أخبار

فوجان من قوات النخبة في الجيش المالي وضعا صراعاتهما جانبًا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باماكو: منذ السبت الماضي عادت الامور الى طبيعتها في قاعدة وحدة النخبة في الجيش المالي المسماة "القبعات الحمر" والتي تورطت مرارا في معارك مع رفاق السلاح، مؤكدة انها "عادت الى النظام" بعد "اتفاق" مع السلطات الانتقالية.

ولا تزال حركة السير ممنوعة في الطريق الرئيسي المحاذي للقاعدة التي تقع قرب وسط العاصمة باماكو حيث يتولى بعض عشرات من العساكر الحراسة في لا مبالاة. وفي طريق ترابي خلف القاعدة قبل ممثلون عن "القبعات الحمر" الحديث الى صحافيي وكالة فرانس برس "لاظهار انه تمت تسوية كل شيء" وان "مطالبهم تمت تلبيتها".

واعلنت حكومة مالي مساء الجمعة اعادة هيكلة فوجهم حيث سيتم توزيع عناصره ال1200 الى ثلاث وحدات احداها تكلف بالتوجيه والقيادة ويكون مقرها باماكو والاخريان يتم نشرهما في شمال البلاد. ومنذ حل الفوج اثر انقلاب 22 آذار/مارس 2012 قال عناصره المكلفين الامن الرئاسي ويفترض انهم بقوا اوفياء للرئيس المطاح به امادو توماني توري، انهم كانوا ضحية عمليات انتقامية من "القبعات الخضر"، وفج النخبة الآخر الذي يقوده الكابتن امادو هايا سانوغو لتصديهم بلا جدوى لانقلابه.

وبلغت العداوة بين الفوجين اوجها في نهاية نيسان/ابريل مع احباط محاولة انقلاب مضاد شهدت مواجهة بين "القبعات الحمر" و"القبعات الخضر" في شوارع باماكو. ولا يزال عشرون من عناصر "القبعات الحمر" قيد الاعتقال وتجري ملاحقتهم بتهمة التعدي على امن الدولة، كما ان هناك 20 آخرون مفقودون.

وبعد حل الفوج تم توزيع عناصر كومندس المظليين في عدة حاميات في اجراء وصفه "القبعات الحمر" بانه "تاديبي" ورفضته الاغلبية بينهم. وقال احدهم طالبا عدم كشف هويته "اتهمنا باننا موالون لامادور توماني توري لانه عنصر سابق في فوجنا. لكن الفوج مكلف بالامن الرئاسي .. كنا نقوم بواجبنا مع امادو توماني توري كما فعلناه في السابق مع رؤساء آخرين".

اما الضابط الخمسيني يحيى بواري الذي امضى 30 عاما في فوج كومندس المظليين، فقد تحدث بدون اخفاء هويته او وجهه. وقال "رفضنا ان يتم تشتيتنا وما اردناه هو ان نذهب للقتال في الشمال معا لانه بذلك نكون ناجعين".

وظهر عصيان "القبعات الحمر" مرة اخرى في 8 شباط/فبراير من خلال مواجهات مع "القبعات الخضر" في قاعدة المظليين خلفت قتيلين و13 جريحا. وهذه "النيران الصديقة" في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش الاسلاميين في شمال مالي كانت محل ادانة من الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري الذي طلب من رئيس وزرائه ديانغو سيسوكو تسوية "نهائية" للمشكلة.

ويقول بواري الذي استقبل في بداية الاسبوع مع وفد من القبعات الحمر من قبل رئيس الحكومة انه "شعر بتفهم". واضاف "توصلنا الى اتفاق (..) الاشكال بين الفوجين اصبح وراءنا ونامل ان نتجه قريبا الى الجبهة".

وعرض الضابط بفخر صوره في تيساليت وكيدال (شمال) حيث تم ارساله في 1990 لقتال تمرد الطوارق. وبسبب هذه الخبرة التي يملكها خدم اثر ذلك لمدة عام ضمن قوة الامم المتحدة في رواندا. ويقر موديبو نعمان تراوري ضابط العلاقات العامة في الجيش المالي "انهم رجال النخبة" مضيفا "لكن بينهم هناك متمردون، مدعومين من بعض السياسيين، لا يريدون الذهاب الى الجبهة".

ويتابع تراوري وهو من "القبعات الخضر" في لهجة تصالح "انهم اصدقاؤنا واخوتنا نحن لا نرغب في اقصائهم وبالنظر الى تعقيد الوضع نريد ان يكون فوج النخبة هذا معنا". ومنذ نهاية حزيران/يونيو 2012 لم يعد عناصر القبعات الحمر الذين رفضوا العمل خارج الفوج، يتلقون راتبا ولا تموينا.

ويوضح الضابط بواري "نحن نتضامن في ما بيننا نساؤنا يزرعون خضراوات في المعسكر ويبيعونها في السوق. البعض وجد عملا في البناء او المناجم ..". واضاف "لكن كل هذا انتهى، ننتظر تعييناتنا الجديدة ونحن على استعداد للذهاب للقتال باسرع وقت ممكن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف