تشافيز يطوف الشوارع جثةً والأنصار يذرفون الدموع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
توفي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بعد معركة مع السرطان استمرت عامين وانهت حكم الزعيم الاشتراكي الذي استمر 14 عامًا.
كراكاس: سار نعش الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز المغطى بعلم بلاده بين جموع انصاره الذين انهمرت الدموع من اعينهم الاربعاء فيما ودعت البلاد زعيمها اليساري الذي قادها طوال 14 عاما. وذرفت والدته ايلينا الدموع على تابوت ابنها الخشبي فيما عزف النشيد الوطني امام المستشفى العسكري الذي توفي فيه. وقام الحرس الرئاسي بقبعاته الحمراء بوضع جثمان الرئيس الراحل فوق عربة سوداء تحيط بها الزهور.
وشكلت وفاة تشافيز بعد عامين من صراعه مع السرطان، ضربة لانصاره المحبين له وتحالف قوى اميركا اللاتينية اليسارية، وادخل البلد الغني بالنفط في حالة من الاضطراب. ونقل جثمانه الذي احاط به الجنود الى الاكاديمية العسكرية التي كان يصفها تشافيز العقيد السابق في قوات المظليين، ببيته الثاني، حيث سيسجى جثمانة قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة.
واطل السكان من نوافذ شققهم لمشاهدة نقل الجثمان، بينما تسلق اخرون الاسيجة لمشاهدة النعش بشكل افضل، وحمل العديد منهم صور تشافيز بينما ارتدى اخرون قمصانا تحمل صورته. وتوفي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الثلاثاء في كراكاس على اثر اصابته بمرض السرطان، حسب ما اعلن نائب الرئيس نيكولاس مادورو للتلفزيون الفنزويلي العام.
والرئيس الفنزويلي (58 عامًا) عاد بشكل مفاجىء الى كراكاس في 18 شباط (فبراير) وادخل الى المستشفى العسكري في العاصمة بعدما كان يعالج في المستشفى منذ اكثر من شهرين في هافانا بكوبا، حيث خضع لعملية جراحية رابعة في كانون الاول/ديسمبر اثر تشخيص اصابته بالسرطان في حزيران (يونيو) 2011 في منطقة الحوض.
واعلن وزيرالخارجية الياس خاوا أن جثمان تشافيز سيعرض اعتبارًا من الاربعاء في قاعة الاكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة، في حين اعلن الحداد الوطني لمدة سبعة ايام. وقال خاوا أن "تقبل التعازي ومراسم التشييع ستتم في كنيسة الاكاديمية العسكرية ايام الاربعاء والخميس والجمعة"، ولكنه لم يوضح مكان دفن تشافيز. ومن المتوقع مشاركة عدد كبير من الرؤساء في مأتمه.
وتشافيز الذي اعلن بنفسه في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) أن السرطان عاوده وأنه سيخضع لعملية جراحية في هافانا، يطمح الى انجاز مشروعه "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" على رأس بلاده التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم.
وقد فاز هذا المظلي السابق الذي يبلغ اليوم 58 عامًا من العمر في كل الانتخابات التي شارك فيها على الرغم من اتهام معارضيه له بـ"التسلط".لكن اضعفته العلاجات الطبية التي خضع لها إثر اصابته بسرطان تم تشخيصه عام 2011. وخضع لأربع عمليات جراحية كان آخرها في 11 كانون الاول (ديسمبر) في كوبا.
وكان تشافيز فاز للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بغالبية 54,42% من الاصوات. ويضمن له هذا الفوز اذا سمح له وضعه الصحي، البقاء في الحكم حتى 2019 على اقل تقدير على رأس بلد يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم، ليواصل مشروعه القاضي باقامة "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".
الا أنه لم يتمكن من العودة الى كراكاس ليقسم اليمين ويتولى مهامه رسميًا. وقد تم ارجاء هذا الحفل الى اجل غير مسمى، بينما يتولى نائب الرئيس نيكولاس مادورو ادارة البلاد في غيابه. والجمعة نشرت الحكومة الفنزويلية اول صور في المستشفى لتشافيز الذي لم يظهر علناً منذ اكثر من شهرين ونصف الشهر وبدا فيها مبتسمًا ومحاطاً بابنتيه.
ونشر هذه الصور طمأن انصاره، لكنه لم يبدد الشكوك حول قدرته على ممارسة الحكم مجددًا.
وقد اكد تشافير الذي عرف في الماضي خطيبًا لا يكل، أنه "تعافى تمامًا" من مرضه اثناء الحملة الانتخابية لكنه بدا مضعفاً في الاشهر الاخيرة وقد فقد شعره وزاد وزنه كثيرًا بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 في كوبا على اثر تشخيص ورم سرطاني في منطقة الحوض.
ولد تشافيز في 1954 لأبوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب). وهو أب لاربعة ابناء ويدين بالكاثوليكية. وقد طلق مرتين. بدأ تشافيز منذ 1982 يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد من الاسبان.
وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز انقلابًا فاشلاً على الرئيس كارلوس اندريس بيريز الذي القى به في السجن سنتين، الامر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة. وبعد ست سنوات قاد تحالف احزاب يسارية الى الفوز بالانتخابات الرئاسية بـ 56 في المئة من الاصوات.
وبنى هوغو تشافيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، شعبيته على عدة برامج اجتماعية في مجال الصحة والتربية حتى اصبح الناس الاكثر فقرًا يشعرون بامتنان لا حدود له ويكررون أنه اعاد لهم "كرامتهم" رغم تضخم كبير.
في المقابل يأخذ عليه منتقدوه أنه يفرض حضوراً طاغيًا ويسخر موارد الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم.
وتشافيز الذي كان متقد الحيوية والنشاط قبل مرضه، لا يرحم خصومه ويتمتع بكاريزما قوية ويمكنه أن يمزج في خطاب واحد اغنيات شاعرية وشتائم وثقافة واسعة، طوّر اسلوبًا في الحكم غير تقليدي يستند فيه الى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري.
وتعتبر المؤرخة مرغاريتا لوبيث مايا التي كانت حليفته قبل أن تنتقل الى المعارضة أن "تشافيز مزيج متناقض من اليسارية والنزعة العسكرية ولديه اقبال مفرط على السلطة. وأحد اكبر دوافعه هو البقاء في الحكم بلا حدود".
وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض اليها في 2002، قرر الرئيس أن العالم ينقسم الى فئتين: اصدقاء وخصوم واصفًا معارضيه بأنهم "خونة" و"بلا وطن". لكن خارج حدود بلاده ينظر اليه على أنه نموذج -- وممول -- لعدة زعماء يساريين في اميركا اللاتينية. وهو من اشد انصار وحدة اميركا اللاتينية.
وقد اقام هيئات للتكامل الاقليمي ونسج تحالفات استراتيجية مع روسيا والصين وايران ولا يفوت فرصة لدعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس السوري بشار الاسد.
وفي الوقت نفسه اثبت تحليه بالبراغماتية فلم يعمد يومًا الى تعليق امدادات النفط الى الولايات المتحدة رغم انتقاداته اللاذعة "للامبريالية الاميركية".
إعلان الحداد سبعة أيام والجيش ينتشر
وأعلن وزيرالخارجية الفنزويلي الياس خاوا أن جثمان الرئيس سيعرض اعتبارًا من الاربعاء في قاعة الاكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة في حين أعلن الحداد الوطني لمدة سبعة أيام.
وقال خاوا إن "تقبل التعازي ومراسم التشييع ستتم في كنيسة الاكاديمية العسكرية أيام الاربعاء والخميس والجمعة" ولكنه لم يوضح مكان دفن تشافيز. ومن المتوقع مشاركة عدد كبير من الرؤساء في مأتمه. وأضاف "عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة سوف ننظم المراسم الرسمية" في الاكاديمية العسكرية شاكراً جميع رؤساء الدول الذين اعربوا عن نيتهم المشاركة في التشييع.
وأوضح "سوف نعمل على اللوجستية التي تمكن العدد الاكبر من الفنزويليين من رؤية والدهم ومحررهم وحاميهم". وسوف ينقل جثمان تشافيز صباح الاربعاء الى الاكاديمية العسكرية "مهد الثورة البوليفارية"، حسب خاوا الذي لم يكشف وجهة سير الموكب. كما اعلنت الحكومة ايضًا واعتبارًا من الثلاثاء "الحداد الرسمي لمدة سبعة ايام" وتعليق جميع النشاطات العامة والخاصة من الاربعاء الى الجمعة.
وتعهدت القوات المسلحة الفنزويلية باحترام الدستور ورغبة الرئيس، كما اعلن وزير الدفاع دييغو موليرو. وقال موليرو في مداخلة نقلتها كل وسائل الاعلام والى جانبه عدد من كبار ضباط الجيش "اننا موحدون لاحترام والعمل على احترام الدستور ورغبة زعيمنا هوغو رافاييل تشافيز فرياس".
ونشرت الحكومة الفنزويلية الثلاثاء الجيش وقوات الشرطة في البلاد من اجل "ضمان السلام" بعد الاعلان عن وفاة تشافيز. وقالت في بيان الى كل وسائل الاعلام في البلاد إن "كل القوات الوطنية المسلحة والشرطة الوطنية تنتشر في هذا الوقت لمواكبة وحماية شعبنا وضمان السلام".
زعيم المعارضة يدعو الى "الوحدة"
دعا زعيم المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريليس رادونسكي الثلاثاء الفنزويليين الى "الوحدة" بعد وفاة هوغو تشافيز واعرب عن "تضامنه" مع عائلة الرئيس. (التفاصيل)
ردود فعل
اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء ان وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز "خسارة كبرى لي شخصيا ولشعب سوريا"، بحسب ما بث التلفزيون الرسمي السوري.
ونقل التلفزيون في شريط اخباري عاجل عن الاسد قوله ان "رحيل هذا القائد الفذ خسارة كبرى لي شخصيا ولشعب سوريا بمقدار ما هي خسارة كبرى لشعب فنزويلا الشقيقة ولشرفاء شعوب العالم واحراره"، وذلك في تعزيته "الشعب الفنزويلي ونائب الرئيس نيكولاس مادورو بالراحل الكبير هوغو تشافيز".
تتالت ردود الفعل من مختلف عواصم العالم لتعبّر في مجملها عن الحزن لوفاة تشافيز واعلان التعاطف مع الشعب الفنزويلي.
وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أن الولايات المتحدة تدعم الفنزويليين بعد وفاة رئيسهم، واعرب عن الامل في اقامة "علاقات بناءة" مع الحكومة الجديدة. (التفاصيل).
كما عبر وزير الخارجية البريطاني وليا هيغ عن حزنه لوفاة الرئيس الفنزويلي. (التفاصيل)
وأشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي توفي، مشيرًا الى أنه سعى جاهدًا "للرد على تطلعات وتحديات" بلاده. (التفاصيل)
ووصفت الاكوادور رحيل تشافيز بأنه "خسارة لا تعوض" بالنسبة لاميركا اللاتينية، وذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية في كيتو. (التفاصيل).
من جانبها، أعربت كولومبيا عن "حزنها العميق" لوفاة الرئيس الفنزويلي، مذكرة بأنه قدم دعمًا مهمًا لعملية السلام مع متمردي حركة فارك. (التفاصيل)
وأعلنت الحكومة الكوبية أن هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو "مثل ابن حقيقي"، وذلك خلال اعلانها الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد إعلان الوفاة. (التفاصيل)
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تشافيز كان "رجلاً استثنائيًا وقويًا يتطلع الى المستقبل". (التفاصيل)
بدوره، أشاد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالرئيس الفنزويلي واعتبره "شهيدًا لأنه خدم شعبه وصان القيم الانسانية والثورية". (التفاصيل)
حيّت سوريا الرئيس الفنزويلي مشيرة إلى أنه وقف الى جانبها في وجه "المؤامرة" التي تتعرض لها. (التفاصيل)
وأعلنت الصين أنها تعتبر تشافيز "صديقًا كبيرًا"، اذ إن البلدين اقاما علاقات تجارية قوية خلال السنوات الاخيرة. (التفاصيل)
وأعرب رئيسا مجلس أوروبا والمفوضية الاوروبية الاربعاء عن "حزنهما" لوفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وأشادا بـ"التنمية الاجتماعية" التي طبقها في فنزويلا. (التفاصيل)
وأعرب وزير الخارجية الالمانية غيدو فسترفيلي الاربعاء عن الامل في أن تفتح فنزويلا عهدًا جديدًا بعد وفاة رئيسها هوغو تشافيز. (التفاصيل)