التبرعات تغني الموائد والعشاء مع رئيس الوزراء يكلف 250 ألف جنيه استرليني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تبين أن 19 شخصًا دفعوا مالًا على شكل تبرعات لحزب المحافظين البريطاني مقابل دعوتهم إلى موائد خاصة، يجلس إليها رئيس الوزراء أو غيره من كبار المسؤولين البريطانيين.
اتُهم حزب المحافظين في بريطانيا بالمتاجرة بالحكومة بعدما اتضح أن 19 شخصًا دفعوا تبرعات مالية للحزب مقابل دعوتهم إلى مآدب عشاء خاصة مع رئيس الوزراء ووزير الخزانة ووزراء كبار آخرين، بين ايلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ودفع كل من المتبرعين الذين أُحيطوا بهذه المعاملة المتميزة، بمن فيهم عدد من اللوردات المحافظين ورجال أعمال كبار وممثلو شركات، ما بين 2500 و250 ألف جنيه استرليني خلال تلك الأشهر، ليزيد إجمالي ما تلقاه المحافظون منهم على 700 الف جنيه استرليني، كما افاد تقرير في صحيفة غارديان.
ومن بين هؤلاء المدعوين اللورد سينزبري، والمستثمر المالي ومدير حسابات حزب المحافظين مايكل فارمر، ورئيس مجلس ادارة شركة جي سي بي البريطانية العملاقة السير انتوني بامفورد.
وكُشفت أسماء المدعوين بعد أقل من عام على استقالة بيتر كروداس، مدير حسابات حزب المحافظين، إثر نشر شريط فيديو ظهر فيه متباهيًا أمام صحافيين أخفوا هويتهم أن باستطاعة المتبرع أن يلتقي رئيس الوزراء مقابل 250 ألف جنيه استرليني.
النقد مقابل كاميرون
أُعلنت الأسماء الجديدة من قوائم بمآدب العشاء الرسمية نشرها حزب المحافظين، ومن جرد بالتبرعات التي دُفعت إلى حزب المحافظين نشرته المفوضية الانتخابية.
ونقلت غارديان عن ديفيد دافر، نائب رئيس حزب العمال المعارض، قوله: "يبدو أن المحافظين لم يتعلموا شيئًا من فضيحة النقد مقابل كاميرون. وفي حين أن ملايين العائلات في انحاء البلاد تتحمل اعباء مالية متزايدة، فان اصحاب الملايين الذين يمولون حزب المحافظين ويحضرون مآدب عشاء مع ديفيد كاميرون هم من سيتمتع بالتخفيضات الضريبية في نيسان (ابريل) القادم، موعد اعلان الميزانية، ونحن نعرف لماذا فقد ديفيد كاميرون الصلة بالواقع إلى هذا الحد ولماذا يدافع بدأب عن الأشخاص الخطأ".
وكان رئيس الوزراء البريطاني أمر بعد فضيحة النقد مقابل كاميرون بفتح تحقيق ومراجعة قواعد تمويل حزبه. وأعلن أن ما قاله مدير حسابات الحزب مسجلا على شريط فيديو "غير مقبول أبدًا"، متعهدا التأكد من عدم تكرار ذلك.
وأصدر حزب المحافظين الأربعاء بيانًا قال فيه إن المفوضية الانتخابية تعلن عن كل التبرعات التي تُدفع الى الحزب بصورة كاملة وشفافة.
وتبين الأرقام التي نشرتها المفوضية الانتخابية أن حزب المحافظين تلقى في العام الماضي تبرعات بلغت 13,8 مليون جنيه استرليني، بالمقارنة مع 14,2 مليونًا تلقاها في العام 2011، فيما ارتفعت التبرعات التي دُفعت إلى حزب العمال بنسبة ضئيلة، إلى 12 مليون جنيه استرليني.
وسجلت التبرعات التي تلقاها حزب الديمقراطيين الأحرار هبوطًا حادًا، إذ بلغت في العام الماضي 2,5 مليون جنيه استرليني، مقارنة باكثر من أربعة ملايين في العام 2011. يضاف إلى ذلك 8.8 ملايين جنيه استرليني دفعت من المال العام خلال العام الماضي لستة أحزاب، ذهبت غالبيتها إلى حزب العمال، الذي تلقى منها 7,4 ملايين دولار.
تبرعات خاصة
ذهبت أكبر ثلاثة تبرعات خاصة، دُفعت في الربع الأخير من العام الماضي، إلى حزب العمال، وكانت مصادرها نقابات عمالية. وقال حزب العمال إن غالبية التبرعات الفردية التي يتسلمها مبالغ صغيرة من اعضاء حزبيين ومؤيدين.
وعلى الرغم من أن المتبرعين الذين يدفعون 1000 جنيه استرليني او اكثر لحزب العمال يتلقون بالمقابل دعوات إلى حفلات استقبال خاصة، يمكن أن يحضرها زعيم الحزب إيد ميليباند، فإن مصادر حزبية قالت إن هذه الحفلات تختلف عن مآدب العشاء الخاصة التي يقيمها قادة حزب المحافظين.
وكان رئيس الوزراء العمالي الاسبق توني بلير واجه إحراجًا كبيرًا بشأن التبرعات السياسية بعد اشهر على توليه رئاسة الحكومة في العام 1997، عندما أعفت الحكومة منظمي بطولة العالم بسباقات فورمولا 1 للسيارات من منع الاعلانات التي تروج السجائر، في السنة ذاتها التي تبرع فيها بيرني ايكلسون، مالك الحقوق التجارية للبطولة بمليون جنيه استرليني إلى حزب العمال.