عون - جعجع : ما فرّقه الماضي جمعه الارثوذكسي

أفضى التوافق على القانون الارثوذكسي بين مختلف الشرائح المسيحية الى تقارب بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون، تقارب لن يؤدي حتمًا الى تحالف انتخابي.

بيروت: يرى النائب فادي كرم (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف" أن التقارب اليوم بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ليس سياسيًا بالتأكيد، لأن خيارات التيار الوطني الحر بمكان وخيارات القوات اللبنانية بمكان آخر، وليس تقاربًا ايضًا بين اشخاص لأن لا مشكلة شخصية بين الطرفين، اما بالنسبة للموضوع الانتخابي فالامر لا يشكِّل مصالح انتخابية، بكل وضوح كانت القوات اللبنانية ترى خطأ في التمثيل المسيحي، وأخذت قراراً بعدم ايصالنا الى قانون الستين بالامر الواقع، ولهذا السبب أخذت القرار اليوم، لايجاد قانون بين يدينا هو قانون اللقاء الارثوذكسي وهو يصلح التمثيل المسيحي، علمًا أنه يحوي على الكثير من الثغرات، ونعرف أنه مرفوض من اكثر من فريق، من حلفائنا، ونحن نسمع لهم ونجلس سوية، وبمجرد الوصول الى هذا المشروع فُتحت الابواب التوافقية على مشروع يرضى عنه الجميع وكل الافرقاء.

اليوم اذا اعتبرنا أن هناك تقاربًا بين عون وجعجع البعض يرى في ذلك خسارة لجعجع لحلفائه في قوى 14 آذار/مارس؟ يجيب كرم:" هذه الامور التي تتحدث عن الرصيد والمواقف لا لزوم لها، وليس كل موقف يتخذه الدكتور سمير جعجع وحزب كبير كالقوات اللبنانية يجب القيام بحساب على اساس الرصيد والاصوات، وتأييد من هنا او هناك، فالقوات اللبنانية معروف عنها أن مواقفها تُتخذ على اساس المبادىء العامة التي تمشي بها، ليست حزبًا يركض وراء السلطة ولا وراء المراكز، ولا يسعى الى الشعبية على حساب المبادىء.

ويرى كرم أن لا تحالف انتخابي بين جعجع وعون، لأن الخيارين مختلفان في السياسة، والوضع الاستراتيجي للفريقين مختلف ايضًا، فعون وفريقه اخذوا القرار بالتحالف مع احزاب لا تؤمن اصلاً بلبنان الذي نعرفه، لبنان الرسالة والمنفتح والمتنوع، هم يتحالفون مع النظامين الايراني والسوري.

اما حلفاؤنا فيتميزون بالديموقراطية، وداخل تجمع 14 آذار/مارس اللعبة الديموقراطية تسلك طريق الاخذ والعطاء، وبالنهاية سنعود الى طاولة واحدة مع حلفائنا.

التيار الوطني الحر: التقارب مرحب به

يقول النائب سليم سلهب ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) في حديثه لـ"إيلاف" إن التجربة اظهرت أن أي تقارب اليوم، وخصوصًا بين التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية والمردة، انتج امورًا ايجابية، منها امور مستحيلة تحققت، واستطعنا الوصول الى نتيجة لجهة قانون الانتخاب، والامثولة التي نتخذها من هذه النتيجة، أنه كلما اتحدنا واتفقنا على مواضيع محددة، خصوصًا تلك الوطنية، نكون اعطينا الامثولة أننا استطعنا الحوار معًا للوصول الى نتيجة، واليوم بعد التشريع للقانون الارثوذكسي نستطيع التعامل والتعاون في المواضيع الوطنية اللاحقة للوصول الى هدف محدد، قد نبقى مختلفين سياسيًا، لكن من الممكن التقارب في المواضيع الوطنية.

ولدى سؤاله أن التقارب اليوم بين جعجع وعون على مصالح انتخابية، ألم يكن بمقدورهما التقارب في السابق وتجنيب لبنان خضات امنية كتلك التي حصلت في العام 1990؟ يجيب سلهب:" أن الخلاف بينهما كانت نتيجته سلبية في السابق، للأسف مررنا بمراحل كانت خلافية ودفعنا ثمنها غاليًا، وكانت عبرة للفريقين بعدم تكرارها، من هنا في قانون الانتخاب جرى الاتفاق، مع وضع كل فريق خلافاته السياسية على جانب الموضوع، واتفقا على قانون موحد.

هذا التقارب بين عون وجعجع جعلبعض قوى 14 آذار/مارس اليوم تنظر الى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأنه اصبح الجنرال رقم 2؟ يجيب سلهب:" من تاريخ عودة عون حتى اليوم ومنذ العام 2005 كل ما كانت تقوم به 14 آذار/مارس هو اخذ موقف مغاير تمامًا لنا، و14 آذار/مارس اجتمعت على الاضاد، هم ضد عون، ولم يكن لديهم مشروع سياسي موحد، والتعامل بين اعضاء 14 آذار/مارس اثبت أنه تعامل ظرفي اكثرمما هواستراتيجي، وهذا يظهر من ردات فعلهم، والنتيجة التي لمسناها اظهرت هشاشة 14 آذار/مارس.

ولدى سؤاله هل نحن اليوم امام معادلة مسيحية جديدة شبيهة بمعادلة نصرالله- بري؟ يقول سلهب:" لا اعتقد اننا وصلنا الى هذه المرحلة اليوم، ولكن بعد الانتخابات النيابية يجب أن نفكر جليًا هل سيبقى المشهد السياسي اللبناني كما كان عليه منقسمًا عموديًا؟ كل الاحتمالات واردة ولكن بعد الانتخابات النيابية، حتى تُقرر كيف ستكون التكتلات في المجلس النيابي بعد الانتخابات.

التقارب المسيحي اليوم هل يُترجم تقاربًا في الانتخابات النيابية بمعنى هل سنشهد تحالفات انتخابية بين عون وجعجع؟ يجيب سلهب:" ليس بالضرورة، اذا استطعنا الوصول الى قواسم مشتركة فالامر مرحب به، ولكن لا اعتقد أن ذلك سيوصلنا بالتأكيد الى تحالف انتخابي.