أخبار

الباحث ماتيو غيدار يؤكد أن المترجم المتمكن يقدم رؤية متقنة للتمازج الثقافي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تكتسي الترجمة أهمية خاصة اليوم، تلزم المترجم تجاوز دوره التقليدي إلى دور أوسع، تحكمه سعة اطلاعه. ويقول الباحث مانيو غيدار إن تمكن المترجم متوسع ثقافته تتيح له أن يقدم رؤيةً أكثر تركيزًا للموضوع الذي يترجمه.باريس: يرى الباحث ماتيو غيدار، المعروف بتحليله الثاقب عن الجماعات الإسلامية المتطرفة، أن المترجم ليس رجلًا مهمته نقل مضامين نصوص معينة من لغة إلى لغة أخرى، "فوظيفة في هذه الحدود قد انتهت، وعلى محترف مهنة الترجمة الانتقال من الترجمان العادي إلى الترجمان المثقف الذكي".وأكد غيدار، الذي حاضر الثلاثاء في المركز الثقافي السعودي في باريس، أن الترجمة تغيرت طبيعةً ووظيفة، وأن المثقف لم يعد منحصرًا مهنيًا في لغة واحدة، بل يطالع المعلومة بلغات متعددة ليكوّن فكرته الخاصة، بخلاف المتلقي العادي الذي يكتفي باستهلاكها من خلال وسيلة إعلامية واحدة.واستحضر غيدار الشروط التي تجعل من الترجمان صاحب اختصاص بمواصفات يقتضيها الحال، خصوصًا في عصر العولمة. قال: "لا بد في الترجمان مزدوج اللغة، أي الذي يشتغل بلغتين، أن يكون مكينًا من ثقافتي اللغتين، لوضع الكلمة في المكان المناسب، من دون أن يشكل ذلك أي حساسية لدى المتلقي".وتوقف غيدار عند أهمية اختيار الكلمات أثناء الترجمة، أي الأقرب إلى الحياة اليومية للمتلقي، حيث يكون لها وقع خاص عليه، "وهذا غير متاح لأي ترجمان، وإنما تعد ميزة خاصة بالترجمان الذي نهل من معين ثقافتي اللغتين التي يشتغل بهما". على مسافة من النصتحدث غيدار عن الترجمان المثقف، الذي يتمتع بذكاء يؤهله لأن يكون وسيطًا ثقافيًا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يقف هذا الترجمان على مسافة من العمل الذي ينكب عليه، تجنبًا لسقوطه في الذاتية التي قد تكشفها انفعالاته وتفاعله الحسي مع الموضوع الذي يترجمه، ما يؤثر على مهنيته، وبالتالي على أدائه.وأكد غيدار أن قوة الدول اليوم لا تكمن فقط في امتلاكها الآلة الحربية المتطورة، "وإنما يجب بموازاة ذلك توافر زمرة من المثقفين القادرين على إقناع الرأي العام بالعمليات العسكرية التي تنخرط فيها حكوماتهم، وهي مسألة لا سهلة ولا صعبة".وفي خلاصة عرضه، وهو يتحدث عن الذكاء الفكري الذي يرى أنه خبرة تكتسب بالعمل، استعاد غيدار ما قاله ديكارت، الذي أكد على أهمية المنهجية في تقديم المحتوى. كما أشار إلى أن الترجمان متعدد اللغات الذي يحظى بهذا الذكاء مطالب بمعرفة التصورات والمفاهيم الثقافية للآخر، أو ما يعتبره فهمًا للمنطق الديمقراطي.
مكونات القوة الناعمةوفي تصريح خاص لـ"إيلاف"، قال غيدار إن الغرض من اختياره لهذا الموضوع هو إظهار التطورات الأخيرة في ميدان الترجمة من الناحية العلمية والثقافية والسياسية، موضحًا أن "على المترجم المثقف اليوم، العربي على الأقل، أن ينضوي تحت لواء القوة الناعمة، حتى يمكن للثقافة العربية أن تجد مكانها وتفرض رؤاها في التحاليل السائدة في الثقافة العالمية".وأضاف: "يعكس الموضوع تجربته في الميدان، فالمترجم يكون مختصًا في ميدانه، ثم يصبح خبيرًا بعد إطلاعه على الحضارات والثقافات، فتجربته ومعرفته وخبرته في هذا الميدان تجعل منه خبيرًا يقدم تحاليل وأراء يمكن أن تأخذ بها الثقافات والحضارات الأخرى ووسائل الإعلام أيضا، كما يمكن أن تروج لفكرة نابعة منه".ورأى غيدار أن التطرف الإسلامي موضوع كبقية المواضيع الأخرى، يتطلب مترجمًا متمكنًا على إطلاع جيد، مؤكدًا في السياق ذاته أن "المترجم المثقف والمتمكن يقدم رؤيةً وتحليلًا أكثر تركيزًا ودقة من أي تحاليل من خارج الموضوع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الترجمان المحلف والمثقف؟؟
سناء -

الترجمان المحلف عرفناها، المثقف هذا مين يحكم على خبرته؟؟؟