خبراء: الأنباء المُتضاربة حول مقتل أبو زيد وبلمختار قد تكون حربًا نفسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوصي خبراء أمن جزائريون بوجوب الحذر في التعامل مع الأنباء التي تشير الى مقتل قيادات في القاعدة في شمال مالي. وأشاروا خلال إفاداتهم لـ"إيلاف" إلى ضرورة التريّث إلى حين ظهور أدلة دامغة تثبت مقتل كل من عبد الحميد ابو زيد ومختار بلمختار قائد كتيبة "الموقعون بالدماء"، فالأمر قد لا يتعدى حربا نفسية تشنّ ضد القاعدة.
ياسين بودهان من الجزائر: جدد الرئيس التشادي الاثنين الماضي تأكيده على أنّ قوات بلاده قضت على كل من عبد الحميد ابو زيد قائد كتيبة الصحراء، ومختار بلمختار قائد كتيبة الموقعون بالدماء، و ذلك ردا على تصريحات فرنسية بانه "لا معلومات مؤكدة في هذا الموضوع".
وأشار الرئيس التشادي خلال احتفالية لتدشين احد محطات الكهرباء في بلاده إلى أن تعاليم الدين الاسلامي تمنعنا عرض الجثتين وعلى هذه القاعدة يمكنني "أن أجيب وزير الدفاع الفرنسي الذي يرغب في الحصول على أدلة".
وفي الجزائر رفض وزير الداخلية دحو ولد قابلية تأكيد او نفي هذه الأخبار لكنه قال بانه "في حال ماذا كان هذا الخبر صحيح فسيكون سارا".
الحرب النفسية
وسط هذا الجدل والشك، يرى خبراء ومحللون تحدثت اليهم "إيلاف" انه ينبغي التعامل بحذر مع مثل هذه الأنباء، لأنها قد تدخل في اطار الحرب النفسية والتضليل الاعلامي.
وفي هذا السياق، يؤكّد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد الذي شغل منصب مدير "الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة شرشال" أنّ كل الاحتمالات واردة، إذ قد تكون هذه الأنباء غير صحيحة وتدخـل ضمن تأثير الاعلام في توجيه مسار الحرب، من خلال الحرب النفسية التي تشنّ على الخضم.
" يضيف مجاهد لـ"إيلاف": " كذلك، قد تكون هذه المعلومات مؤكدة، لذلك ينبغي عدم التسرع في الموضوع ويجب انتظار الحصول على أدلة ملموسة تأكد صدقية الأنباء المتداولة عن طريق التعرف على جثة الارهابيين أو فحـص الحمض النووي للتأكد من هويته الجثث التي هي بحوزة الجيشين الفرنسي و التشادي".
لا نفي ولا تأكيد
العقيد في الجيش الجزائري سابقا عبد المجيد سعيدي يوصي أيضا بضرورة عدم التسليم بما هو متداول في وسائل الاعلام، فلا يمكن نفي أو تأكيد الخبر على حدّ تعبيره، خصوصا في ظل غياب تأكيد رسمي من طرف فرنسا أو الجزائر ".
يضيف سعيدي لـ"إيلاف": "مصير هؤلاء محتوم بالنظر الى حجم الترسانة العسكرية التي تحاصر المنطقة وحتى لو اتضح بأن التقارير المتداولة في هذا الشأن غير صحيحة، فان الأكيد أن ايام بلمختار وعبد الحميد أبو زيد، باتت معدودة بالنظر الى حجم الترسانة العسكرية التي تحاصر المنقطة التي تحولت الى سجن للمجموعات الارهابية المسلحة".
تضليل وخداع
لا يرتاح الدكتور نسيم بلهول الأستاذ بجامعة تيزي وزو، والمتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية المسلحة، إلى ما تم تداوله من اخباره حول مقتل الزعيمين المتشددين، ويقول لـ"إيلاف": "الأمر ضرب من الفرية".
يضيف: "نحن أمام عملية تضليل وخداع واسعة تنسج خيوطها شبكة القوى الامبريالية المتجددة (فرنسا بالخصوص)، والاعلام الذي أصبح طرفا أساسيا في إدارة العمليات النفسية ذات الأثر الميداني والتعبوي بشقيه الخاص والعام".
وحسب بلهول فقد اعتاد متتبعو الجماعات الإسلامية المسلحة من خلال التصريحات الإعلامية والسياسية المحلية والغربية على مثل هذه الأخبار التي أبسط ما يمكن أن توصف به هو "قصص مملة".
والدليل على ذلك بحسب بلهول ما راج خلال أيام الحرب الأفغانية السوفيتية من أنباء إسقاط قادة ميدانيين وحركيين من أمثال أبو عبيدة البنشيري وجميل الرحمان وغيرهم كثير، ليظهر فيما بعد أن الأمر مجرد حملات نفسية تدعم طبيعة الحرب الدائرة على مسرح العمليات لصالح جبهة من الجبهات".
ويشدد على ان تنظيم القاعدة الذي يصفه بـ"العميل العاصي للبيت الأبيض الأميركي" بات مخترقا من أول أيامه، ويتساءل: "كيف نفسر عملية اغتيال قياداته رغم انهم يقبعون في مجتمع أمني مغلق؟"
ويذكّر الدكتور نسيم بلهول بالطريقة التي اغتيل بها عبد الله يوسف عزام والشاه مسعود وبرهان الدين رباني، ويقول إنّ خيوط مخابراتية نسجت من مصالح إقليمية وأخرى أميركية بالأساس الهدف منها استدامة الشأن المصلحي الامبريالي في الحظيرة الجغرافية الإسلامية"، على حدّ تعبيره.
صورة لجثة "الأعور"
يشار إلى أنه ورغم نفي عناصر من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الأنباء التي تحدثت عن مقتل القيادي الكبير بالتنظيم مختار بلمختار، إلا أن "إذاعة فرنسا الدولية" نشرت على موقعها الإلكتروني صورة يبدو أنها لجثته.
والصورة أرسلها موفد الإذاعة إلى مالي وأعطاها له جنود تشاديون، ويأتي الكشف عن الصورة الآن في ظل إصرار الجانب التشادي على روايته وتأكيده لمقتل بلمختار.
وكانت تشاد اول من اعلن نهاية الاسبوع الماضي مقتل الجزائريين ابو زيد وبلمختار المعروف باسم "الاعور".
كما اكد جهادي في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لم يذكر اسمه الاثنين مقتل ابو زيد لكنه نفى مصرع بلمختار، كما ذكرت وكالة الانباء الموريتانية صحراء ميديا.
وقال هذا العضو في التنظيم الذي يكتب عادة لمواقع جهادية كما قالت الوكالة ان ابو زيد قتل "في قصف جوي فرنسي في جبال" ايفوغاس شمال شرق مالي "وليس بايدي التشاديين" الذين كانوا على بعد 80 كيلومترا اثناء القصف.
ونفى في المقابل مقتل مختار بلمختار "لانه ببساطة موجود في منطقة غاو (شمال مالي ولكن باتجاه جنوب ايفوغاس) حيث يخوض معارك ضد العدو".
وقال "انه على قيد الحياة فعليا، ولم يقتل على ايدي التشاديين".
واضاف ان بلمختار سيوزع "كلمة في مستقبل قريب لنفي الادعاءات الكاذبة للرئيس التشادي (ادريس ديبي اتنو) المرتد".
وكان رئيس اركان الجيوش الفرنسية الاميرال ادوار غييو اعلن الاثنين من جهته ان مقتل ابو زيد في مالي الذي اعلنه الرئيس التشادي "مرجح" لكن فرنسا غير اكيدة من ذلك بسبب عدم العثور على جثته، اما بخصوص بلمختار فقال انه يفضل ان "يتحلى بالحذر الشديد".