أخبار

مؤتمر العلاقات العربية والدولية: لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وفهم واضح للعلاقة مع إيران وتركيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكد المتحدثون في اليوم الثاني من مؤتمر العلاقات العربية والدولية في الكويت على ضرورة حل النزاع العربي الاسرائيلي والالتفات إلى توضيح علاقات العرب بإيران وتركيا، من ضمن منظومة علاقات متوازنة.

الكويت: استكمل المؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية والدولية جلساته النقاشية، حيث بدأت الجلسة الثالثة تحت عنوان الوطن العربي ودول الجوار.

وقد ترأس الجلسة الدكتور غانم النجار، وتحدث فيها امين عام منتدى الحوار العربي الايراني الدكتور محمد الحسيني قائلًا: "ايران الاسلام والنهضة والصحوة والثورة التي تجاوركم اليوم هي نتاج نضالات الشعب الايراني العظيم بقيادة علمائه الاعلام ومراجعه الكرام ورموز حركته التحررية الوطنية منذ نهايات القرن التاسع عشر ، وثورتنا لم تأت على حساب احد من جيرانها ولا جاءت لتهدد ايا من انظمة الحكم من اشقائها او تتدخل في الشؤون الداخلية لأي كان".

وتحدث الحسيني عن اللغط حول النووي الايراني، مؤكدًا أنها كذبة العصر، "فالجمهورية الاسلامية دولة مسالمة لا تريد ولا تصبو يومًا لصناعة أي من اسلحة الدمار الشامل وهو عندها محرم شرعًا وهو مخالف للعقل في مبدئها الدفاعي لكنها مصممة في الوقت نفسه على تصدر ناصية العلوم والاكتفاء الذاتي في كل مجال لاسيما في مجال العلوم المتطورة من النانو تكنولوجي إلى علوم الفضاء إلى علوم الدفاع إلى فن تطبيق الاقتصاد المقاوم والالتفاف على كل اشكال الحصار الظالم إلى فن خوض المعارك بالقوة الصلدة كما بالقوة الناعمة، وفي مجال الطاقة والطرق وبناء السدود ومعالجة الامراض الصعبة وصولًا إلى علوم الطاقة الذرية".

تركيا متعاونة

وتحدث نائب وزير الخارجية التركي السفير ناجي كورو عن العلاقات العربية التركية مشتركة، لافتًا إلى وجود جهود حثيثة لتوثيق هذه العلاقات خلال العقد الماضي بشكل خاص، "وظهرت حواجز معينة و كان واجبًا علينا أن نتخطاها، لافتًا إلى أن مثل هذه الاجتماعات تساعد في تعزيز العلاقات بين تركيا والوطن العربي وبحث سبل توثيقها خلال المرحلة المقبلة".

واضاف أن النقاش في هذه المسائل بين تركيا والوطن العربي يحتاج إلى نظرة مستقبلية لهذه العلاقات، خصوصًا أن هناك رغبة من الجانبين في تعزيز هذه العلاقات وتوثيقها خلال المرحلة المقبلة من الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، مؤكدًا ضرورة حشد جميع الامكانيات المتاحة في تركيا والوطن العربي من اجل توثيق العلاقات.

وأشار إلى أن التعاون بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي تسير بشكل مميز، "وستساهم مستقبلًا في تحقيق الازدهار لهذه الدول، ونتطلع إلى توحيد مواقفنا امام المنظمات الدولية من اجل مصالح بلادنا، والاهم فهم ما يحدث من تغيير سياسي في المنطقة مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصية كل دولة".

وبين أن تركيا قدمت مليون دولار للدول التي شهدت تغييرات سياسية، مشيرًا إلى أن تركيا على استعداد لتقديم تجربتها الديمقراطية للدول التي تحتاجها، لافتًا إلى أن ما يحدث في سوريا وارتفاع معدلات الضحايا مخيف. وأكد أن تركيا تدعم جميع القضايا العادلة لدول المنطقة لانها تؤمن باهمية استقرارا المنطقة، مشيرا إلى رفض تركيا لأي انقسام عربي و طائفي.

الثانية بعد فلسطين

من جهته، قال امين عام المجمع العربي للثقافة الدكتور فيكتور الكك إن ايران هي العمق الاستراتيجي للوطن العربي، لافتًا إلى أن النفسية الايرانية تترجح بين العظمة والوهن "وبين احتلالات سبع جعلتهم ينطوون على انفسهم، لذلك يجب أن ناخذ مثل هذه العوامل بعين الاعتبار اذا اردنا التفاوض معهم، لأن الملف الايراني ياتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية بالنسبة للعرب بعد القضية الفلسطينية".

أضاف الكك: "بالرغم من أن ايران حرة في صناعتها النووية، لكن لماذا لا تشارك جيرانها في الخليج بهذا النشاط؟ لا يجوز التفرد بهذا الملف الذي لديه انعكاسات على المنطقة، فالدول العربية تضخم احيانًا بعض الملفات بين دول الخليج وايران لتتسابق هذه الدول على التسلح، ولذلك يجب حصول حوار مشترك بين الجانبين لتحقيق الاستقرار والوصول إلى الطمأنينة في المنطقة".

وشدد على ضرورة أن تكف ايران على اقامة المناورات العسكرية في مياه الخليج التي تستفز العرب، مؤكدا وجود تدخل ايراني في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.

تركيا والعرب

قال الاستاذ في الدراسات الاسلامية رضوان السيد إن النظام السوري كان على علاقات متوترة منذ اعوام مع لبنان والعراق، في الوقت الذي بدأت فيه اتصالاته مع تركيا، لحين انفجار النظام السوري قبل عامين، لافتًا إلى أن كل هذا كان دون علم تركيا التي كانت تدعو لبنان إلى التصالح مع سوريا، مضيفًا أن تركيا ارادت أن تجتذب سوريا كمدخل للوطن العربي.

وأشار السيد إلى أن حزب العدالة والتنمية التركي استطاع بناء علاقات مع الاحزاب الاسلامية في سوريا، وهذا ما كان يزعج النظام السوري، "ففي العام 2007 بدأت هذه التناقضات واقامة العلاقات على مستوى واحد من دون أن يؤثر ذلك على النمو التجاري، وعقد علاقات مشتركة بين تركيا والنظام السوري، وفي العام 2009 كان على تركيا مواجهة امتداد ايران، ثم اختارت تركيا سياستها بعد قيام الثورات العربية، وكان لها موقف سلبي من المحور الايراني".

واضاف أن علاقات تركيا مع الخليج العربي افضل من السابق، ولكن يحد من نموها الموقف التركي من الحركات الاسلامية السياسية التي بدأت بالوصول إلى الدول الاسلامية، مؤكدًا أن تركيا تريد السلام في المنطقة وفهمها للاسقرار لا يختلف عن الدول المتقدمة، فهي مبنية على التعاون الاقتصادي، "ومن الممكن اعتبار العلاقات التركية العربية خلال السنوات الماضية ناجحة، وكان من الممكن أن تكون افضل من ذلك".

محض خيال

وترأس وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح، جلسة "الوطن العربي و دول الجوار"، تحدث فيها رئيس مشروع الشرق الاوسط بالولايات المتحدة الامريكية هنري سيجمان، فقال: "من أسباب الفشل في التعاطي مع النزاع العربي الاسرائيلي هو عدم التوازن في التعاطي مع العرب ومع إسرائيل، ولسوء تبين أن تخلي نتياهو بالمفاوضات عن الاستطيان محض خيال".

وقال وزير الاعلام السابق في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية لها ثلاث ابعاد هي الاقليمي العربي، والفلسطيني، والدولي، لافتًا إلى أن اسرائيل "لا تعتمد فقط على تكريس التطهير العرقي الذي بدات به في العام 1948، بل تواصل العملية الاستيطانية في الضفة الغربية وتقضي بذلك على اخر فرصة للحل الدولي".

اضاف: "عندما نتحدث عن حل الدولتين يجب النظر إلى ما يجري، فان 15 بالمئة من مساحة فلسطين عبارة عن كانتونات ومعازل، وهناك امتداد للجدار العازل الذي جعل من المناطق الفلسطينية منعزلة بشكل اكبر، والجدار العازل يعتبر اسوأ من جدار برلين بحيث يحيط بالمناطق جميعها ولا يترك الا منفذًا واحدًا للدخول والخروج، والجيش الاسرائيلي عندما يريد يغلق هذه البوابة".

وأشار إلى أن لاسرائيل تحالفات قديمة مع ايران وتركيا خسرتها بسبب التغيرات، كما انها خسرت علاقتها مع مصر بعد الثورة، داعيًا إلى أن يكون الوجود العربي فعالًا في المعادلة الدولية.

ديمقراطية ناقصة

و دعا الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى انشاء دولة فلسطينية اسرائيلية موحدة، تحت الفصل السابع من الامم المتحدة، وليس كما طرحه القذافي من انشاء كيان اسمه "اسراطين"، لافتًا إلى أن عملية السلام كانت خدعة، "ونسمع دائمًا اراء متحررة من رؤساء الولايات المتحدة في الولاية الثانية، حين يتحرر الرئيس من الضغوط و القيود، لكن هذا الكلام اصبح غير مقنعًا".

واضاف موسى: "ما يحدث في واشنطن وتل ابيب هو جزء من النصب السياسي، وما يضعف القضية الفلسطينية هو الخلاف الفلسطيني، وفي حال استمر هذا الخلاف سيستمر الضعف الفلسطيني"، مؤكدًا أن الامن العربي والاقليمي بتطلب حل هذه القضية بشكل جذري، وأن اميركا لم تكن وسيطًا نزيهًا في القضية الفلسطينية لأنها منحازة لاسرائيل.

وأكد موسى أن الديمقراطية ليست صندوقًا انتخابيًا فقط، بل هي حقوق انسانية، وهي غير موجودة في اسرائيل، واصفًا الديمقراطية الاسرائيلية بالديمقراطية الناقصة.

أعقد المراحل

وقال وزير الاستثمار في جمهورية السودان مصطفى عثمان إن العلاقات العربية الافريقية وثيقة وتاريخية، حيث دعمت الدول العربية حركات التحرر الافريقية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثالثة، "وما بعد حرب اكتوبر 1973 تميز في توالي قطع الدول الافريقية علاقتها مع اسرائيل، لكن هذه المرحلة لم تستمر طويلًا".

واضاف عثمان: "ما حدث من ثورات في العلام العربي وعدم وضوح السياسات الخارجية لهذه الدول، يؤكد اننا في مرحلة من أعقد المراحل التي تشهدها القارة الافريقية، فالعلاقات الاقتصادية بدات علاقات عادية مع الدول العربية، وافريقيا طلقت الانقلابات العسكرية وبدات تتجه نحو النمو الاقتصادي".

ولفت إلى أن هناك عوامل كثيرة مشتركة بين القارة الافريقية والدول العربية مثل الدين الاسلامي ووجود 300 مليون عربي، مشددًا على أن هناك وعي بأن اسرائيل ساهمت بشكل كبير في تمزيق العلاقات الافريقية العربية.

اضاف" "ما نشهده من انجذاب افريقي للصين اصبح واضحًا"، مؤكدًا الحاجة إلى وضع استراتيجية سياسية واقتصادية واحدة، ووضع حد ادنى للتفاهم العربي الافريقي، داعيًا إلى استغلال نقاط الالتقاء مع الدول العربية والافريقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف