أخبار

انتخابات محلية للمعارضة في دير الزور تحت القصف

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دير الزور: في اقبية سوق قديم في مدينة دير الزور السورية التي تتعرض يوميا لسقوط قذائف وغالبا ما تشهد اشتباكات عنيفة، جرت عملية انتخابية "حرة للمرة الاولى منذ اربعين عاما"، كما وصفها خضر، احد اعضاء المجلس المحلي التابع للمعارضة الذي انتخبه الاحد ابناء المناطق "المحررة" من المدينة.

وفاز خضر باحد المقاعد الخمسة في "المجلس المحلي" لدير الزور. وعمد معارضون ومقاتلون معارضون الى انشاء مثل هذه المجالس التي تتولى ادارة شؤون الناس في المناطق التي انسحبت منها قوات النظام، ولم يعد فيها وجود للسلطات.

وقال المسؤول الجديد المنتخب "انه يوم تاريخي بالنسبة الى كل سكان دير الزور. يشعرون بانهم احرار لانتخاب الشخص الذي يرون انه قادر على مساعدتهم". وانتشرت في الاحياء الخارجة عن سيطرة القوات النظامية في مدينة دير الزور في شرق البلاد لافتات تدعو الناس الى الانتخاب، وتم توزيع مناشير في المحال التجارية في الاطار ذاته.

في حي الشيخ ياسين، تحت الارض، كان عشرات الناخبين بعيدا عن المطر الغزير وتساقط القذائف، يدققون في لوائح المرشحين. وقالت ام شادي (56 عاما) انها تقترع للمرة الاولى في حياتها، مضيفة "اريد ان اصوت لاقول لبشار (الرئيس السوري بشار الاسد) ان كل ما كنا نطالب به في البداية كان حرية الانتخاب هذه، اي المشاركة في القرار في بلادنا".

وقتل ابن هذه المرأة قبل ستة اشهر بينما كان يقاتل ضد القوات النظامية. واندلعت حركة احتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011 مطالبة باصلاحات وبحريات، وقد قمعت بقوة وما لبثت ان تطورت الى المطالبة باسقاط النظام، ثم الى مواجهة مسلحة دامية اوقعت سبعين الف قتيل، بحسب الامم المتحدة.

وقال عبد الحميد، وهو مهندس سابق أشرف على العملية الانتخابية، "الناس جاؤوا رغم القصف، من اجل دعم الثورة (...) انها وسيلة بالنسبة اليهم لمواجهة النظام من دون اللجوء الى السلاح". ويسكن دير الزور اليوم حوالى مئتي الف شخص، بحسب ما يقول ناشطون، علما ان عدد سكانها الاصليين كان يتجاوز ال750 الفا، وقد نزحوا منها بسبب اعمال العنف.

وقال احد السكان رافضا الكشف عن اسمه "في السابق، كانت الانتخابات تجري لاظهار الديموقراطية السورية للعالم، بينما كان الفائزون باستمرار ينتمون كلهم الى حزب البعث" الذي يحكم سوريا منذ حوالى نصف قرن. وقال محمد عبد المجيد (75 عاما) وهو يضع ورقة الاقتراع في الصندوق وسط تصفيق الحاضرين، "عائلة الاسد تحكم منذ اربعين عاما. آن الاوان ليتغير ذلك".

وذكر بان عائلة الاسد "لم تصل الى السلطة بطريقة ديموقراطية"، في اشارة الى الانقلاب الذي أوصل الرئيس السابق حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، الى الحكم العام 1970، فيما النظام السوري "يريد ان يقنع العالم بان انتفاضتنا غير شرعية. نحن نطالب فحسب بما سرق منا".

وتابع "ستعود الديموقراطية الى سوريا". وشدد ناخب آخر، احمد محمد، على ان السوريين "يريدون دولة ديموقراطية لا دولة اسلامية. نحلم بدولة علمانية يحكمها مدنيون لا الملالي". وحظر الجيش السوري الحر على عناصره المشاركة في عملية الاقتراع.

وقال قائد كتيبة مقاتلة في المدينة "انها فرصة لاسماع صوت المدنيين. نحن عملنا ان نحارب النظام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف