أخبار

المواطنون الصحافيون في سوريا: هل يتغلب السلاح على الكاميرا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دير الزور: فيما يجهد المواطنون الصحافيون في سوريا لنقل صورة الموت والدمار في بلادهم الى العالم، يتساءل بعضهم ما اذا كانت الاسلحة تتغلب على الكاميرات في النهاية.

وقالت كنده "نحن عيون العالم" وهي الشابة الوحيدة بين 10 اشخاص يعملون على مدار الساعة في مركز اعلامي في بلدة دير الزور النفطية شرق البلاد التي مزقتها اشهر من القتال الكثيف بين المعارضة المسلحة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد.

وتابعت "من دوننا لما علم العالم بما يحصل...لم تجرؤ اي وسيلة اعلام غربية على الحضور الى هنا".

وتحدث زميلها ابو حسين عن الفظائع التي شهدها واكد انه ما زال يجد "القوة للاستمرار في هذا العمل يوميا، وساواصل حتى تحرير سوريا او الموت".

وكرر كلاما يردده كثيرون في جميع انحاء سوريا ممن تحولوا الى مواطنين صحافيين لنقل الاحداث الى الخارج.

وتابع "اسلحتنا هي كاميراتنا، وهي اقوى من اي كلاشنيكوف في يد ثائر. اسلحتنا ترمي الى التوعية، وهي لا تقتل".

لكن سعد صليبي لم يبد واثقا من ذلك، واكد قلقه من انه بعد حوالى عامين ما زال النزاع مستمرا و"لا احد يساعدنا". وهو يأخذ معهد بندقية عندما يذهب الى الجبهة.

وقال "انني اسجل مشاهد القتال بكاميرتي لكن ان اطلقوا النار علي ابادلهم النار...لان حياتي اهم بكثير من اي صورة قد التقطها".

وقال صليبي انه انضم الى الحركة المطالبة بالديموقراطية عند انطلاقها في اذار/مارس 2011 لكن بعد ان شهد مقتل الكثير من الناس بسبب قمع نظام الاسد "قررت حمل السلاح" بحسبه.

وتابع "في كثير من الاحيان اتساءل ان لم يكن من الافضل وقف التصوير والقتال الى جانب الجيش السوري الحر".

اما اكرم عساف فسبق ان فعل ذلك، وبات يحمل الكاميرا والبندقية معا.

وقال "قاتلت طوال سبعة اشهر...حتى انضمامي الى (المواطنين الصحافيين) بعد ان ادركت ان عدد المقاتلين كاف وانهم يحتاجون لمن يلتقط الصور على الجبهة".

لكن ذلك قد يتغير بحسب عساف الذي يمضي اكثر وقته في تدريب الوافدين الجدد على تغطية الحدث مع تجنب الاصابة.

وقال "اذهب الى حيث هناك حاجة الي. اليوم انا مع الناشطين لكن غدا قد اعود الى الجبهة للقتال".

من بين قتلى المجموعة ابو عمر، الذي وضعت خوذته وسترته الواقية من الرصاص على كرسيه في المركز الاعلامي.

وافاد زميله ابو حسين انه قتل في القصف "ودفع حياته ثمنا لنقل الفظائع التي يرتكبها النظام يوميا بحق المدنيين".

واضاف ان "رؤية اغراضه تبقيه هنا معنا وتذكرنا بما دفعنا الى فعل ما نفعل" مؤكدا ايمانه باهمية عمل المواطنين الصحافيين.

واكد ان الفريق يرسل كل يوم صورا الى "قناة دير الزور" التي تبث من مصر.

واوضح عساف "نرسل اليهم المواد وهم يبثونها"، متابعا انه "يمكن مشاهدتها في سوريا وحول العالم لانها فضائية".

لكن وسط الكلام عن التخلي عن الكاميرات وحمل السلاح اكد عساف ان الناشطين باتوا مؤخرا يواجهون مشاكل مع الجيش السوري الحر بسبب سوء التفاهم.

وقال "ان بعض الجنود يجبروننا على محو تسجيلاتنا معتبرين اننا المسؤولون عن قصف النظام لمواقعهم". واضاف "المشكلة هي انهم يتعرضون للقصف سواء صورنا ذلك ام لا".

وتابع "اننا نطلب دوما الاذن لمرافقتهم الى الجبهة، وعادة يوافقون. لكن عند بدء القتال يلوموننا ويحاولون محو التسجيلات".

وقال ابو حسين "هذا غير منطقي، فهم يعتقدون اننا نحمل الافلام على الانترنت مباشرة ونحن نصورها".

واضاف ان بعض وحدات المعارضة المسلحة "يصورون افلامهم بانفسهم ويرسلونها الينا لتحريرها وتحميلها على قناتنا على موقع يوتيوب. هذا جيد لانه يتعذر علينا التواجد في كل مكان فيما يصلون الى اماكن لا يمكننا دخولها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الكاميرا جريمة في سوريا
Witnesses -

تعتبر سلطة الأسد أن أخطر عدو لها هو الكاميرا ،وسبب ذلك أن سلطة الأسد تبذل كل ما في وسعها للتعتيم على ما يجري في البلاد، ويرى شباب الثورة أن آلاف المقاطع التي صوروها وثقت لثورتهم وتظاهراتهم، ووثقت كمًّا هائلا من الجرائم والانتهاكات التي شاهدها العالم كله، وكان يمكن أن تمرّ دون أن يعرف عنها أحد، ولكن النظام يتعامل مع التصوير على أنه جريمة، مع أن العكس وهو حجب الحقيقة هو الجريمة، لأن التعتيم على الانتهاكات يؤدي إلى المزيد من العنف والجرائم ، وتبين للناشطين بأن هناك بين المتظاهرين مخبرين تم اكتشاف بعضهم لاحقاً كانوا يقدمون تقريراً بأسماء الذين يصورون بهواتفهم النقالة وتقوم بعد ذلك أجهزة الأمن باعتقالهم وتعذيبهم فإن تبين لهم بأنه يراسل الجزيرة أو العربية فحكمه الإعدام بتهمة الخيانة العظمى ، و هناك آلاف المعتقلين في سوريا بتهمة التصوير بكاميرا الهاتف النقال ، ويروي كل من النشطاء نزار ورامي وأحمد وفرزات بأن هناك قائمة طويلة تتضمن أسماء الذين قتلوا على امتداد سوريا بواسطة القناصة أثناء رفعهم أيديهم أعلى من رؤوس المتظاهرين لنقل الصور أو لتصوير هجوم الشبيحة على المتظاهرين وضربهم ، أو أثناء اقتحام الدبابات للمدن أو لدى تصويرهم آثار القصف والدمار فأكثرهم كانت تستهدفهم القناصة فيسقطون قتلى ، وهؤلاء معظمهم شباب ناشطون وبعضهم صحفيون محترفون تسللوا إلى سوريا كالفرنسي ريمي أوشليك وأربعة صحفيين جزائريين ومصور قناة الجديد علي شعبان، وغيرهم ، خالد محمود قبيشو مصور اعتقل وأعدم ميدانياً ثم دهسوا رأسه بدبابة في إدلب يوم 17 أبريل2012 على مرأى ومشهد الناس ،أما المصور أنس الحلواني فبقي ينزف ست ساعات في شارع بحمص دون أن يتمكن أحد من مساعدته، فإن الأمن في سوريا يتعمد إطلاق النار على المصورين ، يقول الناشط سامي إنه ورفيقه نجوَا من رصاص القناصة أثناء تصويرهما للمظاهرات بمدينتهم في ريف دمشق ، ولاذوا بالفرار حيث كانوا يقومون بالتصوير من فوق بناء مهجور واقفين على سطحه للتصوير.