أخبار

في انتظار التأكد من مقتل ابو زيد القلق يتزايد بشأن مصير الرهائن الفرنسيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باماكو: اثار اعلان الرئيس التشادي عن مقتل عبد الحميد ابو زيد، احد ابرز زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، الذي لم يؤكد بعد، المخاوف على مصير الرهائن الفرنسيين المحتجزين في المنطقة.

وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي اكد مقتل ابو زيد على يد الجنود التشاديين خلال معارك عنيفة في مرتفعات شمال شرق مالي القريبة من الحدود الجزائرية.

وقال ديبي في مراسم تكريم 26 جنديا تشاديا قتلوا في هذه المعارك "في 22 شباط/فبراير، خسرنا جنودنا في جبل ايفوقاس بعد تدمير قاعدة للجهاديين. كانت المرة الاولى التي جرت فيها مواجهة مع الجهاديين". واضاف ان "جنودنا قتلوا اثنين من قادة الجهاديين احدهما ابو زيد". وحتى الان لم يصدر اي تاكيد على مقتل ابو زيد لا من باماكو ولا من باريس ولا من الجزائر.
وقالت الرئاسة الفرنسية السبت باقتضاب "لا تعليق".

من جانبها ذكرت الصحف الجزائرية ان نتائج اختبارات الحمض النووي (دي.ان.ايه) هي التي ستحسم الامر. وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية السبت ان ضباطا في اجهزة الامن الجزائرية عاينوا الجثة، التي قيل انها لابو زيد في موقع عسكري في شمال مالي، وتعرفوا إلى سلاحه الشخصي، لكنهم لم يتمكنوا من التعرف رسميا إلى الجثة.

واضافت "ان الضباط الذين كانوا يلاحقون ابو زيد منذ اعوام تعرفوا إلى سلاحه، الذي كان في حوزة الفرنسيين، لكنهم لم يتمكنوا من التحقق رسميًا من انها جثته". واوضحت نقلا عن مسؤول امني جزائري ان لا القوات الفرنسية ولا المالية تمكنت ايضا من التعرف على الجثة. ويبدي ايضا بعض الخبراء شكوكا في ان يكون ابو زيد قتل فعلا.

وكشف الصحافي الموريتاني محمد محمود ولد ابو المعالي ان "الجزائريين سبق ان اعلنوا ذلك اكثر من مرة، والرئيس التشادي كان في حاجة الى اعلان مثل هذا الخبر لتبرير موت جنوده وتهدئة الراي العام" بعد فقد هؤلاء الجنود.

من جانبه يشير ماتيو غيدار استاذ العلوم الاسلامية في جامعة تولوز 2 الى انه لم يصدر من القاعدة في المغرب الاسلامي او اي تنظيم اسلامي اخر تأكيد لهذا النبأ "في حين ان التجربة تظهر ان الجهاديين لا يخفون ابدا قتلاهم ويعلنونهم على الفور شهداء".

واوضح ان المصدر الاصلي للنبأ هو المخابرات الجزائرية وقال "يبدو ان الهدف هو ارغام ابو زيد على الاتصال لنفي موته (...) وبذلك يمكن تتبع اثره بفضل وسائل المراقبة". وقال جان شارل بريسار، وهو خبير فرنسي اخر في شؤون الارهاب، "اشك كثيرا في هذا الامر طالما ان الجزائريين لم يؤكدوه رسميا".

ايا كان الامر فان الاعلان عن مقتل ابو زيد يؤجج المخاوف على مصير الرهائن الفرنسيين في الساحل، وبينهم ستة على الاقل في ايدي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويقول باسكال لوبار رئيس لجنة دعم الرهينتين اللذين خطفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في مالي انه يخشى ان يتعرضا للقتل اذا كان ابو زيد قتل فعلا. وقال "يمكن جدا ان يقرر الخاطفون قتلهما انتقاما لموت زعيمهم".

ويرى غيدار انه "عندما يتعرض الجهاديون للهجوم فانهم يلجاون بانتظام الى الانتقام من الرهائن". وقال رينيه روبرت جد بيار لوغران احد الرهائن الفرنسيين في يد القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ان قلقه "تضاعف".

وقال ان "التدخل العسكري يعرض بوضوح حياة الرهائن للخطر" مشيرا الى العملية التي اطلقها الجيش الفرنسي في 11 كانون الثاني/يناير مع الجيش المالي لطرد القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وباقي الجماعات الاسلامية من شمال البلاد.

في المقابل اشار مسؤول امني مالي الى ان وفاة ابو زيد اذا ما تاكدت ستكون "ضربة قاسية للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" محذرا في الوقت نفسه من ان ذلك "لا يعني على الاطلاق موتها او انتهائها".

وقال ايضا محمد محمود ولد ابو المعالي مدير وكالة الانباء الموريتانية الالكترونية الخاصة والمتخصص في شؤون القاعدة في بلاد المغرب العربي انها منظمة "قوية ومنظمة جدا وتستطيع بالتاكيد تحمل الصدمة".

الا ان اريك دينيسيه مدير المركز الفرنسي لابحاث المخابرات قال ان "الجيش الفرنسي يقوم مع التشاديين والماليين والجزائريين بتطهير المنطقة كلها. وسيتطلب الامر وقتا طويلا من الجهاديين لكي ينهضوا من هذه الضربة هذا اذا استطاعوا ان ينهضوا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف