"قطار الإتحاد" الإماراتي يخدم الأسر ويجعل السفر آمنًا وسريعًا

في نهاية العام 2013، تضع الامارات اللمسات الأخيرة على قطار الاتحاد، الذي يربط بين الامارات، ويربطها جميعًا بدول مجلس التعاون الخليجي،وتكلفته الإجمالية40 ملياردرهم بينما كلفة المرحلة الأولى 4.7 مليارات.

دبي: سيغطي قطار الاتحاد الإماراتي شبكة كبيرة، بطول يزيد على 1200 كيلومتر عبر كافة الإمارات، ومن حدودها غربًا مع السعودية إلى حدودها شرقًا مع عمان، حيث ستعمل الشبكة على ربط المناطق بدءًا من الغويفات إلى أبوظبي ودبي والإمارات الشمالية، مع نقاط اتصال أساسية بينها، كمدينة العين ومدينة زايد.

عند الانتهاء من الإنشاء، ستمتلك الإمارات شبكة وطنية شاملة تتضمن محطات الشحن، ومراكز توزيع ومخازن تقع بالقرب من مراكز النقل الرئيسية ومستودعات ومرافق للتخزين عبر كافة أنحاء الإمارات، بما في ذلك مناطق المصفح، وميناء خليفة، والمنطقة الحرة في جبل علي، وميناء الفجيرة، وميناء صقر.

كما ستمتد شبكة الاتحاد للقطارات لتتصل مع شبكة دول مجلس التعاون الجاري العمل على إنجازها، والتي ستغطي 6 من دول مجلس التعاون الخليجي، من السعودية إلى البحرين وقطر وعمان والكويت والإمارات.

وستمتد المرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد على مسافة 264 كيلومترًا، و تربط منطقتي شاه وحبشان بميناء الرويس وستؤمن وسيلة آمنة وفعالة و صديقة للبيئة لنقل شحنات شركة "أدنوك" من حبيبات الكبريت إلى ميناء الرويس، حيث سيتم تصديرها من هناك. وستبدأ عملية تشغيل قطار المرحلة الأولى من حبشان إلى الرويس في نهاية هذا العام.

بين مؤيد ومعارض

واستطلعت "إيلاف" رأي مواطنين إماراتيين حول مدى الاستفادة التي قد تعود عليهم، من انشاء قطار الاتحاد الذي سيربط بين الامارات السبع، وكذلك يربطها بدول مجلس التعاون الخليجي.

اختلفت آراؤهم فقال البعض إنهم سيستمرون في استخدام السيارات في التنقل بين الامارات المختلفة، وأنهم يفضلون استخدام الطائرات في التنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي، لأنها وسائل سريعة ومريحة أكثر من القطار، مشيرين إلى أن هذا القطار سيكون مفيدًا لنقل السلع والبضائع المختلفة بصورة أكبر من نقل المسافرين، وسيعمل على تخفيض عدد الشاحنات التي تنقل البضائع والمواد المختلفة في الشوارع إلى حد كبير.

على العكس من ذلك، ذكر آخرون أنهم سيقبلون على استخدام القطار بشدة، سواء في التنقل داخل الدولة أو خلال سفرهم لدول مجلس التعاون الخليجي، لافتين إلى أن هذا القطار سيوفر الوقت والجهد في التنقل، كما سيكون آمنًا وسيحد من حوادث الطرق والازدحام المروري لمعظم الطرق.

يحمي من الحوادث

أكد الموظف علي الظاهري أنه سيستخدم هذا القطار لأنه يختصر المسافات بشكل كبير، ويحد من حوادث السيارات التي تزداد نسبتها سنويًا ويروح ضحيتها مئات الشباب. كما سيخفض من حجم الازدحامات والاختناقات المرورية.

واضاف الظاهري أن هذا القطار سيكون قطارًا حديثًا، فائقًا في سرعته ودقيقًا للغاية في توقيته. كما سيعمل على ربط كافة مناطق الدولة وسيحد من استخدام الناس للسيارة في التنقل بشكل كبير، لأنه سيكون أهم وسيلة تنقل في الدولة واكثرها امانًا وتوفيرًا للوقت والجهد وحماية للارواح من حوادث الطرق الخطيرة.

واشارت ريم الاحمدي إلى أن قطار الاتحاد ستكون له اهمية كبيرة بالنسبة لكل المواطنين والمقيمين في الدولة، حيث أن هناك عدداً كبيراً من الأسر المقيمة داخل الدولة ليست لديهم رخص قيادة للسيارات. ولذلك، فإن القطار سيجعلهم يتنقلون في كافة أرجاء الدولة بكل سهولة ويسر وسرعة، فضلًا عن أن القطار سيجعل من السفر إلى دول مجلس التعاون المحيطة سهلة وقريبة جدًا، من دون تحمل أي نوع من المشقة.

السيارة والطائرة أفضل

في المقابل، قال الموظف الحكومي حمد العامري إنه لن يستخدم قطار الاتحاد لأنه يفضل الاستمرار في التنقل بين إمارات الدولة هو وأسرته عبر استخدام سيارته الخاصة، لأنه يتمتع بذلك كثيرًا، لما يوجد في الطرق المختلفة من خدمات يحتاجها رواد الطرق والمسافرون. واضاف أنه يفضل استخدام الطائرة اذا رغب في السفر إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لما توفره من راحة كبيرة فضلاً عن وصولها في وقت قصير يكاد يكون دقائق معدودة.

ولفت العامري إلى أن "المشكلة التي قد أعاني منها اذا استخدمت القطار هي توقفه في مناطق عديدة، قبل الوصول إلى وجهتي المقصودة، فضلًا عن أنني يجب أن اذهب إلى مكان محدد لاستقلال القطار قد يكون بعيدًا عن منزلي، كما علي انتظار القطار قبل مجيئه بوقت كافٍ حتى لا يفوتني، ناهيك عن اضطراري إلى البحث عن وسيلة مواصلات تقلني انا وأسرتي إلى الاماكن التي ارغب في التنقل فيها بعد نزولي من القطار".

وذكر محمد عبدالله أن جميع إمارات الدولة من ابوظبي إلى الفجيرة قريبة، ويمكن الوصول إليها بالسيارة في ثلاث ساعات على الاكثر، كما أن انشاء حركة طيران محلي بين بعض امارات الدولة عمل على تقريب واختصار المسافات بشكل كبير جدًا، لذلك لا يرى حاجة لاستخدام القطار في التنقل داخل امارات الدولة، مفضلًا استخدام السيارة في التنقل الداخلي والطائرة للسفر إلى دول مجلس التعاون.

وقال عبدالله: "عندما استقل القطار من ابوظبي إلى الشارقة، سأجد معاناة في التنقل في الشارقة بعد نزولي من القطار، إذ لا بد من أن ابحث عن وسيلة نقل لي ولأسرتي وحاجياتي، مما سيسبب لي الارباك، على عكس ما قد يحدث عندما اتنقل بسيارتي".

شبكة بنحو 4.7 مليارات درهم

في سياق متصل، أعلنت شركة الاتحاد للقطارات، المطور والمشغل لشبكة القطارات الوطنية اليوم، تأمينها تمويلًا تبلغ قيمته 4.7 مليارات درهم، وهو ما يعادل 1.28 مليار دولار أميركي، لإتمام المرحلة الأولى من مشروع قطار الاتحاد الذي يغطي المسار المؤدي من شاه وحبشان إلى الرويس.

وقال ناصر السويدي، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات: "تأمين هذا القرض لا يمثل فقط بداية عصر جديد لدولة الإمارات في مجالات التجارة والنقل والسفر، من خلال شبكة النقل التي تربط الإمارات السبع مع شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، لكن يعكس أيضًا ثقة قطاع الخدمات المالية العالمي في مشروع السكك الحديدية الذي تنفذه شركة الاتحاد للقطارات، والإنجازات التي من المنتظر أن يحققها هذا المشروع".

تمتد فترة تسديد القرض على خمس سنوات، وسيتم توزيعه بين بنك أبوظبي الوطني وبنك طوكيو ميتسوبيشي يو اف جى ليمتد و بنك أبوظبي التجاري و بنك اتش اس بي سي- الشرق الأوسط المحدود، بحيث يمثل بنك أبوظبي الوطني دور الوسيط ووكيل ضامن للقرض على حد سواء.

وتمت الموافقة على خطة التمويل الكاملة للمرحلة الأولى من المشروع من قبل كل من مجلس الوزراء الاماراتي بداية العام المنصرم والمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وأشار الدكتور ناصر سيف المنصوري، المدير التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، أن تأمين هذا القرض يعد مؤشرًا آخر على التقدم الكبير الذي أحرزه مشروع قطار الاتحاد، "وهو يضاف إلى الانجازات الأخرى التي تمت ومنها وصول الدفعة الأولى من العربات، والتقدم الملحوظ في عمليات التشييد القائمة على المرحلة الأولى".

يحفز التجارة

قال مارك ياسين، المدير العام للقطاع المصرفي للشركات والاستثمار في بنك أبوظبي الوطني، أن بناء شبكة سكك حديدية في الإمارات يعد عاملًا مهمًا في جعل أبوظبي مركزًا محفزًا للتجارة. ويلتزم بنك أبوظبي الوطني دعم المشاريع الطموحة، مثل مشروع السكك الحديدية لقطار الاتحاد، الذي سيربط في نهاية المطاف الإمارات السبع بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وسيصبح عاملًا مؤثرًا في زيادة حجم التجارة بين تلك الدول. كما يعتبر البنك داعمًا قويًا لمشاريع البنية التحتية الرئيسية في المنطقة، وساهم إلى حد كبير في تمويل هذا القرض لمشروع السكك الحديدية والخدمات الاستشارية له".

وأوضح أن المشروع سيشكل عند اكتماله إضافة مهمة للإمارات ولدول مجلس التعاون الخليجي من حيث التقدم والتنويع الاقتصادي، بالإضافة للفوائد الاجتماعية و البيئية. قال: "ننظر إلى المرحلة الأولى كخطوة كبيرة لتحسين وزيادة التعاون والتبادل التجاري".

من جهته، عبّر ماسارو كورودا، المدير الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط لبنك طوكيو ميتسوبيشي يو اف جى ليمتد، عن اعتزاز البنك بكونه جزءًا من مشروع، يشكل أهمية كبيرة لدولة الإمارات، ولتمكنه من دعم حكومة الإمارات في إنجاز مهمتها الرامية إلى تحقيق التنوع الاقتصادي المنشود.

نقلة نوعية

تعليقًا على هذه الإتفاقية، قال علاء عريقات، الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي التجاري، إن إسهام البنك في هذا المشروع، الذي يشكل نقلة نوعية في طريق تطوير شبكة القطارات الوطنية الإستراتيجية لكل من أبوظبي والإمارات، "يوضح مدى التزامنا لتنويع الموارد الاقتصادية للدولة ودعم مشاريع البنية التحتية الأساسية".

من جانبه، أشار محمد التويجري، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية العالمية والأسواق في بنك اتش اس بي سي، إلى أن الاستثمار في البنية التحتية عنصر مهم لضمان التنمية الاقتصادي على المدى الطويل في المنطقة، ومن شأن هذا المشروع المهم تعزيز عملية النمو في جميع أنحاء الإمارات.