أخبار

مشهد سياسي ضبابي في تونس عشية استئناف المشاورات حول حكومة جديدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تونس: استمر المشهد السياسي في تونس ضبابيا عشية استئناف المشاورات الاثنين لتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية على خلفية صراع لي ذراع بين رئيس الوزراء حمادي الجبالي وحزبه حزب النهضة الاسلامي الذي يرفض التخلي عن السلطة.

وقد اعلن ذلك راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة علنا وبشكل واضح السبت امام نحو 15 الفا من انصاره تجمعوا وسط العاصمة التونسية. واكد ان "النهضة لن تفرط في السلطة" معارضا بذلك موقف الجبالي الامين العام للنهضة الذي يراس حكومة ائتلاف حزبي ودعا لحكومة كفاءات غير حزبية للخروج من الازمة.

وقال الغنوشي "حركة النهضة بخير ولن تسلم الامانة التي ائتمنها عليها الشعب ولن تفرط في السلطة ابدا ما دامت تتمتع بثقة الشعب التونسي". غير ان عدد المتظاهرين السبت في التجمع الذي اريد له ان يكون استعراضا للقوة في وجه منافسي النهضة الذين ياخذون عليها اغراقها البلاد في ازمة سياسية، كان ادنى من الحشد الضخم الذي شيع في 8 شباط/فبراير جثمان المعارض اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل قبل ذلك بيومين.

في الاثناء فان صياغة الدستور الجديد المعطلة والاقتصاد الذي يعاني وتنامي التيارات السلفية الجهادية، يثير مخاوف من وقوع اعمال عنف في البلاد التي تشهد ايضا تململًا اجتماعيًا واسعًا. وعمق حدث اغتيال بلعيد الازمة الكامنة في البلاد التي ظلت تعيش منذ سبعة اشهر على وقع تعديل وزاري بلا نتائج حيث لم تقبل النهضة التخلي عن وزارات الداخلية والعدل والخارجية.

ورد الغنوشي تهم خصوم حزبه مؤكدا ان الصعوبات التي تعيشها البلاد ليس مردها طريقة ادارتها للشان العام بل عرقلة المعارضة. واعتبر ان حزبه يتعرض منذ توليه السلطة قبل 14 شهرا الى "مؤامرات متواصلة" بلغت اوجها مع طرح حكومة كفاءات غير حزبية التي تشكل "صورة من صور تجاوز الشرعية المنبثقة عن انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر" 2011.

وشدد الغنوشي ان "النهضة هي العمود الفقري الذي يمسك البلاد (..) وتمزيق النهضة او اقصاء النهضة بالقوة او بالحيلة عن الحكم بتونس (..) لا يمثل مصلحة لتونس وانما يعرض الوحدة الوطنية وامن تونس للخطر". وندد بمحاولات تقديم حزبه باعتباره معاديا للحريات والديمقراطية وحقوق المراة.

واشارت صحف تونسية الاحد الى ضبابية المشهد السياسي في البلاد عشية استئناف المباحثات السياسية حول مشروع حكومة الكفاءات غير الحزبية الذي طرحه الجبالي، غير مستبعدة فشل هذه مبادرة الجبالي الذي وضع استقالته في الميزان في حال رفض الاحزاب السياسية حكومة كفاءات غير حزبية.

وكتبت صحيفة "لوتون" (خاصة ناطقة بالفرنسية) "هناك مخاوف كبيرة من ان تدفن غدا (الاثنين) هذه المبادرة التي ايدها قسم كبير من المعارضة والراي العام، ما سيعني دخول البلاد حلقة جديدة من التجاذبات والمشاورات والحسابات الحزبية".

واضافت "لا نرى كيف سيتمكن (رئيس الوزراء) من تغيير الوضع وتليين موقف حزبه وحلفائه" في الحكم. وعلقت صحيفة "لابرس" (عامة ناطقة بالفرنسية) من جانبها على التفاؤل الحذر الذي ابداه الجبالي الجمعة لدى اعلانه تمديد المشاورات مع الامناء العامين للاحزاب السياسية.

واكدت الصحيفة ان "النوايا الطيبة (للاحزاب) يجب ان تتبعها افعال ملموسة ورغبة مشتركة في تقديم تنازلات من جميع الاطراف". وهو ما دافعت عنه ايضا صحيفة الصباح (خاصة ناطقة بالعربية) التي رات في ذلك "ضرورة وطنية" في الوقت الذي تمر فيها البلاد باخطر ازمة سياسية منذ الثورة التي عمقها اغتيال المعارض شكري بلعيد في 6 شباط/فبراير الحالي.

واكدت الصحيفة "ان طبيعة الازمة السياسية القائمة وخطورة محاذيرها وتحدياتها اضحت تقتضي وجوبا القطع مع الحسابات الحزبية الضيقة والبحث في الوطني المشترك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف