطقة الساحل الموجودة بشمال أفريقيا. وقد ضغطت فرنسا، القوى الاستعمارية السابقة في مالي، على مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام أفريقية، منوهةً لضرورة استرداد سلامة أراضي مالي بأسرع وقت ممكن، ومؤكدةً في السياق عينه أن أي وقت سيضيع سيعمل فقط على تعقيد الأمور. فيما أعلنت الولايات المتحدة أن الحل يكمن في حكومة سيتم انتخابها ديمقراطياً وستحظي بالشرعية لتحقيق تسوية سياسية من خلال المفاوضات في شمال مالي وإنهاء التمرد واستعادة سيادة القانون. وفي غضون ذلك، نجح الإسلاميون في أن يزيدوا من توطيد مكانتهم في شمال مالي، وهي المنطقة التي تقدر بنفس مساحة فرنسا. وبعدما تقدمت القوات الإسلامية في العاشر من الشهر الماضي صوب مدينة كونا، التي تبعد مسافة قدرها 300 ميل عن باماكو العاصمة، طلب الرئيس ديونكوندا تراوري من فرنسا أن تقدم له يد العون عسكرياً، وقد بادر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بإرسال قوات وطائرات على الفور لإعانة الجيش المالي واسترداد المدينة. وانضمت قوات إضافية من فرنسا ودول جوار أفريقية للقوات المالية لإخراج الإسلاميين من مدن غاو وكيدال وتمبكتو التي تقع جميعها في شمال البلاد. وبناءً على طلب فرنسا، أرسلت الولايات المتحدة طائرات شحن لنقل الجنود وناقلات جوية للتزود بالوقود. وكانت تخدم قاعدة طائرات آلية بالنيجر في أغراض المراقبة والاستخبارات. وحذر رئيس النيجر، محمدو إيسوفو، من أن الإسلاميين يفتحون حدوداً في شمال مالي للجهاديين، وحث مجلس الأمن بالسماح باستخدام القوة لاستعادة سلامة أرض مالي.وسبق لزعيم الانقلابيين الكابتن أمادو سانوغو أن دافع عن الإطاحة بالرئيس أمادو توماني توريه، متهماً إياه بالفشل في دعم الجنود في معركتهم ضد المسلحين الإسلاميين. وأكمل سانوغو حديثه :" توريه كان فاسداً، والفساد كان من الممكن أن يتوطد في حكومته. وسبق له أن استفاد من تجارة المخدرات ولم تكن لديه نية لمقاتلة الإسلاميين. وكان يدفع أموالاً للطلبة والمدرسين كي يقوموا بإضراب بين الحين والآخر لإلهاء الناس عن قضايا حقيقية كالبطالة ونقص الغذاء والفساد. وتم تزوير النظام القضائي، ولم تكن الرعاية الصحية متاحة لمعظم الناس، وكان المجتمع في معاناة". ولفتت الأحزاب السياسية كذلك إلى أن الحكومة لم تكن مستعدة للانتخابات. وكان يسيطر توريه على الأوضاع، وكان يريد أن يخلفه حليفه، موديبو سيديبي، رئيس الوزراء السابق. لكن سانوغو شدد هنا على أنه كان من الضروري إجراء انتخابات حرة ونزيهة. ولطالما سبق لقبائل الطوارق أن اشتكت كذلك من تعرضها لحالة من التهميش، أسفرت عن حدوث العديد من حالات التمرد على مدار السنوات الماضية، غير أن القادة الماليين يعتقدون أنهم ( الطوارق ) ممثلون بشكل جيد ومنصف بداخل البرلمان. أما قادة الطوارق، الذين حاورتهم بهذا الخصوص صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، فأوضحوا أنهم يحتاجون للشعور بأمل في حياة أفضل تضمن لهم توفير الطعام والوظائف والتعليم للأطفال الصغار وكذلك الخدمات الخاصة بالرعاية الصحية. وشددوا كذلك على أهمية إحضار الـ 500 ألف شخص المنتمين لقبائل الطوارق الذين يعيشون في مخيمات لاجئين مجاورة إلى ديارهم كي يشاركوا بالانتخابات المقررة في تموز/ يوليو المقبل. كما تحتاج الحكومة المؤقتة، التي تولت المسؤولية عقب الانقلاب، لأن تبدأ مناقشات مع انفصاليي الطوارق غير المتفقين مع إسلاميي أنصار الدين الأكثر أصولية الذين يريدون حكم شمال مالي وفقاً للشريعة. وأعقبت الصحيفة بتأكيدها أن النصر الذي حققته القوات الفرنسية على حساب الإسلاميين في غاو وكيدال وتمبكتو قد يكون قصير الأجل، لأن الصحراء الشاسعة قد توفر للإسلاميين ملاذاً آمناً، حيث سبق للتاريخ أن أظهر أن المتمردين ذوو صبر وحيل.