أخبار

إنشاء مركز شرطة رمزي في بورسعيد لبسط الأمن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"الشعب والجيش ايد واحدة"، تلخص تلك اللافتة المعلقة جوار أول قسم شرطة رمزي انشأه الاهالي الغاضبون في مدينة بورسعيد حالة الغضب والتوتر التي تسود المدينة التي يريد ابناؤها طرد الشرطة الى خارجها ويطالبون صراحة بتولي الجيش أمور البلاد.

بورسعيد: في حديقة عامة في شارع محمد علي الرئيسي في قلب بورسعيد اقيم مركز شرطة رمزي وان كان هذا المركز الذي اطلق عليه "قسم الشعب" والذي خصص مكانا بارزا لمكتب المأمور واخر لحجز المتهمين يقدم خدمات امنية فعلية للمواطنين.

قسم الشعب

ويقول الموظف محمد علي (33 عاما) "قسم الشرطة الشعبي حرر 480 محضرا ويقدم خدمات مرورية في المنطقة"، وتابع بفخر "نحن نقدم للمواطنين ما فشلت الشرطة في تقديمه.. الامن والامان".

ويقول المهندس محمد هاشم (40 عاما) "الشرطة هي المتسببة في مذبحة استاد بورسعيد التي خلقت لنا كل هذا الخراب"، وتابع وهو يشير للقسم الذي اطلق عليه "قسم الشعب" "ربما لا يكون هذا قسم شرطة حقيقي .. لكنه اعتراض جدي".

وتشهد مدينة بورسعيد، احدى مدن قناة السويس الثلاث مع السويس والاسماعيلية، حالة من الاضطرابات واعمال العنف والغضب منذ الحكم في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي على 21 من ابنائها بالاعدام في احداث "مذبحة استاد بورسعيد" حيث قتل 74 في مطلع شباط/فبراير 2012 عقب مباراة قدم قدم بين فريق النادي الاهلي القاهري وفريق المصري البورسعيدي بينهم 72 من مشجعي الاهلي المشهورين بـ"الالتراس".

اسفرت اعمال عنف تلت هذا الحكم عن سقوط اكثر من 40 قتيلا في في مواجهات مع الشرطة حول سجن المدينة والمقرات الامنية. واعلنت بورسعيد اضرابا عاما يدخل اسبوعه الثالث للمطالبة بالقصاص للقتلى الذين سقطوا في تلك الاشتباكات.

ويحمل اهالي بورسعيد الغاضبين الدولة بشكل عام والرئيس محمد مرسي والشرطة بشكل خاص المسؤولية عن سقوط هؤلاء القتلى وعن العنف الذي تشهده مدينتهم.

ظلم وغطرسة

ويقول سائق التاكسي محمد هشام (25 عاما) "الشرطة تعاملنا وكأن هناك ثأر بيننا"، واضاف وهو يمر جوار قسم شرطة العرب في وسط المدينة والذي تحصنه سيارات الشرطة المدرعة، "انا ضد اقتحام اقسام الشرطة ولكن تصرفاتهم ضدنا دوما انتقامية".

وبالقرب من مديرية الامن، ساحة الاشتباكات الرئيسية في بورسعيد بين المتظاهرين والشرطة، قال التاجر ابو الحسن صابر (62 عاما) "الشرطة تعاملنا بتكبر وظلم وغطرسة منذ سنين.. هم الذين يستفزوننا ويبدأون بالعنف"، وتساءل الرجل بعصبية "اين مدير الامن مما يحدث؟"، قبل ان تفرق طلقات متتالية من سلاح آلي الجميع من حوله.

وقال ابراهيم السيد (56 عاما) "الداخلية والحكومة تتواطآن لقتلنا.. نحن نلقي عليهم الحجارة فيردون بالرصاص"، قبل ان يشير الي مبنى مديرية الامن الذي احرق المتظاهرون اجزاء منه بزجاجات المولوتوف.

وقال مواطنون انهم "لا يشعرون بالامان في وجود الشرطة التي تحمي مقراتها لا مصالح المواطنين"، فيما حمل اخرون فوارغ الرصاص وعبوات الغاز المسيل للدموع للتاكيد على ان الشرطة تريد الفتك بهم، كما يقولون.

ثقة بالجيش

مع الاختفاء التام لعناصر الشرطة من شوارع المدينة وتآكل شعبية وزارة الداخلية، تجلت ثقة الاهالي في الجيش بشكل واضح في كل مكان. وقالت لافتة علقت على هيئة ميناء بورسعيد "نرحب نرحب بحكم العسكر"، ونادت اخرى "نعم لخير اجناد الارض" في اشارة لجنود الجيش المصري. وانتشرت في بورسعيد مبادرة شعبية لعمل توكيلات للجيش لادارة البلاد.

وقال محمد عادل (34 عاما) مالك شركة سياحة "استنجدنا بالعالم ولم يجبنا احد.. والان نستجد بالجيش المصري لعله يسمعنا"، واضاف عادل الذي ينسق عمل التوكيلات للجيش "القوات المسلحة قادرة على ادارة مدينتنا لاننا فقدنا الثقة في الرئيس وفي الشرطة بشكل نهائي".

وقال التاجر سامح سويلم (26 عاما) الذي حرر توكيلا للفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لادارة البلاد "الجيش هو الوحيد القادر على ادارة البلاد الان وانهاء الفوضى"، وهو ما وافقه عليه محمود السيد (50 عاما) قائلا "مرسي اثبت انه غير قادر على ادارة اي شيء.. نريد عودة الجيش فورا".

حكم عسكري مؤقت

لكن احمد العربي (34 عاما) لا يعول كثيرا على الجيش معتبرا ان "الجيش لن يكون مختلفا عن الشرطة كثيرا". فيما قال اخر "نعم اريد الجيش لكن بشكل مؤقت قط".

وتنتشر مدرعات وآليات الجيش الثاني المصري في محيط المؤسسات الحيوية في بورسعيد منذ اعلان الرئيس مرسي حالة الطواريء في المدينة المضطربة نهاية كانون الثاني/يناير الماضي. ويحرص الاهالي هنا على كتابة "الجيش والشعب ايد واحدة" جوار مدرعات الجيش، ربما لحث جنوده على حماية المتظاهرين من الشرطة.

لكن من الواضح ان هناك علاقة ودية تربط بين الاهالي الغاضبين وعناصر الجيش كاملي التسلح حيث يتبادل الطرفان الحديث واحيانا الضحكات دون قلق. واشارت تقارير صحافية الثلاثاء الى سحب الشرطة من بورسعيد وتكليف الجيش تولي الامن فيها، وهو ما رحب به اهالي المدينة لكن الرئاسة المصرية نفته.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان مساء الثلاثاء "لا صحة لما تناولته بعض وسائل الإعلام من تكليف القوات المسلحة بمهام تأمين مدينة بورسعيد". لكن وحدات من الشرطة العسكرية تنتشر بكثافة في كل ارجاء المدينة منذ صباح الاربعاء.

وفي كل شوارع المدينة الصغيرة تقريبا يقف شباب ورجال مدنيون ينظمون المرور بدلا من رجال الشرطة، وقال الشاب احمد عيد وهو ينظم حركة سير السيارات "لم نعد بحاجة للشرطة بعد اليوم...نحن الشرطة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف