أخبار

دراسات تؤكد خطرها على التنوع الطبيعي

القطط الأليفة: وجه بريء يخفي قاتلًا بلا رحمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أظهرت دراسات حديثة أن القطط المنزلية الأليفة هي القاتل الأكثر مكرًا في العالم، بعد أن تأكد أنها السبب الرئيسي وراء انقراض أنواع نادرة من الحيوانات، والخطر الأكبر على التنوع الطبيعي.

بيروت: هل تساءل أحدٌ يومًا ما الذي حدث لطيور الكيوي وغيرها من الطيور الجميلة التي كانت تزين الحدائق؟ أما الإجابة فهي على الأرجح بين فكي المفترس الأكبر على هذا الكوكب، بين فكي القطة الأليفة.

قد لا تشبه هذه القطط القرش الأبيض المفترس، أو الدب القطبي أو الديناصور، لكن لا يمكن الاستهانة بها. فالقطة ذات الفرو الناعم، التي تتمايل بغنج بين الأقدام، هي قاتل ذات دم بارد، ومسؤولة عن انقراض مئات الملايين من الطيور الفريدة.

بفضل سحرها، تمكنت القطط من الدخول إلى قلوب البشر وإخضاعهم، فتحولوا إلى حماتها، يقدمون لقططهم التغذية والعناية الطبية، وحتى الحماية! وعلى الرغم من أنها أليفة ولطيفة داخل المنزل، لكن سرعان ما تعود إلى طبيعتها المفترسة عندما تخرج من الباب، فتتحول إلى قاتل يجوب بين الحدائق ليقتل الحيوانات بلا رحمة.

أخطر من المبيدات

أظهرت دراسة علمية نشرت حديثًا في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" أن القطط تشكل خطرًا كبيرًا على التنوع الحيوي. فالقطط المنزلية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، تقتل سنويًا أكثر من أربعة مليارات عصفور و20 مليار فأر وحيوانات ثديية صغيرة أخرى، أي ما مجموعه 24.4 مليار حيوان.

وبناء على هذه الأرقام، يرى الباحثون في معهد سميثسونيان لعلم الأحياء بواشنطن أن القطط هي الأخطر على الطبيعة، حتى مقارنة بالمبيدات والأسمدة الكيميائية المستخدمة في الزراعة، بل هي أخطر مما يقوم به البشر من تدمير للمواطن الطبيعية للحيوانات.

وبحسب الدراسة، كل قطة تعيش في المناطق الدافئة، تقتل يوميًا من 30 إلى 47 عصفورًا، وما بين 177 إلى 299 فأرًا أو حيوانًا ثدييًا صغيرًا.

الحل بالخصي

يوجد في الولايات المتحدة نحو 84 مليون قطة منزلية، عدة ملايين منها تلزم المنازل دائمًا، وبالتالي لا تصطاد. وهذا يعني أن قطط الشوارع هي التي اصطادت معظم العصافير التي اختفت. وتتراوح تقديرات عدد قطط الشوارع في أميركا ما بين 30 و80 مليون قطة.

ويقول العلماء إن القطط مسؤولة عن انقراض أكثر من 30 نوعًا من الطيور والكائنات الحية الصغيرة، كان معظمها يعيش في الجزر.

ومن أجل الحد من خطر القطط على التنوع الحيوي، يطالب العلماء بخصيها. ويشار إلى أن ألمانيا تفرض على مالكي القطط أن يقوموا بخصيها عند طبيب بيطري، تحت طائلة دفع غرامة قد تصل إلى 5000 يورو.

تخلصوا من القطط

يحث غاريث مورغان، وهو رجل أعمال ستيني يسعى الى حماية الحيوانات الثديية والطيور من الانقراض، على التخلص من القطط، مشيرًا إلى أن حملته المثيرة للجدل لا تدعو إلى قتل القطط، "على الرغم من أن هذا الخيار لا بأس به"!

ويدعو مورغان في حملته إلى وضع حد لانتشار القطط في المنازل والحدائق، لكنه يرى أن الخيار الأفضل هو عدم استبدالها بأخرى عندما تموت، وهذا أفضل من قتل القطط بشكل عام.
قائد حملة "تخلصوا من القطط" مقتنع بأن نيوزيلندا ستكون أفضل حالًا من دون هذا القاتل الرقيق، مشيرًا إلى أن التخلص منها سيعيد زقزقة العصافير إلى المدن، وسيمكن طيور البطريق من المشي على الشاطئ من دون خوف.

أرقام صادمة

في الشهرالماضي، كشفت دراسة أميركية أن ملايين الطيور تموت لأسباب مختلفة، كالارتطام بزجاج النوافذ أو بتوربينات الرياح، وبسبب التسمم بالمبيدات أو الدهس من قبل السيارات. لكنّ ثمة خطراً آخر من صنع الإنسان هو أكثر تهديدًا للطيور، إنها القطط المنزلية.

لا بد أن هذه النتيجة صادمة، إذ نشرت مجلة "نايتشر" أن القطط الأليفة والضالة، التي يصل عددها إلى 114 مليون قطة في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مقتل 3,7 مليارات من الطيور في الولايات المتحدة كل عام.

ووجد الباحثون أن القطط الضالة هي المسؤولة عن معظم جرائم القتل، "لكن هذا يحصل فقط متى سُمح لها بالخروج من المنزل، ما يجعلها مسؤولة أيضًا عن وفيات كبيرة لدى الحيوانات البرية". وخلصت الدراسة إلى ضرورة اتخاذ تدابير جذرية، كمنع القطط من الخروج خلال موسم تكاثر هذه الحيوانات.

القتل عن بعد!

وجد باحثون بريطانيون أن القطط أكثر خطورة مما تبدو عليه، لأنها قادرة على القتل عن بعد، إذ وجد فريق البحث برئاسة أندرو بيكرمان من جامعة شيفيلد أن القطط تنشر مناخًا من الخوف حولها، ما يضع الطيور والحيوانات الثديية الأخرى تحت الضغط باستمرار.

هذا يعني أن الطيور تركزعلى الحيوانات المفترسة بدلًا من تركيز اهتمامها على إطعام صغارها، ما يؤدي إلى موتها، وفي الحالات القصوى، يتراجع عدد أسراب الطيور بنسبة تصل إلى 95 في المئة. هذا يشكل خطرًا كبيرًا على التنوع الطبيعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف