الخطيب للأسد: تصرف ولو مرة كإنسان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض، الرئيس بشار الأسد للتصرف كإنسان ولو مرة في حياته والتوقف عن القتل، وطلب على هامش مؤتمر أصدقاء سوريا إنشاء ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى السوريين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
بيروت: لخص الخطيب أمام مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري الذي اختتم أعماله في روما أمس، مطالب المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبعة، أهمها "إلزام" النظام السوري بـ "ايجاد ممرات إغاثية آمنة" لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من تداعيات الحرب المدمرة القائمة منذ سنتين، وذلك تحت بند الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وطالبت المعارضة بالحفاظ على الوحدة السورية ضد أي مشاريع تقسيم كمطلب ثانٍ لها، بينما عرف المطلب الثالث ماهية الحوار مع ممثلي نظام الأسد بالشكل الذي يضمن "رحيل النظام وتفكيك الأجهزة القمعية التي تحكم البلد".
وجدد الخطيب دعوته لنظام الأسد للحوار قائلاً: "يا بشار الأسد، تصرف ولو مرة واحدة كإنسان. كفى هذا الشعب قتلاً ومذابح. اتخذ قرارًا واحدًا عاقلاً في حياتك من أجل مستقبل هذا البلد".
وطالب الخطيب كذلك بضرورة إعطاء الشعب السوري وثواره كامل الحق في الدفاع عن أنفسهم مقابل طلب وقف التسليح النوعي لنظام الأسد. أما المطلبان الأخيران فيخصان اللاجئين السوريين إذ طالب الخطيب بتسهيل معاملات السوريين في دول اللجوء ودعم الدول المجاورة لما تعانيه.
دعم أميركي مباشر
وأعلنت واشنطن في روما عن مساعدة إضافية بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة ومساعدات مباشرة للمرة الاولى، لكن دون الوصول لمرحلة تقديم أسلحة، في حين أكدت موسكو للرئيس الفرنسي استحالة التوصل إلى حل للازمة السورية بدونها.
وقال صحافيون يرافقون وزير الخارجية الاميركي جون كيري في روما، إنه والخطيب أجريا محادثات استمرت حوالي ساعة في أحد فنادق العاصمة الايطالية. ونشرت الخارجية الاميركية على حسابها على موقع تويتر صورة لكيري ومستشاريه جالسين الى طاولة في مقابل معاذ الخطيب وفريقه.
مساعدات "غير قاتلة"
وقال وزير الخارجية الأميركي في المؤتمر إن بلاده ستخصص مساعدات لا تشمل اسلحة قاتلة بقيمة 60 مليون دولار للمعارضة السورية. وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع مسؤولين اجانب ومع المعارضة السورية في روما، إن "الولايات المتحدة ستقدم ستين مليون دولار بشكل مساعدة لا تشمل اسلحة قاتلة من اجل دعم جهود ائتلاف المعارضة السورية في الاشهر المقبلة".
وأضاف: "ستكون هناك مساعدة مباشرة" لعناصر الجيش السوري الحر في شكل "مساعدات طبية وغذائية". وقبل اعلان كيري، وعد وزراء خارجية 11 دولة تشارك في مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" وبينها الولايات المتحدة والأوروبيون، بتقديم "المزيد من المساعدات السياسية والمادية" إلى المعارضة السورية.
وعد بالمزيد
وقال الوزراء في بيان بعد اجتماعهم في روما ولقائهم المعارضة السورية إنهم "وعدوا بمزيد من الدعم السياسي والمادي إلى الائتلاف (الوطني السوري) الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري وبتقديم المزيد من الدعم الملموس إلى الداخل السوري".
وأكدوا "ضرورة تغيير موازين القوى على الارض"، معبرين عن "أسفهم لشحن الاسلحة المتواصل إلى النظام (...) من قبل دول أخرى"، في اشارة إلى روسيا التي ما زالت تسلم دمشق اسلحة وذخائر.
تأجيل اجتماع المعارضة
وفي ما يبدو أنه نتيجة لتطور حصل في اجتماع روما، ارجأ الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية الخميس إلى موعد غير محدد مؤتمره الذي كان مقررًا السبت في اسطنبول لاختيار "رئيس حكومة" و تشكيل "حكومة انتقالية تتولى تدبير الامور في المناطق المحررة"، كما أعلن عضو الائتلاف سمير نشار.
وقال نشار لوكالة الأنباء الفرنسية "تأجل المؤتمر لكن لا يمكنني أن اقدم سببًا"، مضيفًا: "لم يحدد تاريخ جديد، ولا استبعد الالغاء"، مشددًا على أن "لا خلافات داخل الائتلاف". واضاف "اعتقد أن امرًا ما حصل في روما. لا يمكنني أن اقول إن هذه معلومات لكن هذا تحليلي، خصوصًا أن رئاسة الائتلاف اتخذت قرار الارجاء خلال وجودها في روما".
ورجح نشار أن يكون هذا السبب "محاولة أميركية روسية لفتح حوار بين النظام السوري والائتلاف، وهذا ستنتج عنه حكومة انتقالية، الامر الذي يتعارض مع فكرة تشكيل حكومة موقتة من قبل الائتلاف".
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في 22 شباط (فبراير) أن الهيئة العامة للائتلاف ستجتمع في الثاني من اذار (مارس) في اسطنبول لتحديد هوية رئيس حكومة تتولى "تدبير الامور في المناطق المحررة".
أوروبا تسمح بتقديم دعم تقني للمعارضة
من جانبه، قرر الاتحاد الأوروبي رسميًا تمديد العقوبات المفروضة على سوريا لثلاثة اشهر والسماح بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين، كما افادت مصادر أوروبية. وهكذا أيّد الاتحاد الأوروبي رسميًا القرار الذي اتخذه وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 في 18 شباط (فبراير) بتمديد العقوبات حتى اول حزيران (يونيو).
وأوضح مجلس أوروبا في بيان أنه "اجرى ايضًا تعديلاً على الحظر على تقديم الاسلحة ليسمح، على الصعيد القانوني، بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية لحماية المدنيين" الى المعارضة السورية.
وهكذا يمكن على سبيل المثال تزويد اعضاء في المعارضة بسيارات حماية. وايضًا التدريب على استخدام معدات عسكرية مثل مضادات الصواريخ اذا كان الهدف من ذلك حماية السكان كما أوضح مصدر دبلوماسي.
ويأتي هذا التطور في موقف الدول الـ27 بعد توافق بين دول مثل بريطانيا تطالب باضفاء مرونة على حظر تسليح الثوار وأخرى حريصة على عدم زيادة عسكرة النزاع. وإضافة الى هذا الحظر تستهدف حزمة العقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي منذ عامين شخصيات وكيانات تابعة لنظام بشار الاسد كما تشمل سلسلة عقوبات تجارية ومالية.
82 قتيلًا الخميس
ميدانيًا، تواصلت المعارك واعمال العنف في سوريا وحصدت الخميس 82 قتيلاً هم 31 مدنيًا و25 مقاتلاً معارضًا و26 جنديًا نظاميًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية، للحصول على معلوماته.
وادى النزاع المستمر منذ نحو عامين إلى مقتل قرابة 70 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.