أخبار

ذهب تونس غادرها عبر أربعة مطارات فرنسية من دون مساءلة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أمام صمت تونس عمّا كشفته نيس متان عن عمليات تهريب سبائك الذهب من تونس عبر عدد من المطارات الفرنسية، تبادر فرنسا لبحث مكامن الخلل والعمل على وضع قوانين جديدة تحدّ من هذه الظاهرة.

كشفت صحيفة نيس متان النقاب عن قضية ضخمة تتعلق بتهريب كميات كبيرة من الذهب من تونس، نحو وجهات أخرى عبر أربعة مطارات فرنسية، هينيس ومارسيليا وأورلي ورواسي. وقدرت الكمية المهرّبة بنحو 1800 سبيكة، قيمتها الإجمالية 72 مليون يورو.

اعتمدت الصحيفة على مصدر جمركي، فضل عدم الكشف عن اسمه، للحصول على كل هذه المعلومات، ويعتقد أن هذه الكميات من الذهب التي نقلت من تونس عبر المطارات الفرنسية المذكورة تعود إلى بن علي أو إلى القذافي.

وذكرت الصحيفة أن الجمارك كانت تبلغ إدارتها، إلا أنه لم يتم التحرّي في الموضوع. لكنها توضح في الوقت نفسه، أن نقل الذهب في أوروبا مسموح كأي بضاعة أخرى، والمطلوب من ناقله فقط أن يعلن عن الكمية التي بحوزته عند حلوله في المطارات الفرنسية.

وتولى حاملو الذهب إخبار الجمارك بما ينقلون في كل مناسبة يحلون فيها في هذه المطارات، مظهرين في الوقت نفسه تذاكر سفرهم التي توضح أن وجهتهم ليست فرنسا، وإنما دبي أو إسطنبول.

مكامن الخلل
دامت عمليات نقل الذهب من تونس عبر المطارات الفرنسية أكثر من عام ونصف عام، أي مباشرة بعد رحيل بن علي عن الحكم حتى نيسان (أبريل) 2012. وتمت بمعدل عمليتين اثنتين إلى خمس عمليات في الأسبوع. وكانت آخر عملية قبل أيام، وتمت كلها في إطارها القانوني.

وكان وزير المالية التونسي جلول عياد ظهر في وسائل الإعلام في 21 آذار (مارس) 2011 وهو يهنّئ الجمركيين التونسيين، الذين نجحوا في حجز كمية من الذهب، اعتبرها الوزير قياسية، قدرت بنحو 13.4 كيلوغرامات، إذ حجزت من مسافر تونسي كان متوجهًا إلى إسطنبول.

حاولت "إيلاف" الاتصال بوزارة المالية التونسية، إلا أنها لم تنجح في ذلك. كما حاولت جاهدة الاتصال برئيس منظمة الشفافية الدولية فرع فرنسا. وكانت المنظمة طالبت في مناسبات بتشديد الخناق على الديكتاتوريات العربية المطاح بها أوروبيًا بتجميد كل الأرصدة والممتلكات التابعة لبلدانها أو التي كانت مودعة باسمها، وتشديد المراقبة على أي حركة تساهم في نقل الأرصدة التونسية أو الليبية أو المصرية نحو جهات دولية.

تواتر هذه العمليات دعا الجمارك الفرنسية إلى التحرك وإبلاغ إدارتها بما يحصل، وهو ما دعا الأخيرة إلى البحث عن مكامن الخلل. كما بدأت وزارة الموازنة الفرنسية في التفكير في تعزيز القوانين التي تحول دون عمليات من هذا القبيل.

وبرز الحديث عن تهريب سبائك الذهب من تونس للمرة الأولى مباشرة بعد سقوط بن علي، حين تسرّبت معلومة من الإليزيه حينها، تداولتها الصحف الدولية والعربية، مفادها أن زوجة بن علي الملقبة بملكة قرطاج سحبت طنًا ونصف طن من الذهب من احتياطي البنك المركزي التونسي.

وتجمد فرنسا وعدد من البلدان الأوروبية أرصدة بن علي وأقربائه، وهو إجراء زاد من تخوفات الديكتاتوريات العربية والأفريقية على أموالها وممتلكاتها المنهوبة من شعوبها والمتمركزة في هذه الدول، والبعض منها اليوم محل تحقيقات قضائية فرنسية.

دبي القبلة المالية

وبخصوص دبي التي تحدثت عنها صحيفة "نيس متان" بكونها كانت وجهة هذه الكميات من الذهب، يقول حجي، "المعروف على دبي أنها مركز مالي ومن ولا أستغرب لذلك"، فيما لا يرى أي رابط يمكن أن يدعوه إلى القول إن إسطانبول كانت الوجهة الثانية لهذه السبائك كما تحدثت عن ذلك الصحيفة الفرنسية.

ويرى الإعلامي والمحلل السياسي صديق حاجي طبيعيًا أن تهرّب أموال وأشياء ثمينة، مثل الذهب، من بلدان، كتونس وليبيا، "عرفت انهيار السلطة المركزية التي كانت تمثلها الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة، ما أدى إلى شبه شلل في هياكلها، ويصعب عليها في بداية تأسيس الدولة الجديدة أن تؤدي وظيفتها بشكل طبيعي".

يقول: "الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لا يعني أن النظام برمته انتهى، فهو مازال يحافظ على أتباع داخل مختلف الأجهزة تفكر بمنطق النظام البائد نفسه، وتستغل أي فرصة للقيام بعمليات من هذا النوع، سواء لأنها غير مستعدة للتنازل عن منافعها القديمة أو لأنها تحضّر نفسها لمرحلة مقبلة".

يضرب حجي المثل بقافلة السيارات رباعية الدفع، التي تحدثت عنها كل وسائل الإعلام أثناء الحرب الليبية، والتي توجّهت نحو الجزائر عندما تمت محاصرة ميليشيات القذافي. وأوضح قائلًا: "يستحيل أن تكون هذه القافلة غادرت البلاد من دون أن تكون محمّلة بالأموال والأشياء الثمينة كالذهب والتحف وغيرها".

ويعتقد حجي أن عمليات تهريب الذهب من تونس "قد تكون إجرامية محضة، وقد تكون كذلك بغايات سياسية، يراد منها توفير الطاقة المادية لأنصار النظام السابق لتحضير أنفسهم من أجل الانقضاض على الحكم في لحظة من اللحظات، بعيدًا عن الرقابة التونسية".

ضعف الدولة
في حين يقول أستاذ العلوم السياسية نوفل براهيمي الميلي إن انهيار الديكتاتوريات، التي يعتبر تمركز السلطة أحد مقوماتها، أضعفت الدولة في تونس، ومازالت هناك صعوبات في قيام مؤسسات جديدة، "ويمكن للتناوب كذلك أن يأتي بمجموعة جديدة للحكم لتستفيد من منظومة فاسدة، أملنا أن تكون قد انتهت".

وينفي صاحب كتاب "الربيع العربي مناورة" أن تكون قراءته للربيع العربي انطلاقًا ممّا يعرف بمنطق المؤامرة، موضحًا أن عنوان كتابه كان من اختيار الناشر، فيما كان اختياره هو "لا ربيع عربي للعرب"، إذ يؤكد أن "طرحه هو فك شفرات المسرحة، نسبة إلى المسرح، التي خلقتها قطر كشركة مناولة تشتغل لمصلحة الولايات المتحدة لمصاحبة الربيع العربي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حقيقة مرة
الواوي الماوي -

هناك كمية ذهب جميلة مدفونة في ليبيا تقدر بالأطنان و مكان دفنها في الصحراء يعلمه بضعة أفراد فقط .. نصفهم ماتوا و النصف الآخر ساكت عن الموضوع حالياً

حقيقة مرة
الواوي الماوي -

هناك كمية ذهب جميلة مدفونة في ليبيا تقدر بالأطنان و مكان دفنها في الصحراء يعلمه بضعة أفراد فقط .. نصفهم ماتوا و النصف الآخر ساكت عن الموضوع حالياً

اين العلمانيون والملحدين؟
بو جاسم -

اين الليبراليون والمعارضون العلمانيون والملحدين من هذا الخبر؟؟ ام ان فرنسا معلمتهم وامهم واساسهم يحل لها ان تفعل ما تشاء؟؟ اليس هذا الذهب هو ذهب التوانسة ومن مال التوانسة العام؟؟؟ ام انكم فقط تعترضون على استثمارات الخليج وتتهمونهم بانهم يريدون شراء تونس؟؟ عجبي لهكذا متفرنسون!! ففرنسا تنهب تونس من ايام زين الهاربين وما زالت الى يومنا هذا تتدخل في شؤون تونس الداخلية ولا نجد من المعارضة التونسية اي كلمة ضد هذا التدخل السافر بينما نجدهم فقط يتشارطون ويعلو صوتهم ضد اي تفاهم خليجي تونسي؟؟ عجبي!!! اين العروبة واين الشهامة يا علمانيي وليبراليي تونس!! سلام ختام

اين العلمانيون والملحدين؟
بو جاسم -

اين الليبراليون والمعارضون العلمانيون والملحدين من هذا الخبر؟؟ ام ان فرنسا معلمتهم وامهم واساسهم يحل لها ان تفعل ما تشاء؟؟ اليس هذا الذهب هو ذهب التوانسة ومن مال التوانسة العام؟؟؟ ام انكم فقط تعترضون على استثمارات الخليج وتتهمونهم بانهم يريدون شراء تونس؟؟ عجبي لهكذا متفرنسون!! ففرنسا تنهب تونس من ايام زين الهاربين وما زالت الى يومنا هذا تتدخل في شؤون تونس الداخلية ولا نجد من المعارضة التونسية اي كلمة ضد هذا التدخل السافر بينما نجدهم فقط يتشارطون ويعلو صوتهم ضد اي تفاهم خليجي تونسي؟؟ عجبي!!! اين العروبة واين الشهامة يا علمانيي وليبراليي تونس!! سلام ختام

au n 2 bou gacem
jamal -

Mais tu n''as pas parlé de l''arabie qui cache encore le voleur avec ses biens volés

au n 2 bou gacem
jamal -

Mais tu n''as pas parlé de l''arabie qui cache encore le voleur avec ses biens volés

لماذا نلوم فرنسا ؟
فول على طول -

الذهب فى مطارات فرنسا مسموح بنقلة مثل أى سلعة اذن لماذا نلوم فرنسا ؟ وعلى أى شئ نلومها ؟ ولكن لم يتحدث أحد عن مكان تخزين الذهب ومكان ايواء اللصوص وسارقى الشعوب ؟ لماذا لم يتحدث أحد عن السعودية أو دبى أو قطر أو الامارات وهى البلاد التىتأوى اللصوص ؟ السعودية بلد الشريعة هى التى تأوى كبار اللصوص مثل زين العابدين بن على ..وجعفر النميرى ..وعيدى أمين ..والكثير غيرهم من الذين سرقوا شعوبهم .. لماذا لا تطبق السعودية الحدود على هؤلاء اللصوص ؟ أم ان الشريعة تطبق فقط على الغلابة من العاملين من الدول الاسيوية ؟ يبدو ان الشريعة ترى بعين واحدة .

لماذا نلوم فرنسا ؟
فول على طول -

الذهب فى مطارات فرنسا مسموح بنقلة مثل أى سلعة اذن لماذا نلوم فرنسا ؟ وعلى أى شئ نلومها ؟ ولكن لم يتحدث أحد عن مكان تخزين الذهب ومكان ايواء اللصوص وسارقى الشعوب ؟ لماذا لم يتحدث أحد عن السعودية أو دبى أو قطر أو الامارات وهى البلاد التىتأوى اللصوص ؟ السعودية بلد الشريعة هى التى تأوى كبار اللصوص مثل زين العابدين بن على ..وجعفر النميرى ..وعيدى أمين ..والكثير غيرهم من الذين سرقوا شعوبهم .. لماذا لا تطبق السعودية الحدود على هؤلاء اللصوص ؟ أم ان الشريعة تطبق فقط على الغلابة من العاملين من الدول الاسيوية ؟ يبدو ان الشريعة ترى بعين واحدة .

أين السلطات التونسية
كريم -

أود في البداية وأنا مواطن تونسي أن أؤكد من منطلق عملي ومهنتي أن تصدير الذهب في تونس محجر تحجيرا باتا إلا للمؤسسات المصدرة كليا والتي تقوم بتوريده في شكل خام ثم بعد القيام بانتاجه في شكل جواهر يتم تصديره أما إخراج الذهب في شكل سبائك ذهبية فهو ممنوع بحكم القانون التونسي ومن الواضح أن عملية التهريب تتم عن طريق مطار تونس قرطاج وأن طول مدة العملية سنة ونصف السنة من جانفي 2011 وإلى غاية أفريل 2013 يدل على وقوف مجموعة محترفة وفي غاية التمكن وعلى مستوى عالي ونافذة لكن الفضيحة الحقيقية تكمن في هذا الصمت المريب من الثلاث حكومات التي حكمت تونس أثناء القيام بهذه العمليات وهي حكومة محمد الغنوشي ثم حكومة الباجي قايد السبسي وأخيرا حكومة حركة النهضة وحلفائها برئاسة حمادي الجبالي

أين السلطات التونسية
كريم -

أود في البداية وأنا مواطن تونسي أن أؤكد من منطلق عملي ومهنتي أن تصدير الذهب في تونس محجر تحجيرا باتا إلا للمؤسسات المصدرة كليا والتي تقوم بتوريده في شكل خام ثم بعد القيام بانتاجه في شكل جواهر يتم تصديره أما إخراج الذهب في شكل سبائك ذهبية فهو ممنوع بحكم القانون التونسي ومن الواضح أن عملية التهريب تتم عن طريق مطار تونس قرطاج وأن طول مدة العملية سنة ونصف السنة من جانفي 2011 وإلى غاية أفريل 2013 يدل على وقوف مجموعة محترفة وفي غاية التمكن وعلى مستوى عالي ونافذة لكن الفضيحة الحقيقية تكمن في هذا الصمت المريب من الثلاث حكومات التي حكمت تونس أثناء القيام بهذه العمليات وهي حكومة محمد الغنوشي ثم حكومة الباجي قايد السبسي وأخيرا حكومة حركة النهضة وحلفائها برئاسة حمادي الجبالي