أخبار

كوريا الشمالية تشكل تهديدًا متزايدًا بعد التجربة النووية الثالثة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: أظهرت كوريا الشمالية من خلال تجربتها الصاروخية انها تشكل تهديدا قويا متزايدا، الا ان البعض يشككون في امكانية ان يستخدم نظام بيونغ يانغ الذي يتحدى العالم، اسلحة الدمار الشامل.

وقالت كوريا الشمالية انها تمتلك عبوة نووية مصغرة، التي تعتبر ضرورية لتحميل راس نووي لصاروخ. ويدرس الخبراء اذا ما كانت بيونغ يانغ استخدمت اليورونيوم في تجربتها النووية، بدلا من البلوتونيوم.

ورغم ان الكثير من التفاصيل لا تزال غير واضحة بشان تجربة كوريا الشمالية النووية الثالثة، الا ان المحللين يقولون ان بيونغ يانغ نجحت في تفجير عبوة اكبر هذه المرة نظرا لحجم الزلزال الذي احدثته وبلغت قوته 5,1 درجة كما سجلت محطات الرصد المجاورة الثلاثاء.

وصرح خبير الزلازل في جامعة كولومبيا وون يونغ كيم ان قوة التفجير بلغت 7,3 كيلوطن واظهر ان برنامج بيونغ يانغ النووي "فعال حقا" بعد تجربتين اوليين ضعيفتين في 2006 و2009. وقال بروس بينيت محلل الدفاع البارز في شركة راند، ان كوريا الشمالية "حققت تقدما كبيرا جدا" في هذه التجربة مقارنة مع التجربتين السابقتين.

وقدرت سيول قوة الانفجار بما بين 6 و7 كيلوطن، مقابل كيلوطن واحد لتجربة العام 2006 وما بين 2 و5 كيلوطن لتجربة العام 2009. اما القنبلة الذرية التي القاها الاميركيون على هيروشيما، فبلغت قوتها 15 كيلوطن.

وفي كانون الاول/ديسمبر وضعت كوريا الشمالية قمرا فضائيا في مداره اطلقته بصاروخ سقط بالقرب من الفيليبين. واثار ذلك الاطلاق احتمال ان تتمكن كوريا الشمالية، القادرة حاليا على ضرب كوريا الجنوبية واليابان حليفتي واشنطن، من ان تضرب الاراضي الاميركية.

وذكر معهد العلوم والامن الدولي الاميركي انه لن يفاجأ من امتلاك كوريا الشمالي عبوة نووية صغيرة، الا انه شكك في استطاعتها تركيب راس حربي على صاروخ عابر للقارات. غير ان بينيت لم يستبعد ان تكون كوريا الشمالية قد استعانت بعالم من الاتحاد السوفياتي السابق او بلد اخر لبناء رؤوس حربية.

وقال "هذا يثير تهديدا اكثر خطورة حتى بالنسبة للولايات المتحدة في هذه المرحلة". واعلنت كوريا الشمالية انها اجرت التجربة للدفاع عن النفس في مواجهة "العداء" الاميركي ولكي تظهر قوة الكوريين امام الولايات المتحدة التي تنظر اليهم باستعلاء.

ومع ذلك فان صانعي السياسة والخبراء الاميركيين يتفقون على ان الهدف الاساسي لبيونغ يانغ ليس اشعال حرب، ولكن ضمان بقائها والحصول على تنازلات. ورات هيذر هيرلبيرت المديرة التنفيذية ل"شبكة الامن الوطنية" اليسارية ان التجربة الاخيرة لم تظهر جديدا بشان الكوريين الشماليين الا اذا اتضح انهم تحولوا الى استخدام اليورانيوم.

ورات هيرلبيرت ان التجربة النووية هي محاولة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون لاستكشاف علاقاته مع الجيش القوي وتحديد العلاقة مع الزعماء المقبلين في الصين وكوريا الجنوبية. وقالت "هناك كمية مبالغ فيها من الاستفزازات تجاه كوريا الجنوبية، وهذا غير مقبول. ولكن ذلك يختلف تماما عن فكرة ان الكوريين الشماليين سيقومون بخطوة انتحارية مثل مهاجمة الولايات المتحدة".

واضافت ان على الولايات المتحدة ان تظهر التضامن مع حلفائها وضمان تحمل بيونغ يانغ عواقب مثل فرض عقوبات عليها، ولكن على المدى الطويل يجب ان تفكر كذلك في حوافز ايجابية اذا ما غيرت بيونغ يانغ مسارها.

ولكن نيكولاس ايبرستادت المفكر في "معهد المشاريع الاميركي" المحافظ قال انه يشتبه في ان كوريا الشمالية تريد ان تقلب الطاولة وتكتسب قدرات لردع الولايات المتحدة بدلا من ان تكون واشنطن هي التي لديها الرادع.

واوضح "كل هذا الحديث عن كيف يمكن لذلك ان يدفع الولايات المتحدة واخرين الى طاولة المفاوضات .. في رايي هو عدم فهم لما يجري هنا". واضاف ان الكثيرين "لا يفهمون ما يحاول الكوريون الشماليون ان يقولوه لنا .. وهو انهم مستعدون لخوض حرب نووية محدودة في شبه الجزيرة الكورية وكسبه هذه المعركة".

واقحمت المسالة الكورية الشمالية نفسها قبل ساعات من خطاب حالة الاتحاد الذي القاه الرئيس الاميركي باراك اوباما واقترح فيه مزيدا من خفض الاسلحة النووية في العالم. وقال عدد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين ان التجربة التي اجرتها كوريا الشمالية تظهر مشاكل في نهج اوباما. ودعا بعضهم الولايات المتحدة الى اعادة نشر اسلحة نووية في كوريا الجنوبية بعد ان كانت قد سحبتها في 1991.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف