أخبار

الغنوشي والجبالي: خلاف مزعوم غايته امتصاص صدمة اغتيال بلعيد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يستبعد مراقبون انشقاق حمادي الجبالي عن حركة النهضة، بسبب رفض مبادرته الأخيرة للخروج بتونس من مأزقها. ويبدو للبعض خلافه مع راشد الغنوشي مسعى لامتصاص تداعيات اغتيال المعارض شكري بلعيد.

محمد بن رجب من تونس: باءت مبادرة رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي والمتعلّقة بتشكيل حكومة تكنوقراط بالفشل الذريع، وتمّ تكليف علي العريض وزير الداخلية بتشكيل حكومة يرجّح أنها ستكون حكومة سياسية بامتياز، حتى وإن ضمت كفاءات غير حزبية.

مبادرة حمادي الجبالي رفضتها حركة النهضة التي ينتمي اليها، وحركة وفاء وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (حزب الرئيس المرزوقي) بينما باركتها بقية الأحزاب.

هذه المبادرة التي جاءت مباشرة بُعيد اغتيال المعارض اليساري والقيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد في السادس من فبراير الجاري، أبرزت موقفين متباينين صلب الساحة السياسية، فقد خلص البعض إلى وجود خلاف حقيقي داخل حركة النهضة، بين "حمائم" و"صقور"، بينما يرى آخرون أنّ مبادرة الجبالي كانت مجرد تقاسم للأدوار فقط غايته امتصاص صدمة اغتيال شكري بلعيد، ثم عود على بدء.

صقور وحمائم

استبعد رئيس تحرير صحيفة الصباح الاعلامي جمال بوريقة في تصريح لـ"إيلاف" أن يكون رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي قد نسّق مع بقية أعضاء حزبه في إطار تقاسم للأدوار عند الاعلان عن مبادرته تلك، مؤكدا وجود تيارين داخل حركة النهضة أو ما يطلق عليهما الصقور والحمائم.

قال بوريقة: "لا أرى تقاسما للأدوار داخل حركة النهضة من خلال المبادرة التي كان أطلقها الجبالي، لأن الغنوشي هو الذي يقوم بتوريط البقية من حين لآخر في بعض الأحداث من بينها ما حصل في "دار الصباح" وما يأتيه شيخ الزيتونة حسين العبيدي الذي يجد التغطية والمساندة من الغنوشي وغيرها وهذا ما "يرفضه" الحمائم".

وكانت "دار الصباح" وهي مؤسسة اعلامية حكومية، عنوان أزمة كبيرة بين الصحافيين والحكومة الاسلامية في تونس بعيد تعيين مدير عام محسوب على نظام بن علي، لم يلق قبولا من طرف صحافيي "الصباح"، أما شيخ الزيتونة العبيدي فهو رجل دين مقرب من راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، ومورط في اعمال عنف مع أنصاره، وقام برفض تعيين شيخ جديد لجامع الزيتونة الشهير، واستولى مؤخرا على مقرّ لجمعية ثقافية بالقوة.

ويرى بوريقة أنّ الحمائم داخل النهضة يمثّلهم حمادي الجبالي الأمين العام للحركة التي تقود البلاد في المرحلة الانتقالية، وعبدالفتاح مورو نائب رئيس الحركة، وسمير ديلو وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية.

أما "صقور الحركة" فعلى رأسهم راشد الغنوشي الذي يعيش ضغطا خارجيا حيث يذهب راشد الغنوشي نحو التوجه الإخواني بينما يلاقي الرفض من بعض الجهات الخارجية وخاصة أميركا وإلى جانبه القياديان المتشددان الحبيب اللوز والصادق شورو والاختلاف بين الاتجاهين حقيقي لاختلاف التكوين.

لا تقاسم للأدوار

من ناحيته أشار زياد كريشان رئيس تحرير صحيفة المغرب في تصريح لـ"إيلاف" إلى أنّ مسألة تقاسم الأدوار بين الجبالي وراشد الغنوشي داخل حركة النهضة "غير منطقية بالمرة" فلو كان الرجلان بمثل "هذا التكتيك " لما وصلنا إلى هذه المرحلة التي تعيشها تونس حاليا و"قد كانت أغلب توقعاتهم خاطئة"، على حدّ تعبيره.

وأكد كريشان أنّ مسألة الانقسام داخل حركة النهضة، إنما هي مسألة سابقة لأوانها فلم ينسلخ أحد رغم وجود تباين في وجهات النظر تؤشر إلى تباين سابق لم يكن عميقا ولم يظهر للعلن، وعندما دخل الحكم في أزمة وانسدّت الآفاق، تفجرت التناقضات السياسية داخل النهضة، وهو ما ولّد قراءات مختلفة.

يضيف كريشان: "هنالك من يرى أنّ الحلّ يتمثل في مزيد من الانفتاح نحو المنافسين السياسيين وكل الأحزاب، بعيدا عن التصفيات السياسية، وهذا موقف رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي، لكن آخرين يرون أنّ ضعف الحكومة وترددها ومحاولة الانفتاح تبدو غير مجدية وأنّ الحل يتمثل في العودة إلى الثوابت والمحاسبة".

حركة متماسكة

شدد عضو حركة النهضة علي فارس في تصريحات لـ"إيلاف" على أنّ "الاختلاف حول بعض القضايا أمر طبيعي، ولكنه لا يرقى إلى مستوى الخلاف أو الانقسام فحركة النهضة تبقى متماسكة في ظل الديمقراطية الحقيقية داخل مؤسساتها التي يعود لها القول الفصل في القضايا التي تهمّ مستقبلها ولا يمكن لشخص واحد أن يحدد ذلك وهذا مصدر قوة حركة النهضة".

وأكد المنسق العام للتحالف الديمقراطي محمد الحامدي أنّ هناك خلافا حقيقيا داخل حركة النهضة حيث ساند ثلث نواب الحركة في المجلس التأسيسي مبادرة الجبالي، وجاهروا بذلك قبل إفشالها.

حزب جديد برئاسة الجبالي

مع احتدام الخلاف داخل النهضة قبل استقالة الجبالي، تحدثت تقارير اعلامية محلية عن نية حمادي الجبالي الانشقاق عن "النهضة" وتشكيل حزب اسلامي جديد مستقل، لكن النهضويين فندوا تلك الاخبار.

رئيس تحرير صحيفة "الصباح " يشدد على وجود خلاف حقيقي داخل النهضة وذهب إلى أبعد من ذلك بالتأكيد على أنّ هذا الخلاف "سيؤدي بهؤلاء إلى بعث حزب جديد".

أضاف: "هذا الخلاف مؤجل بما أنّ حركة النهضة توجد الآن في الحكم ولو تفقد الحركة السلطة في الانتخابات القادمة سيظهر الخلاف الحقيقي إلى العلن مثلما حصل في أغلب الأحزاب التونسية".

وأشار إلى وجود "حرب نفوذ" داخل حركة النهضة بين اتجاهين، اتجاه يقوده راشد الغنوشي من جهة، و آخر يقوده حمادي الجبالي، مبرزا أنّ الحوارات الأخيرة التي أدلى بها عبدالفتاح مورو نائب رئيس الحركة والذي كان صريحا في التعبير عن رأيه، تدخل في هذا الإطار وتؤكد وجود خلاف حقيقي.

ويرى الاعلامي زياد كريشان أن الجبالي لم يصعّد الموقف حتى لا يصل إلى مرحلة الأزمة مع حزبه، إذ قدم استقالته على مراحل وترك الباب مفتوحا إلى العودة في صورة التوافق من أجل مصلحة البلاد.

وتساءل كريشان حول مستقبل حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة بعد الاستقالة، فهل سيعود نائبا إلى المجلس التأسيسي؟ مستبعدا أن تكون استقالته تلك تمثل "انسلاخًا" عن حزبه أو مسعًى لاطلاق حزب جديد.

يضيف: "هو لم يفكر بعد جيدا في مستقبله السياسي، وقد يفكر في العمل الجدي والكبير داخل حركة النهضة في انتظار المؤتمر القادم حتى تكون له مكانة أبرز، ولكن إذا تأكد أن الجهاز مغلق ولم يتمكن من التغيير من الداخل من أجل تطوير جناحه قد يفكر في حلول أخرى من بينها تكوين حزب جديد ولو أنّ ذلك يبدو مستبعدا".

امتصاص الغضب الشعبي

ذهبت تحليلات إلى اعتبار مبادرة "حكومة التكنوقراط" من طرف حمادي الجبالي، والتي جعلت أشدّ معارضيه يلتفون من حوله بخصوصها، مجرّد محاولة لكسب الوقت وامتصاص غضب الشارع بعد اغتيال شكري بلعيد وهو حدث هدد بقوة حكم الاسلاميين في تونس وأدخل البلاد في أزمة غير مسبوقة.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة "حركة تونسنا " آمنة منيف في إفادة لـ"إيلاف" إنّ الرجل السياسي ينظر إليه من خلال مرجعيته الفكرية والإيديولوجية والسياسية إلى جانب مسؤولياته السياسية خلال فترة حكمه ومن هذا المنطلق، أكدت أنها تعتبر اغتيال شكري بلعيد كان نتيجة انفلات أمني كبير وتبرير للعنف وتسامح كبير مع بعض الأطراف الذين كانوا وراء هذا العنف والحكومة مسؤولة عن هذه الوضعية المتشنجة، ومن هذا المنطلق، كان من الصعب أن ينقلب حمادي الجبالي من متسبب في الأوضاع الاجتماعية المتردية إلى منقذ لكل ما حصل ويحصل".

وشددت آمنة منيف على أن الغاية من المبادرة التي أطلقها حمادي الجبالي هو امتصاص الغضب الشعبي بعد اغتيال القيادي شكري بلعيد.
أضافت: "حمادي الجبالي لما أعلن عن مبادرته على القنوات التلفزية كان حاسما في تحمّل المسؤولية في وقت ضيق، مؤكدا أنه سيعلن عن تشكيلة حكومته الجديدة بعد أربع وعشرين ساعة أو أنه سيستقيل".

وأكدت منيف أن الجبالي يعلم جيدا أن حزبه لن ينخرط في تكوين حكومة تكنوقراط بعيدة عن الأحزاب، وبالتالي كان الجميع يعلم ومن بينهم الجبالي، أنّ مبادرته ستفشل ولن يكتب لها النجاح، وهو ما يمكن اعتباره مماطلة وربحا للوقت، أي توزيعا للأدوار داخل حركة النهضة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حركة النهضة متماسكة
سمير - تونس -

لن ينال كارهو حركة النهضة مبتغاهم و لن يصيبها الإنقسام فهي متماسكة ولكن الإختلافات عادية داخلها ولا ترقى إلى مستوى الإختلافات ومن يرى غير ذلك فهو لا يعرف جيدا حركة النهضة التي ستسوس البلاد بعد الإنتحابات القادمة و سيكون العدل و بالتالي لا خوف من حركة النهضة في الداخل و الخارج .

حركة النهضة متماسكة
سمير - تونس -

لن ينال كارهو حركة النهضة مبتغاهم و لن يصيبها الإنقسام فهي متماسكة ولكن الإختلافات عادية داخلها ولا ترقى إلى مستوى الإختلافات ومن يرى غير ذلك فهو لا يعرف جيدا حركة النهضة التي ستسوس البلاد بعد الإنتحابات القادمة و سيكون العدل و بالتالي لا خوف من حركة النهضة في الداخل و الخارج .

لا انقسام و لا هم يحزنون
FIRAS -

الإسلاميون داخل حركة النهضة ذات الشعبية الكبرى في تونس لا تعيش انقساما أو تبادل أدوار و إنما اختلافات في وجهات النظر لا تغير شيئا من قوة الحركة ولا تزيدها إلا متانة و صلابة و ما أتاه حمادي الجبالي ما هي إلا رؤية تلزمه لنفسه ولكن مؤسسات الحركة رفضتها ولكن الجبالي لم يذهب كما كان يتمنى الحاقدون بل شارك في التصويت على انتخاب خليفة له من طرف مجلس الشورى .

لا انقسام و لا هم يحزنون
FIRAS -

الإسلاميون داخل حركة النهضة ذات الشعبية الكبرى في تونس لا تعيش انقساما أو تبادل أدوار و إنما اختلافات في وجهات النظر لا تغير شيئا من قوة الحركة ولا تزيدها إلا متانة و صلابة و ما أتاه حمادي الجبالي ما هي إلا رؤية تلزمه لنفسه ولكن مؤسسات الحركة رفضتها ولكن الجبالي لم يذهب كما كان يتمنى الحاقدون بل شارك في التصويت على انتخاب خليفة له من طرف مجلس الشورى .

pas de partis islamistes
momo -

tout d''abord le gouvernement doit retrouver sa crédibilité sil en a une en découvrant celui qui a tué Belaid ensuite il faut refaire les élections.l''ancien régime a tt anéanti pour que ceraines personalité auront du charisme pour avoir l'humanité du peuple alors les gens ont choisis ENNAHDA mais en instaurant un systéme juridique efficace et et des controle à ts les niveaux on peut opter à n''importe quel parti laique pourvu qu''l yaurait des gens compétents la tunisie arrivera à ses buts

pas de partis islamistes
momo -

tout d''abord le gouvernement doit retrouver sa crédibilité sil en a une en découvrant celui qui a tué Belaid ensuite il faut refaire les élections.l''ancien régime a tt anéanti pour que ceraines personalité auront du charisme pour avoir l'humanité du peuple alors les gens ont choisis ENNAHDA mais en instaurant un systéme juridique efficace et et des controle à ts les niveaux on peut opter à n''importe quel parti laique pourvu qu''l yaurait des gens compétents la tunisie arrivera à ses buts