الرئيس اليمني يتعهد بانتخابات في غضون عام وأربعة قتلى في مواجهات في عدن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عدن: تعهد الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور الخميس في كلمة القيت في مهرجان اقيم في عدن (جنوب) لمناسبة الذكرى الاولى لتوليه السلطة، بتنظيم انتخابات في غضون عام، مؤكدا رغبته في ان تدخل البلاد "عهدا جديدا من الاستقرار".
في الاثناء، قتل اربعة اشخاص، بينهم ثلاثة ناشطين انفصاليين، الخميس اثناء صدامات مع الشرطة في عدن، حيث نظمت تظاهرتان متنافستان، احداهما نظممها دعاة انفصال الجنوب، والثانية نظمها اسلاميون يدعمون هادي منصور.
وقال الرئيس اليمني في كلمة القيت في الاحتفال في عدن "اتعهد امام الشعب اليمني بمواصلة تحقيق اهداف التغيير، الذي ثار من اجله ملايين من شبابنا (..) وبتنظيم انتخابات في شباط/فبراير المقبل، في ضوء احكام الدستور الجديد الذي سيدخل البلاد في عهد جديد من الاستقرار".
وكان تم انتخاب الرئيس هادي منصور في 21 شباط/فبراير 2012 رئيسًا للدولة لفترة انتقالية من عامين، وذلك بموجب اتفاق بشان رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ثورة شعبية ضد نظامه استمرت لاكثر من عام.
من جهة اخرى حدد الرئيس اليمني يوم 18 آذار/مارس موعدا لبدء حوار وطني بهدف صياغة دستور جديد والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية في شباط/فبراير 2014.
ويواجه هادي منصور العديد من العراقيل، بينها خصوصا مطالب تيارات انفصالية في الجنوب وتاثير انصار الرئيس السابق صالح وانعدام الامن بسبب نشاط تنظيم القاعدة في البلاد.
وقتل اربعة اشخاص، بينهم ثلاثة ناشطين انفصاليين، الخميس اثناء صدامات مع الشرطة عدن، حيث نظمت تظاهرتان متنافستان احداهما نظمها دعاة انفصال الجنوب، والثانية نظمها اسلاميون يدعمون هادي منصور.
وذكر المتحدث باسم الحراك الجنوبي فتحي بن لزرق ان ثلاثة ناشطين قتلوا برصاص الشرطة اثناء محاولة مجموعة من الحراك التقدم الى ساحة العروض، حيث تجمع الالاف من انصار الوحدة للتظاهرة بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن.
وافاد بن لزرق ان المواجهات اسفرت ايضا عن مقتل احد المارة برصاص الشرطة في حي كريتر. وفي الاجمال اصيب 34 من انصار الحراك الجنوبي بجروح برصاص الشرطة في عدن، بحسب ناشطين ومصدر امني. وقال المصدر ان شرطيين اصيبا بجروح برصاص قناصين كمنوا فوق اسطح بنايات تطل على ساحة العروض.
وشهدت المدينة تظاهرة للحراك الجنوبي المطالب بغالبيته بالانفصال عن الشمال، واخرى للقوى المؤيدة للوحدة وللتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي مشارك في الحكومة) الداعمة للرئيس منصور هادي.
واحتفل مؤيدو الوحدة في الذكرى الاولى لانتخاب هادي المتحدر من الجنوب رئيسا توافقيا لليمن ضمن اتفاق انتقال السلطة، بينما احتفل الحراك بالذكرى الاولى لـ"مقاطعة" هذه الانتخابات. الا ان السلطات تمنع انصار الحراك من الوصول الى ساحة العروض بحسب ناشطين.
واعتقلت السلطات خلال الايام الماضية عددا من الناشطين الجنوبيين المطالبين بالانفصال، لاسيما القيادي قاسم عسكر، فيما اتهم ناشطو الحراك التجمع اليمني للاصلاح باستقدام ناشطين من الشمال.
وتجمع آلاف من انصار الحراك، خصوصًا القادمين من محافظات لحج والضالع وشبوة وابين وحضرموت والمهرة، في احياء قريبة من ساحة العروض. ورفع انصار الانفصال اعلام دولة اليمن الجنوبي السابقة، التي كانت مستقلة حتى العام 1990، وصور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقود الجناح المتشدد في الحراك، وصور القيادي المعتقل قاسم عسكر.
وهتف المحتجون في عدن "ثورة ثورة يا جنوب" و"برا برا يا استعمار". اما انصار الوحدة فرفعوا اعلام اليمن وصور الرئيس عبدربه منصور هادي، ولافتات كتب عليها "اليمن دولة مدنية موحدة" و"الوحدة قوتنا".
وقد فرضت السلطات تدابير امنية مشددة في المدينة، وانتشرت وحدات الشرطة والجيش بكثافة، فيما شلت الحياة بشكل كبير في كبرى مدن الجنوب، في ظل مخاوف من مواجهات على نطاق واسع في الشارع، بحسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس. ويلقي التوتر في عدن بظله على افق الحوار الوطني المنتظر في اليمن.
وكان فصيلان من الحراك الجنوبي قررا المشاركة في الحوار، الذي اعلن الرئيس انه سينطلق في 18 اذار/مارس في اطار تنفيذ اتفاق انتقال السلطة، والسعي إلى حل مشكلات البلاد الكبرى، مثل القضية الجنوبية والتمرد الشيعي في الشمال، فضلًا عن تعديل الدستور.
الا ان قسما كبير من الحراك ما زال يرفض الانضمام الى الحوار، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض. وندد الرئيس اليمني في كلمته اليوم بالدعوة الى العمل المسلح، الذي قال انه يسيء غلى قضية الجنوب في اشارة الى القيادي الجنوبي علي سالم البيض.
واتهم "دولة" بـ "تمويل وتسليح" الانفصاليين الجنوبيين، في اشارة الى ايران. ويطالب فصيل سالم البيض بانفصال الجنوب ويرفض المشاركة في الحوار الوطني. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات على اي طرف يعرقل المرحلة الانتقالية في اليمن.