المعارضة الإيرانية تعلن مقاطعة كوبلر وتطالب بـ "ممثل محايد"

أعلنت المعارضة الإيرانية عن مقاطعة ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر متهمة إياه بالتواطؤ مع إيران والعراق. ودعت مريم رجوي إلى إعادة اللاجئين إلى مخيم أشرف محملة الرئيس الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية سلامتهم.

أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية اليوم الأحد عن مقاطعته لممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر متهمًا إياه بالتواطؤ مع السلطات العراقية والإيرانية... فيما دعت رئيسة المجلس مريم رجوي الرئيس الاميركي أوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون بإعادة 3100 من اللاجئين العزّل فورًا من مخيم الحرية (ليبرتي) إلى أشرف، مؤكدة أنهما مسؤولان حيال أمن وسلامة هؤلاء اللاجئين.

وقال المجلس إن كوبلر حضر أمس السبت إلى موقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الذي يبعد كيلومترين اثنين عن مخيم الحرية (ليبرتي) لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة بالقرب من مطار بغداد الدولي غرب العاصمة العراقية، "وبدلاً من تفقد آثار الاعتداء الصاروخي الاجرامي وزيارة الجرحى والشهداء داخل ليبرتي طلب من ممثلي السكان أن يذهبوا إلى موقع المفوضية للقاء به".

وأضاف المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس اليوم الاحد تلقت "ايلاف" نسخة منه "رغم إصرار السكان على ذهابه إلى داخل المخيم ومشاهدة آثار الجريمة البشعة ضد الانسانية التي وفر كوبلر تمهيداتها الا أن كوبلر امتنع عن ذلك بذرائع واهية تتعلق بالحماية".

وقالت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إن ستة أشخاص قتلوا بينهم امرأة بعد أن تعرض معسكرهم لهجوم بقذائف المورتر والصواريخ امس السبت متهمة الحرس الثوري الإيراني بتنفيذه بالتواطؤ مع السلطات العراقية.

وأشار المجلس إلى أنّ "كوبلر الذي يخاف من الحضور لمدة نصف ساعة في ليبرتي رغم الأعداد الكبيرة من رجال الحماية المسلحين له، هو الشخص الذي نفذ من خلال الخداع والكذب سياسة الحكومة العراقية والنظام الإيراني لتشريد السكان وزج 3100 من اللاجئين العزّل وزجّ بهم في سجن ليبرتي الذي مساحته أصغر من مخيم أشرف بثمانين مرة".

وقال إنه بعد مضي 15 شهراً على التجربة المرة والدموية والمليئة بالخداع والمراوغة فلم يبقَ مبرر لدى اللاجئين والمقاومة الإيرانية للقاء والحوار مع كوبلر الذي يعمل على تصعيد القيود والقمع واراقة الدماء من جديد.

وطالب المجلس الأمين العام للأمم المتحدة تعيين ممثل محايد لتولي ملف مخيمي أشرف وليبرتي، وقال إن كوبلر "لم يمتنع في بيانه الصادر السبت - يوم الاعتداء على ليبرتي- عن ادانة لفظية للجريمة ضد الانسانية وضد اللاجئين العزل فحسب، وذلك بسبب غسل أيدي النظام الإيراني والحكومة العراقية الملطخة بالدماء بل أكد مجرد وقوع انفجارات هاونات في ليبرتي في عبارة غير معمول بها تهدف أساسًا إلى افلات الحكومة العراقية والنظام الإيراني من العقاب ولملمة جرائمهما".

رجوي تدعو إلى اعادة اعضاء مجاهدي خلق إلى أشرف

ومن جهتها، دعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي الرئيس الاميركي أوباما والامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمفوض السامي لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة بإعادة 3100 من اللاجئين العزّل فورًا من مخيم الحرية ليبرتي إلى أشرف.

وقالت رجوي في تصريح صحافي مكتوب تلقت "ايلاف" نسخة منه إن "الهجوم على مخيم الحرية قد ادى إلى مصرع ستة أشخاص، بينهم إمرأة و أكثر من 100جريح وحالة الجرحى خطرة ويمكن أن يزيد عدد الوفيات بسبب التأخير في نقل الجرحى إلى المستشفى". وأوضحت أن الضحايا هم: بوران نجفي، ويحيى نظري، وأكبرعزيزي، ومصطفى خسروي، مهدي عابد، وهادي شفيعي.

وأضافت أنه على الرغم من حرص السكّان ومطالباتهم المكرّرة من المسؤولين الاميركيين والامم المتحدة طوال العام الماضي بالتدخل، فإنّ الحكومة العراقية منعت من نقل المعدّات الطبية للسكّان من أشرف إلى ليبرتي الذي قالت إنه يقع في قلب منطقة عسكرية لا يمكن الوصول إليه دون التنسيق مع الحكومة العراقية.

وأضافت أن ثماني قوافل نقلت من أشرف إلى ليبرتي عام 2012 وتم تفتيشها قبل دخول ليبرتي في سبع نقاط بواسطة مختلف الاجهزة ووحدات الكلاب البوليسية. ومنذ حوالي عام قامت الحكومة العراقية بنقل 3100 من سكّان مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي الذي لا تتجاوز مساحته نصف كيلومتر مربع أي أصغر من أشرف بثمانين مرة "وأصبحوا سجناء في هذا المخيم. ولا يوجد في هذا المخيم أي مأوى وملجأ والسكّان يعيشون في كرفانات بعضها بجانب بعض كعلب السيجارة"، على حد وصفها.

وأشارت إلى أنّه عندما استهدف مخيم الحرية ليبرتي في شهر آذار (مارس) من العام الماضي للمرة الأولى بقذيفة هاون، حذر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن هذا المكان لا يحظى بأي أمان وفي وقت لاحق قام موظفو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بازاحة الجدران الخرسانية التي تحمي الكرفانات التي يقيم فيها سكان المخيم الذين لم تؤدِّ احتجاجاتهم لكوبلر ولبعثة الامم المتحدة في العراق إلى أي نتيجة.

وأوضحت أن السكّان ومحاميهم قد حذّروا قبل يومين من وقوع مجزرة أخرى على يد النظام الإيراني والقوات العراقية وطالبوا الامين العام للامم المتحدة والحكومة الأميركية مرّة أخرى العودة إلى أشرف الذي توجد فيه بنايات خرسانية وخنادق وملاجىء بناها السكّان بأيديهم.

وطالبت مريم رجوي الرئيس الاميركي أوباما والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمفوض السامي لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الانسان في الامم المتحدة بإعادة 3100 من اللاجئين العزّل فورًا من مخيم ليبرتي إلى أشرف.. مؤكدة أن الادارة الاميركية ومنظمة الامم المتحدة مسؤولتان حيال أمن وسلامة هؤلاء اللاجئين.

إدانات دولية

واليوم أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والحكومة الاميركية الهجوم الدموي على معسكر المعارضين إلإيرانيين صباح السبت، وحثا السلطات العراقية على اجراء تحقيق كامل.

وقال مكتب كي مون في بيان إن الأمين العام "يدين بشدة الهجوم بالمورتر اليوم على معسكر الحرية منشأة الاقامة الموقتة قرب بغداد للسكان السابقين لمعسكر أشرف." وأضاف أن "الأمين العام يدعو حكومة العراق المسؤولة عن أمن وسلامة سكان معسكر الحرية ومعسكر أشرف إلى التحقيق العاجل والشامل في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة."

ومن جهتها، دانت وزارة الخارجية الاميركية "بأقوى العبارات الممكنة الهجوم الوحشي والارهابي الاحمق". وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "نفهم أن الحكومة العراقية تعهدت بالتحقيق بسرعة في هذا الهجوم وندعوها إلى أن تجري بشكل جدي وكامل هذا التحقيق وأن تتخذ كل الاجراءات الملائمة لتعزيز امن المعسكر بما يتفق مع التزامها وتعهدها بسلامة وأمن سكانه". وشددت بالقول "لا بد من تقديم الارهابيين المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة".

وفي جنيف ندد المفوض الاعلى للاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس بالهجوم ملاحظًا أن المقيمين فيه يعتبرون "طالبي لجوء" وينبغي تاليًا أن "يتمتعوا بحماية دولية". ودعا الحكومة العراقية إلى "القيام بما هو ضروري لضمان امن المقيمين وكشف هوية مرتكبي هذا العمل واحالتهم على القضاء".

بدوره، دان الاتحاد الاوروبي الهجوم، وقال متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون: "نحن قلقون حيال تصاعد التوتر داخل المعسكر". وفي واشنطن، حيث شارك حوالي 1500 إيراني - اميركي السبت في "منتدى وطني من اجل إيران ديموقراطية"، دان عدد من المشاركين بينهم رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف غويلياني الهجوم ودعوا الحكومة الاميركية إلى استقبال معارضين يعيشون في هذا المعسكر على الاراضي الاميركية.

وقال غويلياني: "بامكاننا جلب جميع هؤلاء الناس خلال بضع ساعات"، مضيفاً "يمكن ارسال طائرات على الفور. بالامكان أن تصل خلال يوم واحد. سبق أن فعلنا امورًا اصعب بكثير. إنهم فقط ثلاثة آلاف شخص".

وتدعو منظمة مجاهدي خلق للإطاحة بحكم رجال الدين في إيران وتحاول الجماعة الآن إعادة تشكيل نفسها كقوة إيرانية معارضة وكثيراً ما انتقدت مارتن كوبلر مبعوث بان كي مون في العراق متهمة إياه بالتقليل من شأن المشكلات التي تعانيها منشآت الجماعة في موقعها الموقت الجديد في معسكر الحرية.

وفي أبريل (نيسان) عام 2011 لقي 34 شخصًا حتفهم في معسكر أشرف الكائن في محافظة ديإلى شمال شرق بغداد، بعد أن هاجمتهم قوات الأمن العراقية وفقًا لتحقيق أجرته الأمم المتحدة.

ويضم مخيم ليبرتي 3100 عنصر من مجاهدي خلق انتقلوا اليه العام الماضي بعد مغادرتهم لمخيم أشرف الذي يعد مقرهم التاريخي ويقع في محافظة ديإلى وكانوا يستخدمونه منذ العام 1980حين سمح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للمنظمة بالاقامة في معسكر أشرف لحملها على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب العراقية-الإيرانية التي وقعت بين عامي 1980و1988.

ونشأت منظمة مجاهدي خلق في الستينات للنضال ضد شاه إيران لكنها تؤكد حاليًا تخليها عن العمل المسلح وأنها تعمل للاطاحة بالنظام الاسلامي في طهران عبر وسائل سلمية. وقد شطبت بريطانيا اسم المنظمة من اللائحة السوداء للمنظمات الارهابية في حزيران (يونيو) عام 2008 تلاها الاتحاد الاوروبي عام 2009 ثم الولايات المتحدة في ايلول (سبتمبر) عام 2012.