أخبار

مؤتمر العلاقات العربية والدولية... تعزيز النسيج الوطني العربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

استكمل المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية، تحت عنوان "الوطن العربي والعالم... رؤية مستقبلية" فعاليته بعد ظهر اليوم، حيث ترأس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الجلسة الثانية التي تمحورت حول "الوطن العربي والشرق".

الكويت: افتتح صباح اليوم الاثنين في الكويت أعمال المؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية والدولية تحت عنوان "الوطن العربي والعالم ... رؤية مستقبلية". وبدأ الحفل بكلمة لرئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر ثم تلاها كلمة للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر.

وحضر حفل الافتتاح رئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وعدد من الشيوخ والوزراء والمحافظين ورئيس وزراء العراق الأسبق آياد علاوي ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة وعدد من كبار المسؤولين.

ويعقد المؤتمر يومي 11 و12 شباط (فبراير)، برعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وبحضور رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك، إلى جانب حشد كبير من المسؤولين العرب والدوليين، ومن الأكاديميين والسياسيين الحاليين والسابقين.

الصقر: التزام قومي لتعزيز النسيج الوطني العربي

وقال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد جاسم الصقر في كلمته الافتتاحية إن تأسيس المجلس "كهيئة مستقلة منبثقة من المجتمع المدني العربي" جاء نتيجة تداعي مجموعة من الشخصيات المهتمة بالشأن العربي العام مبيّنا أن ذلك المجلس من شأنه الإسهام في بناء القرار العربي في شأن العلاقات القومية والدولية.

وذكر أن المجلس ينطلق في أداء رسالته من منظور منفتح على استيعاب واحترام كل المكونات القوية والثقافية والدينية "ولكن في إطار التزام قومي واضح باعتبار ان هذا المنظور هو المقاربة المعززة للسلم الاهلي والنسيج الوطني لكل الدول العربية مجتمعة ومنفردة من جهة والضامنة لأمن الامة ووحدة موقفها من جهة ثانية".

وأضاف أن هدف المجلس هو الارتقاء ببناء هذه العلاقات من مستوى القرار اليومي تحت ضغط الاحداث الى صعيد السياسات التي تستوعب هذه الاحداث "أي من أسلوب رد الفعل الى منهجية التفاعل" مضيفا ان الولادة الفعلية للمجلس تزامنت مع بواكير الربيع العاصف "وهذا مؤشر على أن قيام المجلس أصبح أمرا مستحقا وان دوره أصبح ملحا". وأعرب عن فخره في أن فكرة المجلس "ما كانت لترى النور لولا احتضان الكويت لها".

واستعرض الصقر في كلمته عددا من القضايا والعوامل الرئيسة التي ساهمت وتساهم في تشكيل العلاقات العربية بطرفيها البيني والعالمي وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحفاظ على إمدادات الطاقة واستقرار مصادرها وانهيار النظام العربي بفعل كامب ديفيد واحتلال الكويت وقيام دول أخرى في المنطقة باستغلال الفراغ الذي خلّفه الغياب العربي لادعاء دور اقليمي ودولي اضافة الى الحرب على الارهاب.

وقال إن "نظرة أطول إمعانًا وأعمق تحليلًا لهذه العوامل تستكشف لنا انها تكتسب أهميتها وقوتها وتأثيرها من جذر واحد هو الخلافات العربية العربية بكل ما تنتجه من تفرق في الصفوف وتنازع في المواقف وافتقاد إلى الثقة مضيفا انه لولا هذه الظاهرة ما أخفق العرب في ميادين القتال وفي مفاوضات السلام مع اسرائيل".

وأوضح انه "لولا هذه الظاهرة ايضا لزادتنا ثروتنا النفطية استقلالا بدل أن تزيدنا انكشافا ولولاها ما بقي الامن العربي المشترك تائها بين نظام قضى ونظام تعسّرت ولادته ولما ولد الارهاب من رحم القهر الغربي والصمت الدولي ولما عاد صراع الثأر والارث بين العرب في منطقتنا وغيرهم".

وعن العلاقات الكويتية الكويتية قال الصقر إنه "في الربع الاخير من العام الماضي وعلى خلفية أسباب وأحداث كثيرة اصدر الأمير مرسوم ضرورة بتعديل قانون الانتخابات النيابية مبينا انه على الرغم من موقفي الشخصي المعارض لهذا المرسوم فان امير البلاد شمل هذا المؤتمر برعايته بعد ان التمست منه ان يشمله بتلك الرعاية".

وأضاف أن "موقف الأمير الكويتي هو تكريس لما اعتاده وعودنا عليه والمنبثق من تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البناءة وعن احترام دستوري واخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن معتبرا ان الربيع الكويتي جاء مبكرا جدا ومنذ عقود "فأزهر وأثمر وطاب له المقام".

حمد بن جاسم: لإصلاح عالمنا العربي

بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني آن هذا المؤتمر مهم،لان مناقشاته ستفتح آفاقًا جديدة على صعيد الرؤى والافكار تجاه واقع العالم العربي ومستقبله ومستقبل العلاقات الاقليمية والدولية، خاصة في ظل هذه التحولات و المتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة وتداعياتها وانعكاساتها وتأثيراتها في الداخل والخارج.

وأضاف "بغض النظر عمّا يجري حاليًا في العالم العربي من ثورات وانتفاضات ومن تغيير لأنظمة الحكم في بعض الدول العربية، ومن توجه دول عربية أخرى لإصلاح وتطوير أنظمتها السياسية، فإن عالمنا العربي بحكم موقعه وموارده وتاريخه لا يمكن تجاوزه في معادلات السياسة والاقتصاد".

واضاف "في اعتقادي، فإن الخطوة الاولى لإصلاح عالمنا العربي وجعله أكثر تفاؤلا وتأثيرًا في العالم من حوله يبدأ باصلاح الاوضاع الداخلية لكل دولة عربية وليس بالضرورة ان تقوم ثورة و انتفاضة ليتم الاصلاح، بل ان الاصلاح المدروس المتدرج والمواكب للتطلعات الشعبية قد يكون أجدى وانفع من اصلاحات متعجلة تفرضها الضغوط وفورات الحماس".

تركي الفيصل يدعو واشنطن إلى اتخاذ موقف واضح من أزمة سوريا

الجلسة الاولى للمؤتمر حملت عنوان "الوطن العربي والغرب". وتحدث الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية عن الوطن العربي والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنّه "قبل ما يقارب 4 سنوات وقف الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة وتعهد فتح صفحات بيضاء تكتب بلغة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وأشار الفيصل إلى أنّ أحداث 11 سبتمبر 2001 كانت السبب في ما وصلت اليه العلاقات بين الطرفين، وما شابها من حروب وانتقام وكراهية هي العناوين التي أراد بها المتطرفون منطلقا لحرب دينية وحضارية ممتدة.

وذكر أن هذا الرهان سقط سريعًا بعد الاصطدام بالواقع لما أنتجته الحرب في افغانستان والعراق والدخول في أزمة مالية عالمية،لافتا إلى ترحيب الوطن العربي بتوجه أوباما الجديد في السياسة الأميركية معلقين آمالا كبيرة لاندثار أسباب الازمة بين العرب و أميركا.

وتطرق الفيصل إلى التحولات التي شهدتها السياسة الأميركية والتي قال إنها أسهمت في تخفيف حدة الاحتقان بين الطرفين وتسهيل فرص التعاون بينهما لمعالجة الاخطاء الماضية والعودة بالعلاقات إلى الوضع الافضل، موضحا أن القضية الفلسطينية تبقى عقدة في عدم الثقة والتوتر في العلاقات الأميركية العربية.

ولم ينكر الفيصل تطور الموقف الأميركي تجاه هذه القضية ولا الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة للوصول لحلّ عادل للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى "التعنت الاسرائيلي الذي أفقد الولايات المتحدة فرصة لقبولها فلسطين دولة عضوًا في منظمة الاونيسكو وعضوا في الامم المتحدة وإلغائها المؤتمر الخاص بجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية".

وأكد أن رغم كل ما حدث ظلت العلاقات الثنائية العربية مع الولايات المتحدة جيدة واستراتيجية حتى خلال السنوات الصعبة، مؤكدا انه من مصلحة الدول العربية كسب صداقة الولايات المتحدة وتوثيق العلاقات معها، في لغة تسودها لغة الاحترام المتبادل، مطالبا الولايات المتحدة بتأييد مبادرة السلام العربية والعمل على تحقيق السلام في الشرق الاوسط بجدية اكبر وإلزام اسرائيل بوقف الاعتداء على غزة و إلزامها على الانسحاب من الاراضي المحتلة في لبنان، ما يزيل أي مبرر لاستمرار حزب الله في امتلاك سلاحه و تدخل سوريا في لبنان.

ودعا اميركا إلى اتخاذ موقف واضح من الازمة السورية والعمل مع مجلس الامن الدولي او من دونه ان استمر الموقف الروسي والصيني في عرقلة الحل في سوريا، و تسليح المعارضة السورية بوسائل الدفاع الجوي ومضادات الدبابات.

كما طالب أميركا بدعم استقرار دول الربيع العربي ومساعدتها لتجاوز أزماتها الاقتصادية و السياسية. كما دعاها إلى عدم عقد أي مفاوضات او اتفاقات صريحة أو ضمنية مع إيران حول برنامجها النووي دون علم و مشاركة دول مجلس التعاون الامر الذي يهدد مصالح هذه الدول، مقترحا ان ينضم مجلس التعاون إلى مجموعة 5+1 المفاوضة مع إيران.

السنيورة يحث العرب على تعميق شراكتهم مع الآسيويين

وترأس الجلسة الثانية للمؤتمر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة مقترحًا إنشاء مركز عربي متطور للدراسات الإستراتيجية الآسيوية بما فيها كيفية تنمية هذه العلاقات العربية الآسيوية. وأشار إلى أن إحدى مهام هذا المركز المقترح تعليم اللغات الآسيوية للمتخصصين من العرب بما فيهم الدبلوماسيون العرب الذين يصار الى إرسالهم الى تلك البلدان.

وقال في تلك الجلسة التي خصصت لموضوع "الوطن العربي والشرق" إن "نظرةً سريعة على خارطة العالم تبين لنا الأهمية النسبية لهذا الشرق الآسيوي". وأضاف "هذه النظرة الى الخارطة كفيلة بأن تردنا الى تلمس الواقع حول أهمية هذة المنطقة حالياً ومستقبلاً من شتى النواحي الإستراتيجية والثقافية والإقتصادية".

وأكد السنيورة أن "المبادرة ولو متأخرين لنسج علاقات عربية شرق آَسيوية متنامية على كافة الصعُد بما يتعدى العلاقات التجارية الهائلة الجارية مع تلك البلدان والتي نمت على مدى العقود الماضية والتي تقتصرعلى التبادل التجاري والى حد بعيد من الجانب العربي على الصادرات البترولية والغازية. إن المبادرات في مجال العلاقات مع آسيا مهمة على كل الأصعدة". (التفاصيل)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف