اخلاء السوق الرئيسية في غاو شمال مالي خشية وقوع اعتداء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غاو :اخلت قوات الامن السوق الرئيسية في غاو، شمال مالي، الاثنين خشية وقوع اعتداء، وذلك غداة الهجوم الذي شنته مجموعة اسلامية مسلحة على المدينة التي سبق ان تعرضت لاعتداءين انتحاريين في الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
واعلن ضابط في الجيش المالي لمراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد التجار يغادرون السوق الواقعة في وسط المدينة حيث وقعت مواجهات بين اسلاميين وجنود ماليين وفرنسيين "نخشى وقوع اعتداء، لذلك اخلينا سوق غاو لاسباب امنية".
وتقع السوق في وسط غاو على مقربة من مفوضية الشرطة حيث انكفأ اسلاميون مسلحون الاحد اثناء اول هجوم مضاد لهم بعد شهر على بداية التدخل العسكري الفرنسي.
وقطعت المحاور المؤدية الى المفوضية وباشر عسكريون فرنسيون تسيير دوريات في القطاع.
وسمعت اصوات عيارات نارية متقطعة مصدرها شمال المدينة حوالى الساعة 13,30 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش).
والمفوضية وهي مقر سابق "للشرطة الاسلامية" التي انشأتها جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا عندما كانت تحتل المدينة، تعرضت للقصف فجر الاثنين من مروحية للجيش الفرنسي، بحسب شهود عيان.
وافاد مراسل لوكالة فراسن برس ان المبنى دمر بالكامل وشاهد ايضا اشلاء بشرية في المحيط. ولم يعرف عدد الضحايا حتى الان.
واكد شاهد اخر ان احد الاسلاميين الذين كانوا متواجدين داخل المفوضية فجر نفسه ايضا من دون توضيح ما اذا حصل ذلك قبل او خلال قصف المروحية الفرنسية.
والمعارك في غاو، كبرى مدن شمال مالي على بعد 1200 كلم من باماكو، تدل على عودة نشاط الاسلاميين المسلحين الذين فروا في البداية من المدن التي استعاد الجنود الفرنسيون والماليون السيطرة عليها في نهاية كانون الثاني/يناير.
وللمرة الاولى في تاريخ مالي، شهدت غاو اعتداءين انتحاريين في غضون يومين ضد مركز تفتيش للجيش المالي عند المدخل الشمالي للمدينة.
وتبنت جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا الاعتدائين الانتحاريين وهجوم الاحد.
وهذه الجماعة، المتهمة ايضا بارتكاب انشطة اجرامية مختلفة بينها تهريب المخدرات، كانت تسيطر بالكامل على المدينة منذ حزيران/يونيو 2012 حيث ارتكبت العديد من التجاوزات باسم الشريعة.
واعلنت مصادر عسكرية وطبية ان اثنين على الاقل من الاسلاميين وثلاثة مدنيين قتلوا وان 17 اصيبوا الاحد في المواجهات التي اندلعت بين مجموعة من الجهاديين والقوات الفرنسية والمالية في غاو شمال مالي.
واكد طبيب الطوارىء فاتوماتا كانتي "استقبلنا في المستشفى 15 جريحا مصابا بالرصاص وجميعهم مدنيون". وقال الطبيب الجراح جيتيي مولاي ان "الجرحى جميعهم مدنيون، ولم نستقبل اي اسلامي".
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان قتيلين من المدنيين موجودان في المشرحة، فيما عثر في باحة مفوضية الشرطة القريبة من المعارك، على جثة ثالثة لمدني ايضا كما يقول افراد من اسرته.
واصيب جنديان ماليان ايضا بجروح طفيفة، كما قال ضابط مالي كبير، وهذا ما اكده الاطباء. واضاف هذا الضابط ان "ارهابيين على الاقل" قد قتلا حسب علمه.
اما التاجر مالك مايغا في سوق غاو حيث تقع المفوضية التي تحصن فيها الجهاديون، فتحدث عن "مقتل خمسة اشخاص ... جراء الرصاص الطائش". واضاف "هم تجار في السوق، اشقاء".
وقد شهدت غاو، اكبر مدينة في شمال مالي، الاحد حرب شوارع عنيفة استمرت ساعات بين جنود ماليين وفرنسيين من جهة ومقاتلين جهاديين من جهة ثانية، وشكلت مرحلة جديدة من النزاع. ونفذ الاسلاميون ايضا في هذه المدينة اولى الاعتداءات الانتحارية في تاريخ مالي.
واعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مسؤوليتها عن تلك الاعتداءات التي شهدتها جاو والتي ارتكبت فيها هذه الحركة الاسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة عددا كبيرا من التجاوزات خلال احتلالها المدينة من حزيران/يونيو 2012 حتى 26 كانون الثاني/يناير الماضي عندما طردهم منها الجنود الفرنسيون والماليون.