أخبار

تونس فريسة عدم الاستقرار وسلطة الاسلاميين تصارع من أجل البقاء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يواجه حزب النهضة الاسلامي الذي يحكم تونس منذ خريف 2011، صعوبات كبيرة في فرض الاستقرار بعد عامين من الثورة التونسية وهو يضع سلطته في الميزان في مواجهة سلسلة من الازمات السياسية والاجتماعية اضافة الى اعمال عنف يقف وراءها متطرفون سلفيون.

تونس: ظهر المأزق في تونس جليا من خلال نزاع مفتوح في صلب النهضة حيث رفض حزب النهضة قرار امينه العام رئيس الوزراء حمادي الجبالي الذي اعلن الاربعاء تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة كانت موضع مطالبة من المعارضة وحتى من بعض حلفاء النهضة في الحكم.

وجاء اعلان الجبالي في اجواء متوترة جدا اثر اغتيال شكري بلعيد القيادي اليساري والمعارض الشرس للاسلاميين. وهذه الجريمة غير المسبوقة في تونس المستقلة تنذر باغراق البلاد في فوضى العنف السياسي المتنامي.

وقال احمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري لوكالة فرانس برس "السلطات كانت تعرف ان شكري بلعيد كان مهددا ولم تفعل شيئا" كاشفا انه هو نفسه مدرج في لائحة شخصيات سياسية مهددة بالاغتيال.

واعرب الشابي عن القلق من "تهديد السلم الاجتماعي" و"خطر رؤية الانتقال الديموقراطي يتعثر" خصوصا وانه لم يتم التوصل الى تسوية بشان الدستور ما يمنع تحديد موعد الانتخابات.

وتحالف حزب الشابي مع جبهة معارضة علمانية مؤكدا على ضرورة حل "روابط حماية الثورة" الجمعية المرخص لها والتي يقول المعارضون انها ميليشيا مقربة من النهضة.

غير ان السلطة صمت اذانها عن دعوات حل هذه الروابط المسؤولة عن الهجوم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية الرئيسية) ومقتل لطفي نقض المعارض الذي ضرب حتى الموت في تطاوين جنوب البلاد.

بل ان قيادات متشددة من النهضة ادلت بتصريحات اعتبرت صادمة دعت فيها الى الافراج عن متهمين بقتل نقض.

كما اتهمت بسمة خلفاوي ارملة بلعيد الحكومة بالمسؤولية في اغتيال زوجها في حين نظمت تظاهرات رفعت فيها شعارات "الشعب يريد اسقاط النظام" في العاصمة وعدة مدن اخرى تم فيها ايضا احراق بعض مقرات النهضة من جموع غاضبة.

وتواجه النهضة ايضا تزايد العنف الاجتماعي الذي قمعته الشرطة في الاشهر الاخيرة في حين لا يزال البؤس والبطالة اللذين كانا وراء الانتفاضة الثورية على الدكتاتور زين العابدين بن علي في كانون الثاني/يناير 2011، يسممان الاجواء الاجتماعية في البلاد.

وقال حمه الهمامي القيادي في حزب العمال الشيوعي "ان المواطنين ينزفون وعلى الحكومة ان تتحمل الفشل".

وعلاوة على ذلك فان السياحة، القطاع الهام في الاقتصاد التونسي، لا تزال تعاني وضعا كارثيا منذ الثورة، ولم تتمكن من استعادة وتيرة ادائها بسبب استمرار اهتزاز صورة تونس في الخارج خصوصا بسبب اعتداءات متطرفين سلفيين على حانات واضرحة اولياء صالحين وفنانين في الاشهر الاخيرة.

ولا تكاد عمليات التحقيق في الاعتداءات تتقدم في حين لا يزال ابو عياض زعيم جماعة انصار الشريعة المشتبه بانها كانت دبرت الهجوم الدامي على السفارة الاميركية في ايلول/سبتمبر، متحصنا بالفرار.

وتزداد خطورة التهديد الارهابي خصوصا مع ربط وزارة الداخلية بين انصار ابو عياض ومجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة في المغرب الاسلامي، حدثت مواجهات بينها وبين قوات الامن في وسط البلاد ومناطق الشمال الغربي المحاذية للجزائر.

ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا المجاورة اصبحت تونس ممرا لتهريب الاسلحة التي تم اكتشاف كميات كبيرة منها في كانون الثاني/يناير في جنوب تونس على ابواب الصحراء.

من جانب آخر تتهم المعارضة العلمانية حزب النهضة بالسعي الى تدبير عملية اسلمة للتشريع والمجتمع ومحاولة ضرب حرية الصحافة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف