أخبار

نصر الله أفلس والإهمال الدولي سبب وجود النصرة وقوتها

لؤي المقداد لـ"إيلاف": انتظروا خبرًا من الميدان يقلب المقاييس وبشّار ليس محصّنًا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يتعجّل لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، المساعي لحلّ الأزمة السورية، لأن الميدان يعد في مقبل الأيام خبرًا يغيّر كل الحسابات، ويهدد حزب الله بنقل المعركة إلى لبنان.

هيثم الطبش من بيروت: عناوين كثيرة تفرض نفسها على الحديث، الذي أدلى به لؤي المقداد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، لـ"إيلاف"، إذ وجّه رسائل في أكثر من اتجاه لبناني ودولي. فبالنسبة إليه، حزب الله تحول إلى عصابة، بعدما أفلس حسن نصر الله من أكذوبة المقاومة، ورئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان مغلوب على أمره، والدولة اللبنانية مقهورة بقوة سلاح العصابة. أما النائب ميشال عون والوزير جبران باسيل فمأجوران لتشويه الثورة.

لكن الرسالة الأقوى يوجّهها المقداد إلى المجتمع الدولي، قائلًا: "البازار الآن مفتوح لإيجاد الحلول للأزمة في سوريا، والجميع يدفع أثمانًا، وأنصح المجتمع باستغلال فرصة الوقت المتاح حاليًا، لأنهم خلال أيام سيسمعون أخبارًا من الميدان تغيّر كل حساباتهم".

يضيف: "يبنون حساباتهم على أساس أن بشار الأسد آمن في مكان ما، ويستطيع البقاء حيث هو هذه الفترة، نحن نقول لهم ستتفاجأون بما لم تتوقعوه". وإذ تستوضحه "إيلاف"، يجيب بصوت واثق: "ستسمعون خبرًا عن عمل عسكري يقلب المقاييس ويجبر المجتمع الدولي على تقديم صفقة سريعة باهظة الكلفة". يتابع: "يعتقدون أن بشار محصّن... وسنرى".

ويؤكد المقداد أن مخطوفي أعزاز بصحة جيدة، وأن حزب الله يعطّل الملف عمدًا، بالرغم من المساعي التي يبذلها الرئيس سعد الحريري، "الذي لا يبالي بمن سيستفيد سياسيًا من إطلاقهم، لأن همّه سلامتهم".

لن نسكت
يصف المقداد، عبر الهاتف، الأوضاع في منطقة القصير والقرى الحدودية المتداخلة بين لبنان وسوريا، بأنها "غير هادئة ولا مستقرة، وإن كانت حدة الاشتباكات قد تراجعت، لكنها لن تتوقف".

يضيف: "تراجعت عناصر حزب الله بعض الشيء، لكنها لا تزال تحتل قرى يجب ألا تكون فيها، وهنا أريد أن أقول لقيادة حزب الله إن عليها أن تدرك أن "القصير" أصبحت جبهتنا الأولى، وليست مجرد موقع قتال عابر، فالنظام السوري سحب قواته من المنطقة ليوظفها في معارك في مناطق أخرى، وحزب الله يلعب دور النظام على الأرض الآن، والجيش الحر لن يسكت عن هذا".

يشرح المقداد تفاصيل الواقع الميداني في القصير، فيقول: "عوّدتنا عناصر حزب الله على إطلاق رشقات نارية بين يوم وآخر في تلك المنطقة، لكن بعد خطاب أمين عام الحزب حسن نصر الله قبل أسبوع، رصدنا تحركات برَية غير اعتيادية، مرفقة بقصف مدفعي وصاروخي، يشكّل نوعًا من غطاء ناري، وكان هذا عاملًا جديدًا".

كمين الحرّ
ثمة عوامل ساعدت على تقدم عناصر حزب الله على الأرض وتوغلها في الأراضي السورية. يقول المقداد: "نفذوا اجتياحًا بريًا، ولم تكن عناصر الجيش الحر كافية لصدّ هذا الهجوم، لكنها تلقت الأوامر والتعليمات اللازمة للتعامل مع الوضع الجديد، وأرسلت إليها تعزيزات من مناطق قريبة في حمص، فأجبرت عناصر حزب الله على التراجع من بعض المواقع".

ويؤكد المقداد أن مقاتلي حزب الله استقدموا راجمتي صواريخ كاتيوشا إلى المنطقة، ونصبوا مدفعية أيضًا، "وكنا أمهلناهم 48 ساعة لوقف القصف، لكنهم لم يكترثوا".

يكشف المقداد أن الجيش السوري الحر هو من هاجم دورية حزب الله، وليست عناصر جبهة النصرة. يقول: "مع استمرار الحزب في اعتداءاته، نصبت مجموعة من كتائب الحر كمينًا لدورية مؤلفة من عشرة عناصر في سيارتي دفع رباعي، وكانت النتيجة تسجيل إصابات مباشرة، وإعطاب إحدى السيارتين، الأمر الذي سمح لهم بإخلاء القتلى والجرحى في السيارة الأخرى، ولم يتسنَّ لنا التأكد من عدد القتلى، كما تعامل عناصرنا مع مربض مدفعية في قرية زيتا".

نقل المعركة إلى لبنان
"حسن نصر الله استنفذ كذبة المقاومة والممانعة، وتحول سلاح الحزب من محاربة العدو إلى قتل أطفال سوريا"، بهذه الكلمات يشرح المقداد التعبير الوارد في بيان للجيش السوري الحر، موجّهًا إلى نصر الله كلمات يقول له فيها: "عمرك الافتراضي انتهى".
يضيف: "نحن لا نقصد التهديد الجسدي بالقتل أو بالاغتيال، فنحن لا نستعمل هذا الأسلوب الذي اختص به حزب الله مع أخصامه، لكن كذبة المقاومة انتهت، وحزب الله أصبح عصابة".

وعن التوجّه إلى تقديم شكوى ضد لبنان بسبب ممارسات حزب الله، يقول المقداد: "تواصلنا مع أعضاء في الائتلاف المعارض، وأوضحنا لهم الموقف، وطلبنا منهم بصفتهم الممثل السياسي للثورة إصدار بيان والتوجّه بشكوى ضد حزب الله في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة، ولا توجّه لدينا في الوقت الراهن نحو التحرك ضد الدولة اللبنانية، لأننا ندرك أن حزب الله يقبض على عنق هذه الدولة، ولا يسمح لأركانها بالتحرك من دون إذنه، وقد ناشدنا رئيس الجمهورية أكثر من مرة، من دون أي نتيجة".

لكن المقداد يلمّح إلى ما هو أخطر من ذلك. يقول: "لدينا في صفوف الجيش الحر ما يزيد على 300 ألف عنصر وضابط، ونحن قادرون على نقل المعركة إلى لبنان، وفي لبنان نحو 300 ألف لاجئ سوري أيضًا، إضافة إلى إخواننا اللبنانيين المناصرين لثورتنا، وهذه كلها عناصر قوة، لكننا نشدد ونكرر أن اللبنانيين أهلنا وإخوان لنا، وندرك تمامًا أنهم واقعون تحت تسلّط سلاح عصابة حزب الله"، مؤكدًا عدم استهداف اللبنانيين في أي ضربة يوجّهها الجيش الحر إلى مواقع إطلاق النار والمدفعية.

بين النصرة والنظام
يرتفع صوت المقداد عند سؤاله عن الدور الذي تلعبه جبهة النصرة في الثورة السورية. يقول: "كنا أول من حذّر من مغبة دخول جبهة النصرة إلى سوريا، وطالبنا بالتنبه إلى هذا الأمر، لكننا لم نلقَ أي اهتمام من أي طرف، فقبل أربعة أشهر بالتحديد، كان عدد رجال جبهة النصرة في سوريا كلها 1300 رجل فقط. أما اليوم، فنحن نلاحظ ارتفاعًا لهذا العدد، فالقدرات التنظيمية والمالية لجبهة النصرة من جهة وضعف قدرات الجيش الحر في الجهة المقابلة عاملان يغريان الشبان السوريين الذين يريدون مواجهة هذا النظام القاتل، فيلجأون إلى الطرف الذي يوفر لهم هذه الإمكانات".

لا بد من الاعتراف بأن هذا الكلام يثبت النظرية التي يسعى النظام إلى تسويقها لدى الغرب، بأنه يقاتل القاعدة. يرد المقداد على ذلك بحماسة مفرطة: "لو كان الأسد يقاتل القاعدة والتطرّف لما واجهناه، وكنا سكتنا عنه، لكنه يقتل شعبًا بكامله، وهنا لا تستطيع دول العالم أن تتفرج علينا نموت لعامين، ولا تتخوف من دخول القاعدة وجبهة النصرة وربما غيرها إلى الساحة".

يتابع: "المماطلة التي يمارسها المجتمع الدولي مكشوفة بكل أشكالها، فمرة السبب هو الانتخابات الروسية، ومرة الانتخابات الأميركية، ومرة التهويل بوجود القاعدة، ومرة انتظار البديل من النظام، وهذه كلها حجج واهية".

ويؤكد أن الأمر اليوم بيد الشعب السوري، الذي يواجه بقدراته البسيطة، "لكن المشكلة أننا نفتقد القدرات، فنلجأ لطلب المساعدة من الله، وعندما نقول يا رب، يقال عنا إرهابيين وتكفيريين، هذه هي المعادلة".

عطلوا ملف أعزاز
يتعزز الإحساس بالغيظ لدى المقداد عند سؤاله التعليق على مواقف تكتل التغيير والإصلاح والنائب ميشال عون من الجيش السوري الحر والثورة السورية. يقول: "أوجّه رسالة لذلك الذي وصف الجيش الحر بالعصابة، فأقول له إذا كانت المقاومة التي يلتحق بها هذا الصغير هي التي تقتل الأطفال، فمباركة عليه، وإذا كنا بنظر هذا التكتل عملاء لإسرائيل، فأقول لميشال عون إسأل ميشال سماحة وفايز كرم فيخبرانك من هم العملاء، واسأل صهرك المأجور المرتزق الذي يخرج ليشوّه صورة الثورة".

يرفض المقداد قاطعًا الربط بين مصير اللبنانيين الموجودين في أعزاز وبين ما يجري في القصير، ويوضح قائلًا: "هؤلاء أهل لنا، ونحن لسنا كحزب الله، لنربط بينهم وبين ما تفعله هذه العصابة في القصير، ويعلم حزب الله ونصر الله أنهم هم الذين عطلوا هذا الملف بعدما بذل الجيش السوري الحر والرئيس سعد الحريري كل الممكن لإطلاق سراحهم، ويعرف نصر الله أن إنهاء معاناة هؤلاء في يده شخصيًا".

يضيف: "أذكر بأن إيران ضغطت على الأسد لإطلاق سراح 2100 مواطن سوري مقابل 48 إيرانيًا كانوا محتجزين، فليقم نصر الله بالخطوة نفسها إن استطاع، لكن الدم اللبناني والسوري رخيص عنده وعند الأسد، فالمطلوب الضغط على الأسد للإفراج عن أسرى سوريين أبرياء مقابل الإفراج عن هؤلاء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف