بعد تخاذل الشرطة ومجلس الشورى وتوفيرهم غطاء سياسيا للجناة
مجموعة "ما بنخافش" تتوعد المتحرّش والمغتصب في ميدان التحرير بقطع عضوه الذكري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هددت حركة "ما بنخافش" بقطع العضو الذكري لأي متحرّش بالنساء في ميدان التحرير، بعدما لمست تخاذلًا من مجلس الشورى والجهات الأمنية في تعاطيها مع ظاهرة الاغتصاب الجماعي التي تفشّت أخيرًا.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: إتهم نشطاء سياسيون وحقوقيون مجلس الشورى المصري، ذا الغالبية الإسلامية، بمنح جريمة الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير غطاءً سياسيًا، بسبب تحميل أعضاء في لجنة حقوق الإنسان المرأة المسؤولية عن تعرّضها للتحرّش أو الاغتصاب الجماعي، لتواجدها في أماكن التظاهرات الخطرة أو لارتدائها ملابس مثيرة.
وردت حركة "ما بنخافش"، التي تدافع عن المرأة، بالتهديد والوعيد بقطع العضو الذكري للمتحرّشين جنسيًا بالسيدات والفتيات أثناء التظاهرات، وشكلت تلك الحركة مجموعات لحراسة وتأمين النساء في ميدان التحرير، وضبط المعتدين عليهن، وتطبيق العقاب الذي هددت به فورًا بحقه.
مخيبة للآمال
بعد تصاعد ردود الفعل محلياَ ودوليًا حول قضية الاغتصاب الجماعي للنساء في ميدان التحرير، التي كان لـ"إيلاف" قصب السبق في تفجيرها، عقدت لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى اجتماعًا لمناقشة تداعياتها وكيفية احتوائها، لاسيما بعد اتهام النشطاء جماعة الإخوان المسلمين بالتورّط في الجريمة، التي وصفت بأنها ممنهجة، بهدف إقصاء المرأة عن المشهد السياسي والثوري.
جاءت نتائج اجتماع اللجنة مخيّبة للآمال، خصوصًا بعدما حمّل أعضاء في المجلس المرأة المصرية مسؤولية تعرّضها للاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير. وقال اللواء عادل عفيفي، القيادي في حزب النور السلفي والنائب في المجلس: "في حوادث القتل الخطأ، ترى المحكمة مدى نسبة مساهمة المجني عليه في وقوع الخطأ، وكذلك التحرّش، فالسلوك الشخصي لبعض النساء يساعد على تعرّضهن للاغتصاب والتحرّش".
وألقى باللوم على المرأة في ما تتعرّض له من تحرش أو اغتصاب، وقال: "من ساعدت على ذلك بسلوكها الشخصي.. الشرطة تحميها إزاي؟".
الفتاة تتحمّل المسؤولية
وعلى الرغم من أنها امرأة، ويمكن أن تتعرّض للمواقف نفسها، إلا أن النائبة ميرفت عبيد، أمينة سر اللجنة، قالت إن اللوم يوجّه في حالات التحرّش والاغتصاب إلى جميع فئات المجتمع. لكنها استدركت قائلة: "لكن الفتاة نفسها تتحمّل جزءًا من المسؤولية، ويجب أن تعتمد على عقلها قبل النزول إلى أي مكان للتظاهر". ووصفت معظم المتواجدين في ميدان التحرير بالبلطجية، معتبرةً أن الميدان مكان خصب لعمليات التحرّش.
وقال اللواء عبد الفتاح عثمان، نائب مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إن جزءًا من مسؤولية التحرّش يقع على الأنثى نفسها، مشيرًا إلى أن "الأمر يرتبط بطريقة الملبس، ويزيد هذا الأمر في الأعياد، ويرتكب هذه العملية في الغالب الأحداث في إطار استكمال عمليات اللهو".
واتهم الإعلام بتحويل المسألة إلى ظاهرة، وقال: "التحرّش لم يصبح ظاهرة، إلا بعدما سلّط الإعلام الضوء عليه"، مشيرًا إلى أن الشرطة لا تتحمّل المسؤولية عن عمليات التحرّش في التحرير.
وأضاف: "إن التواجد الأمني مغيّب بسبب حساسية وجود الأمن في ميدان التحرير أو في داخل أي تظاهرة، حيث يتم الاعتداء على أفراد الداخلية".
غطاء سياسي للاغتصاب
قوبلت مناقشات مجلس الشورى بغضب شديد من قبل النشطاء، ولاسيما أنها لم تخرج بأية توصيات أو قوانين صارمة لمواجهة الظاهرة أو الجريمة التي استفحلت في الشهر الأخير.
وقالت مريم سمير، الناشطة في حركة "شفت تحرّش"، إن موقف أعضاء مجلس الشورى يؤكد أن عمليات الاغتصاب والاعتداء الجنسي، التي وقعت وما زالت تقع بحق النساء في ميدان التحرير، ممنهجة، بهدف إقصاء المرأة المصرية عن المشهد السياسي والثوري.
وأضافت سمير لـ"إيلاف": "إن تحميل أعضاء مجلس الشورى المرأة المسؤولية عن تعرّضها للاعتداءات الجنسية سلوك يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، فالدستور المصري والمواثيق الدولية تكفل الأمان الشخصي للمواطن في أي مكان على أرض الدولة التي يعيش فيها".
واعتبرت أن مجلس الشورى منح غطاءً سياسيًا لجريمة من أخطر الجرائم في العالم، ومنح الجناة الحصانة من العقاب، متوقعة زيادة معدلات الجريمة في الأيام المقبلة.
قطع العضو الذكري
بسبب سلبية مجلس الشورى في مواجهة الاغتصاب الممنهج، دشنت مجموعة من الشباب والفتيات حركة جديدة للتصدي للمتحرّشين، وقطع أعضائهم الذكرية، أطلقوا عليها اسم "ما بنخافش". وينظم الشباب أنفسهم في مجموعات تحيط بالنساء والفتيات أثناء التظاهرات، يرتدون زيًا برتقاليًا مميزًا، ويرفعون لافتات في التظاهرات وميدان التحرير مكتوبا عليها: "للمتحرشين.. الشخص الذي سيتم ضبطه متحرشًا.. سيتم قطع عضوه الذكري.. زيّ ما انت عاوز تضيّع مستقبل وسمعة بنت.. إحنا هنضيّع مستقبلك وسمعتك.. الراجل بقى يقرّب، واحنا هنخليه مش راجل.. شباب حركة ما بنخافش".
تضع الحركة خطة لمواجهة المتحرّشين، وتتمثل في تقسيم أعضائها والمتطوعين إلى ست مجموعات هي: (أ) مجموعة اشتباكات، يتم تدريبها على طريقة سهلة جدًا لخروج البنت بأمان؛ (ب) مجموعة الدعم النفسي والطبي، وتكون مدرّبة على كيفية تقديم الإسعافات الأولية للضحية في حالة تعرّضها للتحرش أو الأذى، وتوصيلها إلى منزلها بأمان؛ (ج) مجموعة توزيع صفارات على النساء في ميدان التحرير، لاستعمالها في الاستغاثة، وكراسة للتوعية والحفاظ على أمن الميدان؛ (د) مجموعة غرفة العمليات لتلقي الشكاوى ومحاولة الدعم السريع؛ (و) مجموعة تتولى تصميم أكمنة في الأماكن الأكثر تحرّشًا؛ (هـ) مجموعة تتولى إنارة شارع محمد محمود والشوارع المظلمة، كي لا تكون أرضًا خصبة للتحرّش والاغتصاب.
جادون في البتر
حول مدى الجدية في تهديداتهم، قال آدم جمال، عضو حركة ما بنخافش، لـ"إيلاف" إن أعضاء الحركة جادون في تهديداتهم، مشيرًا إلى أنها ليست تهديدات، بل وعيد.
أضاف: "بعد تخاذل مجلس الشورى والشرطة في حماية المصريات، وتوفير غطاء سياسي للمجرمين، لم تعد هناك طريقة أخرى سوى أن يكون العقاب من جنس العمل"، موضحًا أن أعضاء الحركة مدرّبون جيدًا على مواجهة البلطجية والمتحرّشين، وسيتم قطع العضو الذكري لأي شخص أو مجموعة في حالة القبض عليه متلبّسًا باغتصاب أو التحرّش بأي فتاة أو سيدة في ميدان التحرير.