أخبار

نيكولا ساركوزي يعلن نيّته العودة إلى قصر الإليزيه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدما قال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إن لا قوة على الأرض سترجعه الى عالم السياسة، أعلن عبر عدد من أصدقائه أن حالة الاقتصاد تحت حكم الاشتراكيين لا تترك له خيارا غير العودة... وهذا رغم تهم الفساد التي تحاصره.لندن: تمتع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بولاية واحدة في قصر الإليزيه وخابت آماله في تجديدها بعدما اكتسحه منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند في انتخابات مايو / ايار الماضي بهزيمة مدويّة. وبهذا صار الرئيس الوحيد الذي يلفظه الشعب بعد ولاية واحدة فقط خلال 31 عاما في تاريخ فرنسا الحديث.رغم هذا - والأهم، رغم متاعبه العميقة المتصلة باتهامات فساد موجهة اليه - أفادت الأنباء أن الرئيس السابق ينوي خوض السباق المقبل الى الكرسي الأعلى خلال انتخابات 2017. وكان الذي أماط اللثام عن هذا التوجه هو صديقه وزير الخارجية السابق ألان جوبيه.فقد صرّح هذا الأخير لتلفزيون "إل سي بي" المتخصص في نقل وقائع الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) بقوله: "شعوري وانطباعي أن ساركوزي ينوي العودة الى معترك السياسة ويطمح الى الرئاسة مجددا. إنه يتابع المجريات السياسية باهتمام وتركيز بالغين. واستنادا الى محادثاتنا الهاتفية المنتظمة استطيع القول إنه عائد ولا شك. بالطبع فهو صاحب الشأن ولكم أن تسألوه مباشرة".كارلا غاضبةلكن الصحافة البريطانية، التي تناقلت الخبر، سلطت الضوء على ردة فعل عقيلة الرئيس السابق، الموديل والمغنية كارلا بروني، فقالت إنها أبدت اعتراضها الشديد علنا على أي طموحات كهذه من جانب زوجها. ونقلت تصريحها للصحافة الفرنسية التي جاء فيها قولها: "نحن سعداء بحياتنا الجديدة ولا أرى مبررا للتخلي عنها. لا رغبة لدي مطلقا في عودة نيكولا مجددا الى ما كان".ولكن يبدو أن طعم الهزيمة المريرة التي مني بها ساركوزي في الانتخابات الأخيرة على يد هولاند خفّ كثيرا بسبب المناخ الجديد الذي خلقته حكومته الاشتراكية ونوع الهلع الذي أثارته وسط الأثرياء بشكل خاص. فقد فرضت - على سبيل المثال وليس الحصر - "ضريبة المليون" البالغة 75 في المئة على مداخيل أي شخص يتمتع بثروة (تشمل الأصول) تربو على مليون يورو.ولذا قال أيضا برونو لومير، وزير الزراعة السابق، إن عودة ساركوزي "شبه مؤكدة الآن لأن الاشتراكيين دمروا اقتصاد البلاد، ونحن بحاجة الى عودته من أجل الإنقاذ". وأضاف أن ساركوزي أطلعه في حديث خاص بينهما على نيته الرجوع بقوله: "انظر الى الحالة (الاقتصادية) المزرية التي ستجد فرنسا نفسه فيها خلال السنوات القليلة المقبلة (بقية فترة حكم الاشتراكيين)".وتبعا للومير فقد مضى ساركوزي قائلا: "الأمر لا يتعلق بمعرفة مشاعري نحو عودتي الى الرئاسة، وإنما بالخيارات التي يطرحها الواجب الأخلاقي على الطاولة أمامنا. وعندما انظر الى هذا فلا أجد خيارا أمامي غير العودة. هذا الخيار يملي عليَّ ألا أتخلى عن الفرنسيين في وقت الشدة التي يذوقون الأمرين من جرائها".تراجعيذكر أن ساركوزي نفسه كان قد صرح، بعيد هزيمته المريرة على يد هولاند، بأنه قرر هجر العالم السياسي النشط قائلا: "ليس من قوة في الأرض ستقنعني أو تجبرني على الرجوع الى هذه الحظيرة. لن تسمعوا حرفا واحدا مني بعد الآن. كل ما أريده الآن هو أن أهنأ مع أسرتي بالحياة العادية مثل بقية الناس".ووفقا للصحافة الفرنسية فقد قال أيضا: "لقد طويت صفحة مهمة في حياتي السياسية. من المؤكد أنني سأحتفظ ببطاقة عضويتي في الحزب وسأدفع اشتراكاتي غير منتقصة. لكنني أقول وداعا للعمل على خط الجبهة".لكنه انخرط، منذ ذلك الحين، في جمع أموال طائلة من المحاضرات وخطابات المآدب على الساحة الدولية العريضة. وهذا إضافة الى أن أمواله وأموال عقيلته (وهي وريثة مليونير وغارقة في النعمة منذ نعومة أظفارها) تكفي لأن يتقاعد الاثنان مع طفلتهما على جناح الرفاهية ومن دون أدنى قلق على لقمة العيش الرخيّة.أشواك وسموم على طريق العودةعلى ان عودة ساركوزي لن تكون طريقا محفوفة بالورود وإنما بالأشواك والسموم التي أتى بها اتهامه بضلوعه في اتهامات بالفساد الواسع النطاق. وهي اتهامات تتعلق جميعها خاصة بحملته الانتخابية الناجحة التي أوصلته الى الإليزيه العام 2007. وتتخذ هذه الاتهامات ثلاثة أفرع رئيسة:الأول يتعلق بليليان بيتانكور، وريثة امبراطورة "لوريال" لأكسسوارات التجميل وأثرى امرأة في عموم فرنسا على الإطلاق. فقد قيل إنها قدمت لساركوزي شخصيا وبشكل غير قانوني مبلغ 800 ألف يورو على دفعتين لدعم حملته الانتخابية في 2007.والفرع الثاني يتصل بأن ساركوزي متورط بنفسه في ما يسمى "فضيحة كراتشي". ويقول الاتهام في هذه القضية إن الرئيس السابق صادق على مبيعات غير شرعية من السلاح لباكستان. وتتعلق هذه القضية أيضا بمقتل 11 جنديا فرنسيا نتيجة هجوم إرهابي بقنبلة.وهناك، ثالثا، ما يقال عن تسلم ساركوزي عشرات ملايين الدولارات من العقيد معمر القذافي، أيضا لدعم حملته الانتخابية في 2007. وتتصل بهذه اتهامات له بإصداره الأمر شخصيا لشخص ليبي يقال إنه كان يعمل للمخابرات الفرنسية باغتيال القذافي بعد اعتقاله في سرت "حتى يسكته عن البوح بالأموال التي قدمها له" كما قيل على نطاق واسع.وأضف الى كل هذا التقارير التي قالت إن ساركوزي كان قد وعد مرشحة اليمين المسيحي القصي، كريستين بوتان، بمبلغ 800 ألف يورو في حال سحبت اسمها من قائمة منافسيه على الرئاسة. وقالت تلك التقارير إن بوتان نفسها رفعت النقاب عن هذا الأمر بقولها إن هذا الوعد هو الذي أقنعها بتغيير موقفها السياسي 180 درجة بين عشية وضحاها، من الهجوم الضاري على ساركوزي وسياساته الى تأييده والوقوف خلفه.عناد مدهشفي خضم تلك الاتهامات تعرضت دار ساركوزي الباريسية، التي يخصصها لنفسه وعقيلته كارلا وطفلتهما، للإغارة على يد قوات الشرطة العام الماضي أكثر من مرة. ومع كل هذا فالملاحظ أن ساركوزي، على الرغم من نفيه المتصل لكل هذه الاتهامات ووصفه لها بأنها "هراء"، لم يفعل ما من شأنه تبديدها. وكان كل ما فعله حتى الآن هو وعده بإنقاذ فرنسا عبر رئاسة جديدة له... وكأن شيئا لم يكن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
افتقار الفهم
کمال -

هناک "کتاب" يکتبون خزعبلات کلآتي: على سبيل المثال وليس الحصر – «ضريبة المليون» البالغة 75 في المئة على مداخيل أي شخص يتمتع بثروة (تشمل الأصول) تربو على مليون يورو". اذا نأخذ هذه‌ الخزعبلات بجدية فلا تبقی مليونێر واحد في فرنسا. في الواقع اراد الاشتراکيون ان يفرضوا علی عائدات المواطنين الذين يقبضون اکثر من مليون و مئتان الف يورو سنويا، ضريبة 75 بالمئة علی قسم الذی يتجاوز هذا المبلغ وليس علی کل المبلغ ولا علی الرأسمال. بأختصار من الاحسن فهم الموضوعقبل الکتابة ...

ضريبة غبية
salem -

يعتقد الإشتراكيون أنه بفرض هذه الضريبة الخيالية على المستثمرين يساعدون الفقراء والحقيقة أنهم على المدى المتوسّط يوجهون ضربة للإستثمار والشركات الكبرى التي توظّف هؤلاء الفقراء وإذا أصروا على هذا القانون الغبي سيخرج الأغنياء الى أي بلد أوروبي آخر مريح ضريبياً وسيهبط الإقتصاد الفرنسي الى الحضيض ويصبح الفقراء الذين أراد هولاند مساعدتهم بلا عمل

ضريبة غبية
salem -

يعتقد الإشتراكيون أنه بفرض هذه الضريبة الخيالية على المستثمرين يساعدون الفقراء والحقيقة أنهم على المدى المتوسّط يوجهون ضربة للإستثمار والشركات الكبرى التي توظّف هؤلاء الفقراء وإذا أصروا على هذا القانون الغبي سيخرج الأغنياء الى أي بلد أوروبي آخر مريح ضريبياً وسيهبط الإقتصاد الفرنسي الى الحضيض ويصبح الفقراء الذين أراد هولاند مساعدتهم بلا عمل