تشافيز غائب عن فنزويلا والشكوك مستمرة حول مستقبله السياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كراكاس: رغم غيابه عن فنزويلا منذ شهرين وعدم ظهوره علنا منذ عمليته الجراحية الرابعة لاستئصال ورم سرطاني في هافانا، تؤكد الحكومة ان الرئيس هوغو تشافيز يتعافى وما زال ممسكا بمقاليد الحكم الا ان ذلك لا يطمئن لجهة مستقبله السياسي.
وتعود اخر معلومات رسمية الى مساء الخميس بعد عودة وزير الخارجية الياس حوا من زيارة الى كوبا. وكتب الاخير على موقع تويتر ان نائب الرئيس "نيكولا (مادورو) و(المدعية العامة للجمهورية) سيليا (فلوريس) وانا انهينا للتو لقاء مؤثرا وحارا مع قائدنا تشافيز. فهو يخوض المعركة..."
واعلنت فنزويلا الجمعة تخفيضا لعملتها بنسبة 31,75% موضحة ان الرئيس تشافيز هو الذي اتخذ هذا القرار. ويؤكد جميع كبار المسؤولين الذين يتوافدون الى هافانا منذ العملية الاخيرة التي اجريت له ان هوغو تشافيز (58 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 14 عاما واعيد انتخابه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات، يتعافى تدريجيا وسيعود "قريبا" كما قال نائب الرئيس نيكولاس مادورو.
لكن لم تصدر اي معلومات دقيقة عن تاريخ عودته او قدرته على الحكم، فيما تطالب المعارضة بصوت قائدها الرئيسي هنريكي كابريلس رادونسكي حاكم ولاية ميرندا والمرشح الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية بظهوره العلني.
وقال المحلل السياسي جون ماغدالينو "من وجهة نظر الرأي العام ذلك لا يساعد الحكومة بالاستمرار على هذا المنوال. فهم من جهة يقولون ان الرئيس يمارس كليا قيادة البلاد لكن من الجهة الاخرى لا ظهور علنيا له على الاطلاق ولا رسالة على تويتر"، احدى طرق الاتصال المفضلة لدى الرئيس.
واكد ماغدالينو ان اطالة هذه المرحلة من الشكوك تثير التساؤل حول قرار محكمة العدل العليا الموافقة على ارجاء اداء قسم الرئيس الذي كان مقررا في 10 كانون الثاني/يناير الى اجل غير مسمى وترك الحكومة (الحالية) نفسها في السلطة، لا سيما وانها اغرقت البلاد في ازمة مؤسساتية حول تفسير الدستور.
وكان مادورو الخليفة المعين في حال غياب الرئيس وعدم اجراء انتخابات جديدة، في الاسابيع الاخيرة ابرز وجه لمؤيدي سياسة تشافيز يليه رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيلو وهو عسكري سابق ورفيق تشافيز اثناء محاولته الانقلابية في 1992.
وقد شن هذان الرجلان اللذان ينقلان القرارات المتخذة من قبل الرئيس اثناء فترة نقاهته، في الاونة الاخيرة هجوما عنيفا على المعارضة واتهما نائبين من حزب هنريكي كابريلس بالفساد.
واعتبر جوزيه فيسنتي كاراسكيرو برفسور العلوم السياسية في جامعة سيمون بوليفار "ان ذلك انما يدل على ان الحكومة قد تكون بصدد التحضير لانتخابات ولهذا السبب فانهم يستخدمون القوة بشكل شرس ضد حزب رئيسي" مثل حزب "العدالة اولا".
ومنذ العملية الجراحية الجديدة التي اجريت له في هافانا في 11 كانون الاول/ديسمبر الماضي لم تبث اي صورة لهوغو تشافيز الذي كان حاضرا بشكل دائم في وسائل الاعلام من قبل، كما لم يؤكد اي من الرؤساء الاجانب الذين زاروه في كوبا انهم التقوه.
لكن في حدث استثنائي منذ تشخيص مرضه في حزيران/يونيو 2011، تبث السلطات بشكل منتظم معلومات عن وضعه الصحي تكشف خصوصا انه عانى من التهاب رئوي حاد بعد العملية الجراحية.
غير ان استحالة التحقق من هذه المعلومات وايضا الغموض الذي ما زال يحيط بطبيعة مرض السرطان المصاب به يغذيان الشائعات في داخل البلاد وخارجها، حتى ان بعضها تتحدث عن وفاته او دخوله في حالة غيبوبة.
ونشرت صحيفة ال باييس الاسبانية اواخر كانون الثاني/يناير صورة مريض وقد وضعت في فمه انابيب طبية قدمت خطأ على انها صورة لتشافيز على سريره في المستشفى مما اثار غضب السلطات المحلية.
واعتبر كاراسيكيرو ان الغموض حول حقيقة الحكم "لا يطاق" لان هناك ثمة تدابير "يتوجب اتخاذها ولم تتخذ" لاسيما لمكافحة النقص الغذائي والتضخم او الدين العام.