لا مبالاة في شمال قبرص إزاء الانتخابات الرئاسية في الجنوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كيرينيا: في مقاهي كيرينا، المدينة الساحلية السياحية في شمال قبرص، قلة هم من يعرفون اسماء المرشحين للرئاسة في جمهورية قبرص التي ستنظم في القسم اليوناني غير المحتل في الجزيرة المقسومة منذ 1974 بين مجموعتين تركية ويونانية.
ولا يتابع القبارصة الاتراك باهتمام الانتخابات الرئاسية المرتقبة الاحد في جمهورية قبرص لا سيما وان الامال ضئيلة بان يترك تغيير الرئيس في الجانب الاخر من الخط الاخضر الفاصل بين المجموعتين، اثرا على حياتهم اليومية.
وقال مصطفى مختار اوغلو الذي يرغب على غرار كثيرين من القبارصة الاتراك باعادة توحيد الجزيرة وعودة الحياة الى طبيعتها في شمال قبرص الخاضع حاليا لحظر "لقد جربنا (الرئيس القبرصي المنتهية ولايته ديميتريس) خريستوفياس. ونأمل في ان يكون الرئيس الجديد افضل".
من جهته يقول تامر راتب المهندس القبرصي التركي المتقاعد "نتابع هذا الامر بعض الشيء عبر التلفزيون والصحف التي تخصص قسما لما يحصل في الجنوب". ويضيف "غالبية الناس في الشمال ياملون ان يشكل ذلك خطوة نحو الحل. شخصيا لدي بعض الامل لانني متفائل بطبيعتي"، فيما اعتبر جاره ان الانتخابات لن تغير شيئا بالنسبة لتهميش القبارصة الاتراك.
وقبرص مقسومة منذ 1974 بعدما اجتاحت تركيا قسمها الشمالي ردا على انقلاب كان هدفه الحاق الجزيرة باليونان، والمفاوضات لاعادة توحيد الجزيرة معطلة منذ عدة اشهر. وقال راتب ان هذه الانتخابات "يمكن ان تؤثر علينا- لكنها في نهاية الامر انتخاباتهم، ولا شأن لنا بها".
ويقيم اكثر من 600 قبرصي تركي في الجنوب ويمكنهم ممارسة حقهم بالتصويت وخصص مكتب اقتراع لحوالى 300 قبرصي يوناني لا يزالون يقيمون في الشمال. وقال حسين اكساين الصائغ في محله على الواجهة البحرية "لا اعتقد ان هذه الانتخابات تغير شيئا كبيرا بالنسبة لنا لانهم (القبارصة اليونانيون) يواجهون ازمة اقتصادية عليهم حلها". واضاف ان الرئيس الجديد "سيهتم اولا بالاقتصاد وبعد ذلك سيسعى الى حل" للقضية القبرصية، معتبرا انه من غير المرتقب حصول اي تقدم في هذا المجال قبل سنة على الاقل.
وذكر بانه في الانتخابات السابقة وحين "كان خريستوفياس ومحمد علي طلعت (الزعيم القبرصي التركي السابق) اللذان كانا على علاقة جيدة، في السلطة في الوقت نفسه، اثار ذلك الكثير من الامل حول حل مقبل". واضاف "لكن ذلك لم ينجح. وفي الوقت الراهن من المبكر القول" ان كانت هذه الانتخابات ستؤدي الى استئناف عملية التفاوض لاعادة توحيد قبرص.
واعتبر حسين اسيكسال الاستاذ في الجامعة الاميركية في كيرينيا ان اهتمام القبارصة الاتراك "بالسياسة القبرصية اليونانية يتراجع بشكل تدريجي". واضاف "لدينا مشاكلنا الخاصة في الشمال" متحدثا عن حملة الانتخابات البلدية المرتقبة في نيسان/ابريل في "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى انقرة.
من جانب اخر فان القبارصة الاتراك وبعدما صوتوا بكثافة لصالح خطة اعادة توحيد الجزيرة التي عرضها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، خاب املهم بشدة من رفض القبارصة اليونانيين للخطة عند طرحها للتصويت في استفتاء عام 2004 و"فقدوا الامل". ويضيف "يقولون +بما ان القبارصة اليونانيين ليس لديهم اي اعتبار لنا، فلماذا علينا ان نكن ذلك لهم بدلا من التطلع نحو حلول اخرى" غير اعادة التوحيد.
وهذا الخبير في السياسة القبرصية يعتبر ان المرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية نيكوس اناستاسياديس، احد القادة القلائل الذين ساندوا خطة انان، "كان يبدو انذاك اكثر تفهما" من المرشحين الاخرين، لكن قاعدته الانتخابية والظروف اليوم لا تترك له الكثير من هامش المناورة كما يقول.