المعارضة ترفض ضغوطًا أميركية للمشاركة في الانتخابات دعمًا للإخوان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تداعيات سياسية كبيرة تشهدها زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي للقاهرة، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ توليه منصبه الجديد، وللمرة الأولى تقابل الزيارة بحالة من الجدل في الشارع، وعلى مستوى الأحزاب السياسية والمعارضة، حيث نُظم العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام الخارجية المصرية اعتراضًا على زيارة كيري للقاهرة.
أحمد حسن من القاهرة: رفضت جبهة الإنقاذ واستقلال الأحزاب دعوة وزير الخارجية الأميركي إلى عقد لقاء في ما بينهم، اعتراضًا أيضًا على سياسة الإدارة الأميركية الداعمة لحكم الرئيس مرسي، والموافقة على سياسته الخطأ تجاه شعبه وانتهاك حقوق الإنسان وقتل المتظاهرين. حيث اعتذر الدكتور البرادعي، رئيس حزب الدستور، وحمدين صباحي رئيس التيار الشعبي، وعمرو موسى، والسيد البدوي رئيس حزب الوفد.
زيارة دعم للسلطة
ويرى سياسيون أن زيارة كيري تحمل العديد من الملفات، أبرزها العلاقات بين القاهرة وطهران، ودعم الإخوان لحركة حماس، والضغط على المعارضة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ لتحقيق المزيد من الشرعية لحكم الإخوان.
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الجليل مصطفى عضو جبهة الإنقاذ أن الجبهة رفضت لقاء وزير الخارجية الأميركي، حيث إنها ترى أن الزيارة من الأساس غير مرغوب فيها؛ لرفض الشعب المصري المساندة الدائمة لسياسة الرئيس مرسي ضد شعبه وانتهاك حقوق الإنسان وقتل المتظاهرين، والهدف من قرار رفض الزيارة أن تستوعب الإدارة الأميركية حجم الغضب الشعبي من جراء السياسة الأميركية الخاطئة في التعامل مع أطراف المشهد السياسي المصري؛ لكونها مسؤولة عن تفاقم الأوضاع السياسية واختلاق الصراع السياسي، نتيجة مواقفها المتكررة في دعم وتمكين الإخوان المسلمين من حكم مصر، والسيطرة على السلطة وتبرير سوء إدارة الرئيس محمد مرسي لشؤون البلاد والدفاع عن قراراته الاستبدادية وغير الشرعية.
تدخل مرفوض
وقال لـ"إيلاف": إن مطالب جون كيري من جبهة الإنقاذ والمعارضة المشاركة في الانتخابات البرلمانية تعتبر تدخلًا سافرًا في الشأن المصري، والجميع يرفضها في الوقت الذي يسمح بها الرئيس مرسي.
وأشار إلى أن اعتذارات البرادعي وحمدين جاءت بعد وصول معلومات سابقة للزيارة تفيد بأن الغرض الأساسي منها هو المزيد من دعم الإخوان، وحث الجبهة على التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، في حين لا توجد أية ضغوط على الرئيس من أجل تحقيق مطالب المعارضة لخلق انتخابات نزيهة.
من جهته، أكد طارق سباق مساعد رئيس حزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ لـ"إيلاف": أن الحزب رفض الجلوس مع كيري لتوصيل رسالة قوية مفادها رفض حزب الوفد الدعم الأميركي الزائد لحكم الإخوان والرئيس مرسي والمساندة على حساب كرامة الشعب المصري، معتبرًا الزيارة جزءًا من خطة أميركية تهدف إلى تأييد مرسي والوقوف بجانبه في الوقت الراهن، حيث تحاول الإدارة الأميركية أن تحرّض المعارضة على التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية كانت سببًا رئيسًا في وصول الإخوان إلى السلطة، وهناك العديد من الصفقات بين الطرفين تمت أثناء الثورة وبعدها، والجميع يريد تحقيق مصالحه على حساب حقوق الشعب وكرامته الإنسانية.
أحزاب تجميل النظام
ووصف القيادي الوفدي لقاء بعض الأحزاب السياسية بوزير الخارجية الأميركي بأن تلك الأحزاب لا تمثل المعارضة الحقيقية، ولا تعبّر عن الشارع، بل هي أحزاب يستخدمها النظام لتجميل نفسه في الداخل والخارج، وإعطائه الصبغة الشرعية في السلطة، والمثير في الأمر خروج تلك الأحزاب لتفسير سبب اللقاء بأنه من أجل مصلحة البلاد!.
دور فاشل
واعتبر الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن زيارة وزير الخارجية لمصر لها محاور عدة، من بينها: محاولة لعب دور تهدئة المواقف بين كل من الرئيس مرسي والمعارضة، وهذا الدور سبق وأن لعبته السفيرة الأميركية في القاهرة من قبل، ولكنها فشلت مع المعارضة. فالولايات المتحدة الأميركية تريد نجاح تجربة حكم الإخوان في مصر؛ ولهذا كان الدعم الكبير في التخلص من المجلس العسكري.
واستبعد نافعة في الوقت نفسه أن تسفر زيارة كيري للقاهرة عن تحقيق نتائج نحو حدوث تغيير في سياسة الرئيس مرسي عبر الاستجابة لمطالب المعارضة وتغيير الحكومة، وبالتالي ضمان مشاركة جبهة الإنقاذ في الانتخابات.
وعن رفض لقاء جبهة الإنقاذ وزير الخارجية الأميركي، قال حسن نافعة لـ"إيلاف": إن هذا الأمر طبيعي في إطار سعي الجبهة إلى خلق وسائل ضغط على النظام الحاكم، بعد قرار مقاطعة الانتخابات. فقيادات الجبهة ترى أنه من غير المنطقي مقابلة كيري في ظل الدعم الأميركي لحكم الإخوان، والجبهة تريد إسقاط هذا النظام، فهي رسالة موجّهة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن الشعب المصري يرفض سياستها ودعمها لحكم الإخوان، وفي الوقت نفسه تغاضيها عن الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
مصالح أميركية - إسرائيلية
وكشف نافعة عن وجود ملفات أخرى وراء زيارة كيري للقاهرة، من بينها التأكيد على عدم دعم حماس بشكل يؤثر على صمود المقاومة المسلحة، إضافة إلى تأكيد استمرار الإخوان في السياسة نفسها التي كان يتبعها مبارك، والتي تضمن تحقيق المصالح الأميركية الإسرائيلية، فضلًا عن التأكيد على أن العلاقات المصرية الإيرانية يجب ألا تتجاوز حدًا معينًا، بحيث يكون تعاونًا ظاهريًا على مستوى وسائل الإعلام فقط، وهذا الملف قد يكون هو السبب الحقيقي لزيارة كيري، فهناك قلق أميركي من التقارب المصري الإيراني، وخاصة عقب توقيع اتفاق السياحة الأخير، والذي يسمح بزيارة السائح الإيراني لمصر.
خلف للنموذج الباكستاني
من جانبه، أرجع السفير صلاح فهمي مساعد وزير الخارجية السابق الزيارة في هذا التوقيت إلى وجود عدد من الملفات تقلق الإدارة الأميركية، على رأسها العلاقات المصرية الإيرانية، والقضية السورية، إلى جانب أن الولايات المتحدة قلقة مما يحدث في مصر ما بين المعارضة والإخوان، وتريد خلق جو من المصالحة، وخروج انتخابات برلمانية تعبّر عن جميع فئات الشعب في سبيل تحقيق تثبيت حكم الإخوان في مصر، فهذه التجربة لن تتراجع أميركا عن دعمها خلال الفترة المقبلة؛ لكونها تريد خلفًا لنموذج باكستان في مصر.
وقال لـ"إيلاف": إن المعارضة استجابت للشعب برفض مقابلة وزير الخارجية الأميركي، وهذا نوع من التعبير عن الغضب من دعم الأميركيين للإخوان والرئيس مرسي، خاصة أن جبهة الإنقاذ تدرك جيدًا أن الغرض الأساسي من اللقاء هو الضغط من أجل المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ثم إن لقاء الجبهة بوزير الخارجية الأميركي لن يحقق نتائج نحو الضغط الأميركي على مرسي؛ لتحقيق مطالب الثوار والجبهة، والتي من أهمها إقالة الحكومة.
العسكر لحماية حكم الإخوان
وأضاف: إن كيري سيبذل جهدًا للضغط على المعارضة المصرية لقبول المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أنه سبق وأن دعم الإخوان، وأعطاهم الضمانات للوصول إلى الحكم، حينما كان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ؛ لأنه يهدف إلى حماية المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
وعن لقاء وزير الخارجية الأميركي بوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، قال فهمي: إن الولايات المتحدة ترفض تدخل الجيش في السياسة مرة أخرى، ورفض تحقيق مطالب البعض بنزول الجيش إلى الشارع مرة أخرى، وبالتالي فهم يريدون من المؤسسة العسكرية الآن تأمين حكم الإخوان من دون التدخل في الحكم.